بعيداً عن الحرب الصحفية الملتهبة بين صحف كتالونيا ونظيرتها المدريدية، فقد بدت الأمور أكثر هدوءاً على الساحة العالمية، بسبب توافق الصحف العالمية، دون اتفاق مسبق على توحيد عناوينها، والإجماع على الإشادة والاحتفال بانتصار الفريق الملكي، ويبدو للوهلة الأولى أن السبب في ذلك يعود إلى إن الريال بتاريخه العريق لم يخسر شعبيته الكبيرة حول العالم خلال السنوات الماضية، على الرغم من توهج البارسا، وتقديمه لكرة قدم جديدة، لم يشاهدها العالم من قبل، كما جاء التفاعل العالمي الكبير مع فوز الريال بلقب كأس الملك بعد غياب دام 18 عاماً، ليؤكد أن مواجهات الملكي والكتالوني لم تعد شأناً كروياً إسبانياً فحسب، بل لم تعد معاركهما شأناً أوروبياً، بل باتت شغفاً عالمياً لا يضاهيه سوى شغف مباريات كأس العالم. في فرنسا قالت صحيفة “الايكيب”: “الملك هو الريال”، وفي التفاصيل أشارت إلى إن النادي الملكي انتزع اللقب لـ 18 لبطولة كأس الملك بضربة رأسية عبقرية من النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو في الدقيقة 103، فيما عنونت صحيفة “كوريير ديللو سبوت” الإيطالية: “مورينيو ورونالدو يسقطان البارسا”، وأكد تقريرها أن المباراة كانت عصيبة، ومتوترة من الجانبين، ولكن تعاوناً بين مورينيو صاحب الفكر الخططي العميق، وبين مهارة رونالدو أثمر عن تتويج الريال بلقب غاب عن خزائن النادي منذ 18 عاماً، وهو أول ألقاب الفريق بعد 3 سنوات عجاف لم يتذوق خلالها طعم البطولات . وفي إيطاليا أيضاً عنونت صحيفة “جازيتا ديللو سبورت”: “مورينيو ملكاً لمدريد” وأضافت أن الريال تجنب المعضلة الكبرى بالخروج من الموسم “صفر” اليدين بعد فوزه بكأس الملك، وفي الوقت ذاته نجح مورينيو في الفوز على البارسا للمرة الأولى، وهو يجلس على مقعد الإدارة الفنية للريال، كما تمكن من اقتناص أول ألقابه مع الفريق الملكي، وما أغلاه وأروعه من لقب فقد جاء على حساب المنافس التقليدي برشلونة. كما احتفلت الصحف البرتغالية بطريقتها الخاصة بتتويج الريال باللقب الملكي، وبدت نبرة الشعور بالفخر عالية في تناول الصحف البرتغالية لهذا الحدث، لم لا، وهناك مورينيو ورونالدو، وهما من أبناء البرتغال، وكانا سبباً مباشراً في جعل الريال يتصدى للمد الكتالوني، فقد عنونت صحيفة “ريكورد”: “هدف من رونالدو يساوي كأس الملك”، فيما قالت صحيفة “آبولا” إن مورينيو ورونالدو نجحا في إعادة اللقب .
بدورها اهتمت الصحف الإنجليزية بمعشوقها الأول مورينيو، حيث قالت صحيفة الصن إنه عانق أحد أهم الألقاب في مسيرته الكروية لأنه على حساب البارسا الذي ظن البعض إنه فريق لا يقهر، وقام بالرد عملياً على حملة الانتقادات التي طالته طوال الأيام الماضية، واتهمته بأنه لا يملك شجاعة مواجهة أو مهاجمة البارسا، ويتخفى خلف الخطط الدفاعية التي جعلت الريال يبدو كما لو كان فأراً يواجه أسداً، فيما قالت صحيفة الجارديان إن مورينيو قهر الانتقادات التي وجهت إليه بمعانقة المجد والحصول على كأس الملك من فم الأسد الكتالوني وبعد غياب ملكي عن منصات التتويج على مدار 3 سنوات كاملة كان فيها البارسا صاحب السيطرة. وفي أميركا الجنوبية تفاعلت الصحف بكثير من الاهتمام مع تتويج الملكي بعناوين أكثر سخونة، حيث قالت صحيفة “أولييه” الأرجنتينية : “الملكي ملكاً لكأس الملك” في عنوان لم تأت كلمة واحدة فيه من التعبيرات “الملكية”، فيما عنونت صحيفة “لاناسيون” الأرجنتينية أيضاً: “مورينيو أصبح كابوساً جديداً للبارسا” في إشارة إلى قدرة المدرب البرتغالي على إيقاف تفوق البارسا خلال السنوات الماضية، خاصة أنه استوعب جيداً درس الهزيمة بالخمسة في مباراة الدور الأول لبطولة الدوري، فعاد وتعادل في الدور الثاني، ثم تفوق في النهائي.
عدد اليوم
