الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سباق عالمي لاستغلال الطحالب البحرية في إنتاج الوقود الحيوي

25 يونيو 2010 21:56
خلفت الطحالب المتعفنة التي كانت تملأ بحار ومستنقعات العالم قبل 300 مليون عام، نعمة كبيرة للعالم، وهي النفط، والآن وببلوغ العالم النقطة التي فاق فيها الطلب معدل تناقص النفط، تأمل شركات الطاقة والباحثون، في ان تعيد الطحالب وبقليل من الجهد التقني، الأمل لشعوب العالم مرة أخرى. ويقول تيم زينك نائب مدير الشؤون التعاونية لشركة سافاير أنيرجي في سان دياجو “تعرف الطحالب بانها المركب العضوي الأول الذي تواجد في الأحواض المائية في مناطق مختلفة من العالم، وتحول فيما بعد الى نفط خام. لذا، فمن محاسن هذا الموضوع اننا نبدأ بشيء معروف قامت بانجازه الطبيعة من قبل، وما علينا ان نفعله هو فهم أعمق لطبيعة الطحالب”. وتتمتع الطحالب بامكانات كبيرة حيث يمكن ان تنبت بطريقة طبيعية بمساعدة ثاني اكسيد الكربون من الهواء، وضوء الشمس كمصدر للطاقة، كما يمكن استنباتها في أحواض ضخمة في أراضي قاحلة، وتفوق امكانية الطحالب لانتاج جزيئات الطاقة، محاصيل الوقود الحيوي الأخرى بنحو عشرة مرات، في الوقت الذي توفر فيه طاقة نظيفة تكاد ان تخلو من الانبعاثات الكربونية. واتفق العلماء حول العالم، في ان الوقت لتحويل الطحالب الى طاقة قد حان بالفعل، وتبقى فقط الجدوى الاقتصادية هي مثار الجدل والتداول. ويقول ستيفين مايفيلد رئيس مركز سان دياجو للتقنية الحيوية للطحالب الذي يتكون من مجموعة من الباحثين من معهد إسكريبس للبحوث “يشكو الجميع من أسعار البنزين الذي يعتبر من أرخص أنواع الوقود الذي تباع المياه المعبأة أغلى منه، ويعتبر ذلك تحد للشركات التي تحاول توفير الطاقة البديلة”. وأضاف “يمكننا استخلاص الوقود من الطحالب التي في مقدرونا ان نزرعها ونحولها لوقود للطائرات، والى ديزل وبنزين. ويمكننا القيام بذلك لو استطعنا تجاهل قضية التكلفة”. ومن أجل تحقيق ذلك الغرض تسعى شركة سافاير وشركات أخرى لاثبات ان الطحالب او – الخام الاخضر – ستوفر طريقة اقل تكلفة وأكثر سهولة لانتاج الوقود البديل، من الطرق الأخرى التي تعتمد على محاصيل مثل القمح، أو قصب السكر. وتملك العديد من شركات سان دياجو مشاريع طموحة قيد الانشاء لانتاج وقود الطحالب. وتعمل شركات مثل سايك، وجنرال أوتوميك بتمويلات حصلت عليها من وكالة وزارة الدفاع الاميركية للمشاريع البحثية المتطورة بغرض تحويل الطحالب الى وقود طائرات. وذكرت الوكالة في وقت مبكر من هذا العام، ان المشروع تمكن من انتاج نفط من الطحالب بتكلفة دولارين للجالون الواحد، وان الهدف هو تكرير هذا النوع من النفط وتحويله الى وقود طائرات بتكلفة 3 دولارات للجالون الواحد. ووقعت شركة سينثيتيك جينوميكس التي أسسها أستاذ العلوم البشرية جي كريج فينشر، اتفاقية بحثية مع إكسون موبيل لاستخلاص الوقود الحيوي من الطحالب. وربما يبلغ حجم التمويل لهذا المشروع نحو 300 مليون دولار. وستقوم في سبتمبر القادم شركة سافاير أنيرجي التي تأسست في 2007 برأس مال قدره 100 مليون دولار تم جمعها من مستثمرين في القطاع الخاص من بينهم بيل جيتس، بانشاء مرفق في مساحة تقدر بنحو 300 فدان في نيو مكسيكو لزراعة الطحالب لتحويلها الى وقود بديل. وتلقت الشركة في ديسمبر الماضي مبلغ 104.5 مليون دولار من قبل وزارة الطاقة ووزارة الزراعة الاميركيتين بغرض انشاء المشروع المتكامل لتكرير الطحالب، لطرحها في الأسواق بطريقة تجارية. واستخلصت سافاير التي تملك مركزا بحثيا في لاس كروسيز في نيو مكسيكو، بالفعل أنواع عدة من الطحالب الصناعية حيث تقوم بزراعة الطحالب في مساحة مائية من المستنقعات تقدر بنحو مليون ليتر. وصمم هذا المرفق الذي تقدر مساحته بنحو 300 فدان بالقرب من مدينة كولومبوس بولاية نيومكسيكو، لاثبات حقيقة ان الخام الأخضر يمكن انتاجه بدرجة ذات جدوى اقتصادية وتجارية. ويقول تيم زينك “قمنا بما يمكننا فعله على نطاق المختبرات”. وتخطط سافاير لانتاج مليون جالون من الديزل ووقود الطائرات في السنة، خلال السنوات القليلة القادمة. وبحلول العام 2018، سيبلغ الانتاج نحو 100 مليون جالون في السنة. وحتى تستطيع الطحالب المنافسة، فينبغي ان لا تتجاوز تكلفة البرميل الواحد أكثر من 60 الى 80 دولارا، وينطبق نفس الشيء على مصادر الوقود الجديدة الأخرى مثل نفط القار الرملي، والنفط المستخرج من الآبار التي تقع في أعماق المحيطات. ويمكن القول ان الشركات واثقة من تحقيقها لهذا المستوى. ولم تتواصل الجهود الحكومية الأولية بخصوص تحويل الطحالب الى وقود في تسعينات القرن الماضي وذلك عندما لم تكن التقنيات معقدة مثل اليوم، وسعر النفط لم يتجاوز 30 دولارا للبرميل، أما اليوم فتتوفر معدات هندسية أفضل لاستخلاص أنواع جديدة من الطحالب، واستخراج النفط منها. كما ان سعر خام النفط حتى خلال ايام الازمة تجاوز الـ 70 دولارا. ويقدر الخبراء العاملون في هذا الحقل تكلفة الشركات التي تعمل حاليا في استخلاص النفط من الطحالب، بنحو 20 دولاراً للجالون الواحد. كما يشك هؤلاء الخبراء في مقدرة وكالة وزارة الدفاع على خفض التكلفة لنحو دولارين للجالون خلال هذا العام، ويصفون هذه الجهود بالنظرية. “عن ديلي كلايميت” ويجعل ذلك الطحالب أكثر جاذبية لاستثمارات رؤوس الأموال، وشركات الطاقة. وفي خلال عقد من الآن وبعد ان ساعد عدد قليل من مشاريع التكرير التجريبية في الوصول الى تقدير التكلفة الحقيقية، ومن ثم القيام بتعديلات لتقليل هذه التكلفة، فستصبح اتاحة الوقود المستخلص من الطحالب، حقيقة واقعة، لكن ليس قريبا جدا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©