الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة ظريف لإنقــاذ قطر.. محصلتها صفر

جولة ظريف لإنقــاذ قطر.. محصلتها صفر
25 يونيو 2017 03:25
عواصم (وكالات) ترجمت الجولة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للبلدان المغاربية الثلاثة «الجزائر وموريتانيا وتونس» حقيقة الدبلوماسية الموازية التي عوضت فيها طهران الدوحة، محاولة منها للبحث عن مساند لرغبتها ومكابرتها ولجاجتها بكل تعنُّت في ما قامت وتقوم به بالمنطقة. ومن الواضح أن مباحثات ظريف في الدول الثلاث لم تحقق ما كانت ترجوه الدبلوماسية الإيرانية، حيث اقتصرت التصريحات الصادرة بعد زيارة الوزير الإيراني في كل دولة على تأكيد أهمية تجاوز «الخلافات الخليجية القائمة» في أسرع وقت ممكن، ومساندة المساعي التي يقوم بها أمير دولة الكويت لإعادة روح التضامن والوئام داخل البيت الخليجي، بما يعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة ويجنّبها مزيداً من الانقسام والتوتر. والمعروف أن التونسيين والجزائريين وإن لم يكن قرار سلطاتهم الرسمية واضحاً على مستوى المقاطعة، فإنهم كشعبين أعلنوا ذلك منذ «انتفاضة 14 يناير 2011» بتونس وفي كل المنابر تقريباً، نتيجة لما رأوه من دعم كبير من قطر لجماعة «الإخوان» بالبلدين، تتقدمهم حركة النهضة التونسية لوجيستياً ومالياً، مقابل وضوح موقف موريتانيا الرسمي والشعبي، ولم يذهب ظريف بيد خاوية لتلك الدول، بل حمل معه سيلاً من العروض الاقتصادية والمالية ليغدقها على حكومات المغرب العربي، أملاً في أن تتغاضى عن سياسات أمير قطر الإرهابية، وتتوجه بوصلتها نحو الدوحة، إلا أنه عاد «صفر اليدين» بعد أن تمسكت حكومات الدول الثلاث بمواقفها من الأزمة، ولم تنجح في زحزحة موقف أي من تلك الدول لتعلن مساندتها لقطر. وكانت البداية الإيرانية بالجزائر، ظناً منها أن لها علاقات مميزة مع نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ستجعل من مهمتها يسيرة إلا أنها وجدت ما لم تكن تحسب له حساباً، حيث أغلقت الجزائر الباب أمام إعلانها دعم قطر في أزمتها مع محيطها العربي والإقليمي في وجه إيران، والتزمت الحكومة بموقفها المحايد للأزمة واكتفت بالدعوة للحوار بين الأشقاء لحل الخلافات. وقالت صحيفة «الشروق» الجزائرية، إن الأزمة المندلعة بين قطر وجيرانها كانت محور الزيارة التي قادت وزير الشؤون الخارجية الإيراني، والتي لم يتسرب منها الكثير، إلا أن وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، بدا دبلوماسياً في لقائه مع الضيف الإيراني، من خلال عدم الخوض في الخلاف الخليجي الخليجي. وأشار «مساهل» إلى أن الجزائر وإيران اتخذتا خطوات لتطوير العلاقات الثنائية، غير أنه انتقد ما وصفه «المسار البطيء» للعلاقات الثنائية على الرغم من وجود مجالات كبيرة للتعاون المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أن «احترام سيادة الدول هو من أصولنا الأساسية»، وتحدث عن الخلافات العربية العربية، وقال إن «الخلافات قائمة دوماً في العالم العربي وأحد نماذجها الأزمة السورية»، لافتاً إلى أن «الجميع لو احترموا سيادة الشعوب والدول لما شهدنا مثل هذه الأوضاع». خيبة الأمل التي وجدها ظريف في الجزائر لم تنتهِ عند هذا الحد، بل ازدادت بعد أن فشل في إثناء موريتانيا عن قرارها بقطع العلاقات مع قطر، والذي اتخذته منذ اليوم الأول للأزمة، داعمة بذلك موقف السعودية ومصر والإمارات، على الرغم من أن ظريف نقل رسالة خاصة من الرئيس الإيراني حسن روحاني للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تحمل كثيراً من المودة والوعود الاقتصادية. وتعهدت إيران على لسان وزير خارجيتها بتفعيل اتفاقيات التعاون المشترك مع موريتانيا، وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على الصعيد الاقتصادي ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز التعاون المصرفي والتعاون بين القطاعين الخاصين في البلدين، ولا سيما تفعيل نشاط القطاع الخاص الإيراني في مجال المناجم والطاقة والعمران والصيد. وطرحت صحيفة الأخبار الموريتانية تساؤلاً حول أهداف زيارة رأس الدبلوماسية الإيراني رفقة وفد من وزارته، وتعمد إعلانه أن السياسات القائمة في البلدين متشابهة في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة وسط تجاذبات حادة، وما إذا كانت رجوعاً طبيعياً من بعيد إلى حليف سابق، أم هي ردة فعل على اصطفاف موريتانيا في صف السعودية ومصر والإمارات. ولم تختلف زيارة ظريف لتونس عما سبقها، حيث طغت محاولة استمالة تونس لجانب قطر في الأزمة على المباحثات، قدم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عدداً من المقترحات لتقوية الشراكة الاقتصادية والسياسية بين طهران وتونس. واتفق وزيرا الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، والإيراني جواد ظريف، خلال لقائهما على دعوة اللجنة المشتركة التونسية الإيرانية للانعقاد في بداية 2018، وعلى تنظيم زيارة لوفد من رجال الأعمال التونسيين إلى طهران، لاستكشاف فرص وإمكانيات التعاون والشراكة المتاحة في مختلف المجالات، والنهوض بالصادرات التونسية الموجهة للسوق الإيرانية. وخلال اللقاء، جدد وزير الشؤون الخارجية التونسي موقف بلاده من الأزمة الجارية في منطقة الخليج، معرباً عن ثقة تونس في قدرة الأشقاء بالمنطقة على تجاوز التوتر المستجد والعارض، وتوخي الحوار لفض الخلافات بما يحفظ وحدة البيت الخليجي، ليواصل الاضطلاع بدوره في خدمة القضايا العربية والإسلامية وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار في المنطقة. والتقى ظريف قبيل مغادرته تونس، الرئيس الباجي قايد السبسي، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية، والجهود المبذولة لتطويق الأزمة الخليجية عبر الحوار والتفاهم، إذ تم التأكيد على أهمية تجاوز الخلافات القائمة في أسرع وقت ممكن، ومساندة المساعي التي يقوم بها أمير دولة الكويت لإعادة روح التضامن والوئام داخل البيت الخليجي، بما يعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة ويجنّبها مزيداً من الانقسام والتوتر. ويمكن القول إن ظريف عاد إلى طهران وجعبته خالية من نتائج ملموسة في المهمة التي أتى لشمال أفريقيا من أجلها، ليمثل بذلك فشلاً جديداً يضاف إلى التحالف «القطري - الإيراني».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©