الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزهد في الدنيا من محبة الله

12 سبتمبر 2008 23:45
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:''ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس''· رواه أبو العباس سهل بن سعد الساعدي -رضي الله تعالى عنه· يتضمن هذا الحديث مجموعة قيمة من اللآلئ المحمدية، أوضحها الدكتور عبد الباسط أحمد علي حمودة في كتابه'' الإعجاز فى البيان النبوي'' قائلاً: كل مسلم يسعى إلى حب الله، وأن يحبه عباد الله، ولن يتمكن الناس من الوصول إلى هذه الدرجة، ما لم يلتزموا بصحيح الدين واتباع النهج النبوي الذي حملت لنا أحاديثه الشريفة مجموعة من التوجيهات، فإذا سار العبد عليها فاز بحب الله وحب الناس وكان من سكان الجنة· وجاء فى لؤلؤة أخرى أحب الكلام إلى الله أربع: ''سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت''· ويذكر الشيخ طه عبد الله العفيفي أن ما يجلب رضا الله ومحبته أن يعمل العبد ليوم الموقف العظيم فلا يخشى الموت، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن لم يحب لقاء الله لم يحب الله تعالى لقاءه''· ومما لا شك فيه أن لمحبة الله أثرها فى الدنيا والآخرة لما روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''إذا أحب الله عز وجل العبد قال لجبريل يا جبريل إنى أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادى في أهل السماء إن الله تعالى قد أحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يضع له القبول في الأرض· وإذا أبغض الله عز وجل عبداً قال مالك لأحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك''· ويوفق الله تعالى العبد الزاهد في الدنيا إلى فعل الخيرات ويبغضه في المنكرات فيصبح ذلك خلة وسجية فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إذا أحب الله عبداً جعل له واعظاً من نفسه وزاجراً من قلبه يأمره وينهاه''· ومن أثر محبة الله على العبد أنه يجده صاحب خلق ودين، وإن كان قليل المال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب''· والثابت أن من أثر محبة الله للعبد أن يكون متواضعاً ذاكراً لله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ''من تواضع لله رفعه، ومن تكبر وضعه ومن أكثر ذكر الله أحبه الله''· ويشير الدكتور السيد رزق الطويل في دراسته ''مشرق الرسالة الخاتمة والسابقون إليها'' إلى أن من يطلب محبة الله عليه بالزهد في الدنيا، والزهد ضد الرغبة بالإعراض عن الشيء وتركه لاحتقاره، وقد رغب المولى سبحانه وتعالى الخلق في الزهد في الدنيا في قوله تعالى: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى) (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا)· ويقول الشيخ محمد أمين الجندي في كتابه ''مائة قصة وقصة في أنيس الصالحين وسمير المتقين'' أن للرسول صلى الله عليه وسلم في الزهد لآلئ كثيرة نذكر منها: ''إذا رأيتم الرجل قد أوتي زهداً في الدنيا ومنطقاً فاقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة''· وقال: ''الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة فيها تتعب القلب والبدن''· وترغيباً لنا وليس ترهيباً يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: ''الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا ألا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك''·وحتى نكون من الراغبين في الزهد في الدنيا وحب الله والناس، فعلينا أن نتبع هذه اللؤلؤة النبوية· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©