السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بولت.. «الحب الخالد» في قلب «أم الألعاب»!

بولت.. «الحب الخالد» في قلب «أم الألعاب»!
16 أغسطس 2016 12:23
ريو دي جانيرو (أ ف ب) ضرب إعصار أوساين بولت مجدداً دورة الألعاب الأولمبية، وبعد إحرازه ذهبيتي سباق 100 متر في دورتي بكين عام 2008 ولندن بعدها بأربع سنوات، نجح العداء الجامايكي الأسطوري في تطويق عنقه بالمعدن الأصفر في هذه المسافة ماحياً جميع منافسيه، وعلى رأسهم الأميركي جاستين جاتلين. المواجهة كانت منتظرة، وخصوصاً من قبل رجال الإعلام الذي وصفوا هذا السباق بأنه يجمع بين بطل الخير وبطل الشر، في إشارة إلى إيقاف الأميركي لسنوات عدة لتناوله منشطات قبل أن يعود إلى المضمار بعد تخفيف عقوبته. وحسم بولت السباق في زمن مقداره 81: 9 ثانية متفوقاً على جاتلين (89: 9 ثانية)، والكندي أندريه دي جراس (91: 9 ثانية)، ليحقق إنجازاً تاريخياً، حيث أصبح أول عداء في التاريخ يحقق هذا الإنجاز ثلاث مرات على التوالي، علماً بأنه يرصد أيضاً «الهاتريك» الثالث على التوالي (100 متر و200 متر والتتابع 4 في 100 متر) بعد 2008 و2012. ويعتبر بولت سيداً لسباقات السرعة 100 متر و200 متر، وتوج بألقابها الأولمبية والعالمية منذ عام 2008، باستثناء مونديال دايجو 2011، والانطلاقة الخاطئة في نهائي 100 متر. وحقق بولت انطلاقة أقل سرعة من غريمه جاتلين، غير أنه عوضها في منتصف السباق، وتقدم منافسيه بوضوح، ليجتاز خط النهاية ضامناً الفوز، فيما أدرك جاتلين أنه خسر السباق عندما شاهد «البرق» يتجاوزه بسرعة رهيبة. ثلاثة عدائين فقط يملكون سجلاً أفضل من بولت في «أم الألعاب»، وهم الفنلندي بافو نورمي «9 ذهبيات بين 1920-1928» والأميركيان كارل لويس «9 بين 1984 و1996» وراي إيفري «8 بين 1900 و1908». وقال بولت: أحدهم قال العام الماضي، إنني إذا حققت الثلاثية، فإني سأدخل الخلود الأولمبي، لقد أنجزت المهمة وأصبحت خالداً. وأضاف: يتبقى أمامي سباقان لتعزيز هذه المكانة. وعن السباق أوضح: كان السباق رائعاً، لم أنطلق بقوة، لكني فزت وأنا سعيد للغاية. وأكد بولت الذي يطلق عليه لقب «الإعصار»، أو «البرق» مرة جديدة بأنه سيد المناسبات الكبرى، لأنه تعملق في السباق النهائي، ليثبت مرة جديدة بأنه أسرع عداء في العالم. واجه بولت تحديات عدة لبناء أسطورته، أكان قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، أو في بطولة العالم في بكين العام الماضي، أو في ريو، لكنه نجح دائماً في تحويل الحواجز إلى حوافز، ويخرج فائزاً مكللاً بالغار. «لقد حان وقتي وهذه هي اللحظة التي سأتميز بها عن بقية العدائين في العالم، العديد من الأساطير جاؤوا قبلي، ولقد حان وقتي الآن»: بهذه العبارات أطلق بولت التحدي قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في لندن قبل أربع سنوات، خصوصاً في ظل الكثير من علامات الاستفهام التي رسمت حول قدرته في أن يصبح ثاني عداء بعد الأسطورة الأميركي كارل لويس يحتفظ بلقبه في سباق 100 متر. وبالفعل وفى بولت بوعده ورد على أرض المضمار في الملعب الأولمبي في لندن ليسكت المشككين إلى الأبد، مسجلاً ثاني أفضل وقت على مر الأزمنة ومقداره 63: 9 ثانية علماً بأنه يحمل أيضاً الرقم القياسي العالمي ومقداره 58: 9 ثانية سجله في بطولة العالم لألعاب القوى في برلين 2009. وتردد السيناريو في بكين 2015 لأن جميع الترشيحات صبت واقعياً في مصلحة منافسه الأميركي جاتلين الذي دخل السباق النهائي، وهو لم يهزم منذ أغسطس عام 2013، وسجل أفضل توقيت في ذلك العام (74: 9 ثانية في لقاء الدوحة)، في حين عانى بولت الإصابات في الظهر أبعدته عن العديد من اللقاءات المهمة. لكن بولت كان على الموعد مجدداً في السباق النهائي مسجلاً 79: 9 ثانية متقدماً على جاتلين (80: 9 ثانية). وقبل انطلاق ألعاب ريو لم يخض بولت الذي سيبلغ الثلاثين في اليوم الختامي من الألعاب الأولمبية، سباقات كثيرة هذا الموسم ولم يحجز تأهله إلى الأولمبياد في التجارب الجامايكية في كينجستون الشهر الماضي، إذ غاب بعد نصف نهائي سباق 100 متر بسبب إصابة في فخذه الأيسر، قبل أن يتم اختياره من طرف الاتحاد الجامايكي للدفاع عن ألقابه الثلاثة. لكنه مرة جديدة أكد أنه يتخطى الذات ويتعملق في البطولات الكبيرة ليحسم السباق في مصلحته. والذهبية التي حققها بولت في ريو هي الثامنة عشرة من المعدن الأصفر له في19 سباقا خاضها في بطولة العالم والألعاب الأولمبية منذ عام 2008، ولم يخسر سوى مرة واحدة، عندما تم استبعاده من سباق 100 متر، لارتكابه خطأ في الانطلاق في بطولة العالم في دايجو (كوريا الجنوبية عام 2011). الخلود الأولمبي سيفرد له جناحيه أكثر وأكثر في حال تتويجه في سباقي 200 متر والتتابع 4 في 100 في ريو، وهو مرشح لذلك فترقبوه!. صحف العالم: رائـع.. متألق.. عملاق.. أسطورة ريو دي جانيرو (د ب أ) أثار الإنجاز التاريخي، الذي حققه العداء الجامايكي أوسين بولت، ردود فعل إيجابية كبيرة على مستوى الصحافة العالمية، التي وصفت الفائز بالميدالية الذهبية الأولمبية ثلاث مرات بـ «الرائع» و«المتألق»، بالإضافة إلى العديد من الصفات الأخرى. «الخالد بولت يدخل التاريخ»، كان هذا ما قالته صحيفة «ذي تايم» البريطانية، بعدما فاز بولت بميداليته الذهبية الثالثة على التوالي في منافسات 100 متر بالدورات الأولمبية. وأضافت الصحيفة البريطانية: أوسن بولت رفع إصبعه، بعدما تجاوز الخط، ميدالية ذهبية أخرى، صفحة جديدة كتبت في كتاب تاريخه الأولمبي، إنه كان يؤمن بأنه قادر على أن يبقى خالداً. ومن جانبها، قالت صحيفة «بيلد» الألمانية: بولت الذهبي يلمع في ريو، إنه الأسرع وسيبقى أسرع رجل في العالم. فيما قالت صحيفة «ماركا» الإسبانية: «الوميض في ريو»، وأضافت صحيفة «ليكيب» الفرنسية، قائلة: «عملاق وأسطورة». وأسهبت الصحف في جامايكا في الإشادة بالبطل الأولمبي، وكان عنوانها الرئيس «بولت المتألق»، كما أضافت قائلة: «المتألق بولت يحصد الميدالية الأولمبية الذهبية الثالثة في سباقات 100 متر». وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: «لا يوجد في كوكب الأرض من يستطيع أن يلحق ببولت حتى الآن». وأضافت الصحيفة الأميركية: «بولت أثبت تفوقه مجدداً، فاز بسباق 100 في 81: 9 ثانية، وهو الإنجاز، الذي ضمن له مكانته كأفضل عداء على مر التاريخ. وقال ديفيد والتشينسكي رئيس جمعية المؤرخين الأولمبيين في تصريحات لنيويورك تايمز: الجميع مروا بهذه التجربة «الفوز بسباق 100 متر» مرة واحدة خلال حياتهم، أن تكون الأفضل في الأولمبياد ثلاث مرات في شيء حققه الجميع مرة واحدة، فهذا شيء غير معقول. واستطرد والتشينسكي، قائلاً: تراثه سيتوقف على ما سيقوم به خلال ما تبقى من حياته، الأفضل هو أن يقوم بجولات، ويعطي محاضرات ويجوب العالم مثل محمد علي، ويصبح معروفاً في أفريقيا وآسياً ومحبوباً من الجميع. وعلى جانب آخر، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور العداء الجامايكي، وهو يبتسم قبل وصوله إلى خط النهاية. وأجمع العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أن الشيء الوحيد القادر على إيقاف بولت هو دراجة التصوير التلفزيوني، في إشارة إلى الحادثة، التي وقعت لبولت في الصيف الماضي ببطولة العالم لألعاب القوى في بكين، عندما فقد أحد المصورين توازنه فوق دراجة التصوير المتحركة، واصطدم بالبطل العالمي، عقب تتويجه بلقب سباق 200 متر عدواً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©