معتز الشامي (دبي) - أرسل الاتحاد الدولي «الفيفا» تأكيداً لاتحاد الكرة، بموعد وصول لجنة تقييم العمل الإداري الداخلي، بناء على طلب الأخير، في أول فبراير المقبل، لتقييم مراحل العمل كافة لجميع اللجان العاملة، وآلية التواصل بينها وبين الأندية، وبينها وبين بعضها البعض، وكيفية إدارة شؤون اللعبة وطريقة عمل اللجان القانونية وغيرها.
وقرر «الفيفا» إرسال 4 خبراء دوليين من أفضل الخبراء بالاتحاد الدولي، والمسؤولين عن تطوير العمل الإداري والتنظيمي والهيكل المؤسسي لـ «الفيفا» نفسه، وهم خبراء في مجال الإدارة المحترفة، والإدارة الرياضية والقانونية والفنية.
وتأتي هذه الخطوة من جانب اتحاد الكرة، بعدما كثرت بعض الشكاوى من جانب الأندية، سواء من اللجان القانونية، أو من مشاكل اللوائح، وبعض الأمور التنظيمية الأخرى، فضلاً عن انتقادات لعمل الاتحاد، ورغم عقد جلستي مصارحة مع أندية المحترفين والدرجة الأولى «بشكل ودي» بمقر الاتحاد، لم يبادر أي طرف للحديث عن مشاكل في آلية التواصل، والعمل مع الاتحاد ومختلف لجانه، بينما انصب الجانب الأكبر من الحديث على أمور تتعلق بعلاقات الأندية مع بعضها البعض، الشكوى من مستوى التحكيم.
وأطلق الاتحاد مبادرة تحت شعار «الشفافية في التعامل»، وقرر الاستعانة بـ «الفيفا» الجهة العليا لعمل أي اتحاد أهلي، ليكون مسؤولاً عن تقييم عمل الاتحاد ومختلف لجانه، وطريقة توزيع العمل فيها بينها، ومن ثم كيفية التواصل مع الأندية، وغيرها من الأمور الداخلية في الاتحاد، بهدف تحديد أوجه القصور، والسعي لحلها في حالة وجودها.
وتلقى اتحاد الكرة إشادة رسمية من رأس الجهاز الإداري لـ «الفيفا» المسؤول عن إرسال الخبراء الأربعة بهذه الخطوة، لأنها تعكس حرص الاتحاد على أفضل ممارسات احترافية في سابقة تعتبر الأولى من نوعها لاتحاد بالقارة الآسيوية والشرق الأوسط.
وأشارت مصادر وثيقة باتحاد الكرة إلى أن اللجنة التي يتوقع وصولها إلى الدولة أول فبراير، وتستمر الزيارة لمدة 4 أيام، بحيث تراقب العمل اليومي بلجان الاتحاد، وتطلع على كيفية التواصل بين اللجان والأندية، كما تقوم بزيارات فردية لمعظم الأندية «المحترفين» و«الهواة»، للاستماع إلى آرائها ومتابعة كيفية التواصل بينها وبين الاتحاد وتحديد مشكلاتها في حالة وجودها.
وتقوم اللجنة بإعداد تقرير عن هذه الجوانب، على أن يحصل الاتحاد على نسخه منه، يقوم بتعميمها على عناصر اللعبة كافة، خلال الجمعية العمومية في نهاية الموسم، ويتضمن أهم السلبيات التي تحتاج إلى العلاج وأيضاً الإيجابيات، بينما يتلقى «الفيفا» نفسه نسخة أخرى من التقرير الذي يتحدث عن كيفية العمل الإداري داخل اتحاد الكرة، وبالتزامن مع التوجه الجديد نحو استطلاع رأي الاتحاد الدولي والخبراء، تقرر وضع جدول إعداد لمرحلة «ورش العمل» الإدارية والتنظيمية لمختلف لجان الاتحاد العاملة والأندية على حد سواء.
خبراء ومحاضرون
ويتجه اتحاد الكرة لجلب خبراء ومحاضرون بمختلف التخصصات المتعلقة باللعبة ولجانها، بهدف التطوير والسعي للوقوف على أحدث ما وصل إليه العالم في مجال إدارة اللجان من تحكيم وقانونية وتسويق وإدارية وفنية ومنتخبات وغيرها، ويتم حالياً التنسيق والتواصل مع الاتحادين الدولي والأوروبي، وكذلك الاتحاد الآسيوي، لتحديد جدول ورش العمل والدورات والمحاضرات المطلوبة، خلال الفترة الحالية وحتى أواخر 2014.
وعقدت الأمانة العامة لاتحاد الكرة جلسة تقييم عمل سنة كاملة، في عمل الاتحاد، نهاية الشهر الماضي، للحديث عن أهم سلبيات وإيجابيات العمل خلال عام 2013، وبناء عليه وجدت بعض الأمور التي تتطلب تطوير ودعم العمل الإداري داخل الاتحاد، حيث تم إطلاق مكتب متابعة، وتم تفعيله بداية العام الحالي، ويتولى المكتب متابعة الجانب الإداري الداخلي، بينما ينبثق عنه مكتب متابعة يختص بالجانب المالي، على أن يتضمن موظفين متفرغين لتسهيل آلية العمل، والتواصل بين الاتحاد والأندية، وبين لجان الاتحاد بعضها البعض، كما أقرت الأمانة العامة مقترحاً بعقد اجتماع شهري لمدراء اللجان لعرض خطة العمل الخاصة بالشهر الجديد، وتقييم العمل في الشهر السابق، بالإضافة إلى متابعة العمل اليومي.
ورغم إرسال أكثر من رسالة رسمية من الاتحاد لجميع الأندية تتعلق بآرائها الخاصة بالموضوعات التي تحتاج إلى مناقشات على طاولة اجتماع الجمعية العمومية المتوقع عقده منتصف فبراير المقبل، إلا أن الأندية لم ترد بأي مقترح، وتم فتح الباب الخاص بتلقي شكاوى الأندية ومقترحاتها، حتى موعد اجتماع مجلس إدارة الاتحاد المقرر الثلاثاء المقبل.
انطلاقة كبيرة
من جانبه، أكد يوسف عبدالله الأمين العام لاتحاد الكرة أن المرحلة القادمة من عمل الاتحاد تشهد انطلاقة مضاعفة في مختلف اللجان، بالإضافة إلى آلية العمل اليومي الداخلي، بهدف الوصول إلى أفضل آلية مؤسسية تعزز من مفهوم العمل المؤسسي داخل الاتحاد، وهو الهدف الأسمى الذي يعمل من أجله الجميع.
وأشار إلى أن الثقة في اللجان العاملة وجميع أعضائها قائمة، وهناك قناعة بما يتم من عمل وجهد كبير على أرض الواقع، وقال «تقييم العمل اليومي ومختلف اللجان داخلياً، وعرض النتائج على الأندية ربما لا يجد قبولاً، ولو قلنا إننا في قمة الاحتراف الإداري مثل بقية الاتحادات المتطورة، سواء بـ «القارة الصفراء» أو بأوروبا، فلن يتقبل أحد ذلك، وبالتالي يجب الوقوف على رأي جهة أعلى محايدة، ولديها من الخبرة والقدرات والسلطات التي تمكنها من تقييم العمل اليومي بالاتحاد وتواصله مع الأندية، وهذه الجهة هي «الفيفا».
ونفى يوسف عبدالله أن يكون اللجوء إلى الاتحاد الدولي هدفه استعرض عضلات التنظيم الإداري، والعمل اليومي للاتحاد والأمانة العامة، وقال: «هذا ليس هدفنا على الإطلاق، نحن نريد معرفة أين نحن بين الاتحادات المتطورة والمحترفة عالمياً، ويهدف ذلك إلى تجويد العمل وتحسين ظروفه، والسعي للوصول إلى أفضل ممارسات، وقد تكون هناك سلبيات لا نعرف عنها، وسوف تهتم اللجنة القادمة من «الفيفا» بالكشف عن كل تلك الأمور عبر تقرير مفصل، نقوم بدراسته، ومن ثم تطبيق توصياته إن وجدت، كما سنحرص على علاج أي سلبية يكشف عنها التقرير على الفور».
أما عن الاستعانة بخبراء وإقامة ورش عمل، قال: «الأمر مهم للغاية، هدفنا هو تطوير جميع أطراف اللعبة، حيث لن تقتصر تلك الورش والدورات على اللجان الداخلية وأعضائها، ولكن سيتم دعوة الأندية بمختلف لجانها أيضاً والهدف هو التطوير أولاً وأخيراً».
عدد اليوم
