الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراتيجية أوباما في أفغانستان

25 نوفمبر 2009 23:28
أكد أوباما يوم الثلاثاء الماضي أنه سيدلي "قريباً" بتصريح للشعب الأميركي بشأن استراتيجية الحرب الجديدة في أفغانستان وعبر في الوقت نفسه عن ثقته بأن الشعب الأميركي سيؤيده عندما يسمع حججه الداعمة لاستمرار الانخراط الأميركي في المنطقة. لكن أوباما لم يكشف ما إذا كان ينوي رفع عدد القوات الأميركية في أفغانستان كما سبق لقائد قواته أن طالب بذلك، بحيث عكف على مدى الفترة السابقة على دراسة عدد من الخيارات المطروحة التي تتراوح بين إرسال عشرة آلاف جندي كحد أدنى، و40 ألفا كحد أقصى لدعم القوات المنتشرة هناك. وفي ظهور له مع رئيس الوزراء الهندي شدد أوباما على أنه "من مصلحتنا الاستراتيجية ومن مصلحة أمننا القومي التأكد من أن القاعدة وحلفاءها المتشددين لن يستطيعوا العمل بفعالية في تلك المناطق، لذا سنقوم بتفكيك قدراتهم لنتمكن في الأخير من تدمير شبكتهم". ورفض أوباما تأكيد المعلومات التي تداولها بعض مسؤولي إدارته من أنه سيلقي خطاباً يوم الثلاثاء المقبل يوجهه إلى الشعب الأميركي، مشيراً فقط إلى أن كلمته ستأتي بعد احتفالات أعياد الشكر. لكن أوباما في الوقت نفسه شدد على أن كلمته ستصحبها محاولة مستميتة من جانبه لوضع الرأي العام في الصورة وإطلاعه على المناقشات المستفيضة التي أجراها خلال الأسابيع الأخيرة مع كبار مستشاريه بعدما ألتقى بمجلس الحرب على مدى ساعتين ليلة الإثنين الماضي، وعلى غرار مساعديه وصف أوباما المجهود الحربي في أفغانستان أثناء إدارة بوش بأنه كان فترة الفرص الضائعة في المعركة ضد "القاعدة". وقد عبر أوباما عن فترة الرئيس بوش قائلًا "بعد ثماني سنوات التي أعتقد أننا لم نكن نتوفر خلالها على الموارد، أو الاستراتيجية المناسبة أعتزم اليوم إكمال المهمة، وكلي ثقة أنه عندما يستمع الأميركيون إلى حجج مقنعة وواضحة لما نقوم به في أفغانستان وكيف ننوي بلوغ أهدافنا، فإنهم سيبدون تأييدهم". وأشار أوباما أيضاً إلى أنه سيخبر الشعب الأميركي بعزم الولايات المتحدة الضغط على حلفائها لتقديم مساعدات أكثر، قائلًا إن إدارته ستناقش "الواجبات الملقاة على عاتق شركائنا الدوليين" ودورهم في دفع العملية إلى الأمام، لكنه لم يعط إشارات حول الطريقة التي سينهي بها الانخراط الأميركي في الحرب رغم التسريبات التي رشحت مؤخراً من تقييمه، وتذهب إلى أن أوباما شديد الاهتمام بصياغة استراتيجية للخروج. وفي هذا السياق صرح المتحدث باسم البيت الأبيض "روبرت جيبز" قائلًا "بعد استكمال الاجتماعات النهائية أصبح أوباما يتوفر على المعلومات التي يحتاجها لاتخاذ قراره وسيعلن عن ذلك القرار في غضون أيام، ومع أن "جيبز" لم يحدد تاريخاً معيناً لكشف الرئيس عن استراتيجيته بشأن أفغانستان، إلا أن مسؤولًا في الإدارة طلب عدم الإفصاح عن اسمه توقع أن يعلن الرئيس عنها في الأول من ديسمبر المقبل. وأضاف المسؤولون في الإدارة أنه طُلب من قائد القوات الأميركية في أفغانستان والسفير الأميركي في كابول الاستعداد للإدلاء بشهاداتهم في جلسات استماع الكونجرس قبل أن تتخذ اللجان المختصة قرارها بشأن الموافقة على إرسال قوات أميركية إضافية وتخصيص المزيد من الموارد المالية للمجهود الحربي. ومع أن الجنرال ماكريستال والسفير "كارل إيكنبوري" لم يُحدد لهما موعد ثابت للظهور أمام الكونجرس، إلا أنهما أخبرا بأن شهادتهما ستعقب مباشرة إعلان الرئيس أوباما عن استراتيجيته في خطابه المرتقب حتى يتسنى لهما الدفاع عن استراتيجية الرئيس ودعمها بالحجج اللازمة. والمشكلة بالنسبة للإدارة هي تراجع شعبية الحرب لدى الرأي العام الأميركي الذي تشير الاستطلاعات أنه لم يعد يرى أي جدوى من الاستمرار في الحرب. وفي إطار مشاوراته المستمرة التقى أوباما ليلة الإثنين الماضي بكبار مستشاري الأمن القومي ومعهم السفير "إكينبوري"، فضلاً عن الجنرال ماكريستال الذي شارك عبر دائرة الفيديو المغلقة من كابول، ويبدو أن أوباما يعكف في الوقت الحالي على دراسة الخيارات المتاحة لإضعاف "طالبان" وتدمير "القاعدة" وهي الخيارات التي تقوم على نشر المزيد من القوات الأميركية وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات في السنة، وقد ألمح بعض قادة الحزب "الديمقراطي" البارزين إلى احتمال فرض ضريبة على الأغنياء في أميركا للمساعدة في تمويل الحرب الممتدة. وإذا كان الجنرال ماكريستال قد طالب بأربعين ألفا من القوات الإضافية لمواجهة الزخم الذي أحدثته هجمات "طالبان" ولتدريب القوات الأفغانية بالسرعة المطلوبة، يرفض السفير "إكينبوري"، وهو الجنرال المتقاعد والسفير الأميركي الحالي بأفغانستان، إرسال المزيد من القوات ما لم تقم حكومة كرزاي بمكافحة الفساد واتخاذ خطوات حقيقية لدعم البلاد وتحصينها. وكان أوباما قد التقى بمجلسه الحربي على مدى الأسابيع الماضية لبلورة استراتيجية جديدة في أفغانستان، حيث ينتشر 68 ألف جندي أميركي، ولم يتبق له سوى 18 يوماً لإعلان قراره قبل أن يغادر إلى هاواي لقضاء عطلة أعياد الميلاد. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©