الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النقبي يؤسس متحفاً يعكس تاريخ دفتا

النقبي يؤسس متحفاً يعكس تاريخ دفتا
25 يونيو 2010 21:25
على سفح الجبل وفي أعلى نقطة من قمته، قام بتمهيد الأرض الصخرية حيث استعان بشركة شهيرة ومعروفة بتمهيد الطرق الجبلية، كما طلب مساعدة بلدية المنطقة، ولأن الأرض تعود له فقد كان محمد علي خلفان محمد النقبي يخطط لمشروعه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، ولكن الظروف ساعدته على البدء في العمل منذ عام 2007، فهو مؤمن أن التراث جزء من الهوية الوطنية، وأنه منبع يمكن للأجيال أن تغرف منه وترتوي كما يمكنها أن تحتفظ بجزء كبير منه للمستقبل القادم، وكان الحلم تأسيس متحف في دفتا. بدأ محمد النقبي بجمع القطع الأثرية والتراثية قبل خمسة عشر سنة، واحتفظ بها للحظة التي يوزعها حسب ذوقه في أرجاء المكان، ولكنه الآن غير مقتنع بأن هذا هو الشكل النهائي للمتحف، خاصة أن الطريق السريع المؤدي إلى داخل الفجيرة وإلى كلباء وخورفكان يمر من تحت المتحف مباشرة، مما يتسبب بالكثير من الغبار، إضافة إلى أعمال ومشاريع أخرى تجري بالقرب منه. يقول أبو فيصل إن النداءات المتكررة من حكومة دولة الإمارات لا تتوقف، وهي تحث على العمل على جمع التراث وإلى إبرازه والمحافظة عليه، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن التراث في خطر، وأن على الأهالي أن يكونوا جزءاً من فريق العمل، ولا يقفوا بمنأى عن المتخصصين في إدارة التراث، فلا تستطيع وزارة أن تعمل مستقلة عن الأهالي، ولا تقدر إدارة المتاحف على كل الجهد بمفردها، وإنما على الجميع أن يكونوا كالوزارة الواحدة، أو كالهيئة التي يجب أن لا تتوقف عن العمل، فما كان قبل ألف سنة مجرد عادات وتقاليد موروثة عن السنوات الألف الماضية، وما يمارس اليوم سوف يكون تراثاً وإرثاً للأجيال بعد مائة عام. قصة متكاملة كل زاوية في المتحف المتواضع تحكي قصة، لأن لكل قطعة ذكريات لزمن عبر وانتهى وترك أهله تلك القطع لأبنائهم، ولذلك يجد النقبي أن كل ما ينتمي إلى الماضي هو من جذور الأجداد، ورمز جميل ولو كان مهترئاً أو دهرياً، ويؤكد أن كل شخص تتاح له فرصة الاطلاع على قطعة من الماضي لا بد له أن يسأل عنها، ومن خلال الإجابة يمكن التطرق إلى كل الذكريات والقصص والروايات التي تنقل الحقائق عن الأصالة وكل ما يتعلق بها، لأن شعب الامارات ارتقى بسبب عقيدة الأجداد وممارساتهم وسلوكياتهم، وبسبب كل ما يؤمنون به، ومن شأن فرط عقد الدرر الأخلاقية والسلوكية من جيد الأجيال الحالية، أن يجعلهم عاجزين عن إحداث التغيير المنشود بالثروة أو النجاح الاقتصادي وحدهما. يذكر محمد النقبي أن هناك الكثير من القطع الأثرية وليس التراثية قد تلفت نتيجة الحركة العمرانية في المنطقة، وبسبب شبكة الطرق أيضاً، وقد اطلع الأهالي على بعض ما حدث من تلف دون أن تحرك أية جهة ساكنا لوقف تدهور المعمار التراثي أو الأثري، أو تلف القطع الأثرية، ويوضح أنه توجه لإدارات خاصة بالمتاحف في امارات مختلفة، يطلب مد يد العون له، كي يكمل المشروع من اجل تطوير طرق حفظ القطع الأثرية والتراثية في متحفه البسيط، ولكنَّه لم يجد أي تعاون. يقول النقبي إنه بالرغم من عدم كونه عالم آثار، إلا أنه يتألم لعدم الاهتمام كفاية بالبحث والتنقيب عن الآثار في المناطق التي يراد تحويلها لمناطق استثمارية أو سكنية، فربما تكون فيها كنوز من الأثريات أو التراثيات، حيث وجد أبو فيصل محارة بها حبة لؤلؤ في منطقة جبلية، وهو يظن ان المنطقة ربما يكون قد مر بها طوفان حمل اليها ما في قاع البحر، ويقول إن لديه أيضا قطع فخارية تشير الكتابة التي حفرت عليها أنها من قرون بعيدة، وقد حملها كي لا تسرق أو أن تهرب خارج الدولة من قبل الأجانب، الذين يجوبون كل الأماكن السياحية، والتي هي في الأصل مناطق قديمة ربما تكون مليئة بالآثار. يواصل النقبي قائلا إن حركة السياحة في الدولة نشطة، ولكنَّها تحتاج لفرق مواطنة تشرف على شرح خبايا وتفاصيل الأماكن، حيث يتذكر أنه وقف ذات يوم إلى جانب مركبة تحمل مجموعة كبيرة من السياح، وقد اكتشف أن الدليل الآسيوي يقدم لهم معلومات خاطئة، وقد سبب له ذلك الكثير من الألم، ولم يستطع أن يغير شيئا حتى لا يتهم بالتدخل فيما لا يعنيه. نماذج طبيعية خلال الجولة في المتحف الصغير وجدنا ان محمد النقبي قد قام ببناء نماذج بالحجم الطبيعي حسب الهندسة المعمارية القديمة، ومن بينها مسجد طبق الأصل لمسجد أثري، وكذلك كوخ من الأحجار والقش والحجرة التراثية، وقد تم تأثيث كل المكان بالقطع والأدوات الأصلية من (اللقية) والمقتنيات التي عثر عليها خلال تجواله، أو ذهب لشرائها من مختلف أرجاء الإمارات، كما أحاط المكان ببرج خاص بالقلاع وسور على النمط القديم. يعكس المكان روح الرجل الذي يحمل هم التراث والآثار، وهو يعترف أن عدم اهتمام الجهات الرسمية بالجهود التي يقوم بها المواطنون المهتمون بأمر التراث والآثار ربما يسبب الإحباط والحزن، ولكن ذلك لا يعني التوقف بسبب عدم اهتمام الآخرين، لأن الأمانة هي مثل القرض لا بد أن تسدد بكل صدق وبالكامل وفي الوقت المناسب، وأن يكون الإنسان ممنوناً وهو يؤدي أو يوصل الرسالة أو الأمانة. مبادرة فردية عن طريق الجهود الشخصية الخاصة يقوم النقبي وأسرته بالتواصل مع المدارس ورياض الأطفال في المنطقة، من اجل الترويج للمتحف، وقد كان لجهودهم أثر إيجابي حين استجابت الإدارات المعنية، وتم إرسال مجموعة من الرحلات المدرسية إلى المتحف، كما قام النقبي بزيارة مجموعة من المتاحف لمشاهدة طرق العرض من اجل تطوير المتحف، وهو يخطط الآن لوضع خطة لاستقطاب السياح إلى منطقته وتقديم المعلومات الصحيحة اليهم، ويأمل أن تتوجه الجهات المسؤولة عن السياحة إلى فرض تدريب الدليل السياحي الأجنبي على تعلم كل المعلومات الصحيحة عن الدولة وآثارها وتراثها، أو جعل مهنة الدليل حكراً على المواطن كي لا يتم التلاعب بالمعلومات وتقديمها بشكل مغلوط، ونقلها إلى الدول الأخرى عن طريق السياح. حاليا يخطط محمد النقبي لبناء مظلة عملاقة تغطي المكان لمنع الأتربة من الوصول إلى القطع المعروضة، وأيضاً كي تعمل على منح البرودة للمكان في الصيف، كما يخطط لوضع برنامج للتعاون مع هيئات السياحة أو الشركات التي تعمل على التعاقد مع الشركات السياحية في الدول الأوروبية من أجل أن يكون المرور إلى منطقته أحد نقاط التوقف المدرجة في البرنامج.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©