«ألم» في قلب الجزيرة!

سامي عبدالعظيم (دبي) دفع الجزيرة ثمن التراجع في الأمتار الأخيرة بدوري الخليج العربي لكرة القدم، وأهدى اللقب على «طبق من ذهب» إلى العين، قبل ثلاث جولات من نهاية المسابقة في مناسبتين، الأولى الخسارة من الوحدة بهدف، ليتسع الفارق بينهما، ثم جاءت الكبوة الثانية أمام «السماوي» بالخسارة أيضاً 2 -4، وتم الإعلان رسمياً عن تتويج «الزعيم»، ليطوي الفريق مرحلة مهمة من المنافسة مع كثيرٍ من الحزن على إهدار فرصة المنافسة على اللقب الغائب عن خزائن «فخر أبوظبي» سنوات عدة. ولا يمكن على الإطلاق النظر إلى التسارع الدراماتيكي للأحداث في منطقة الصدارة في جولتي الحسم للجزيرة أمام الوحدة وبني ياس، وتجاوز الأخطاء التكتيكية التي كان المدرب البلجيكي إيريك جيرتيس أحد أبطالها بالواقع التكتيكي غير الجيد في الملعب، وإغفاله ما يمكن أن يحرك سكون الجزيرة الباحث عن مخرج للخسارة من الوحدة، وفي «ديربي العاصمة» تباينت روايات الخبراء والنقاد حول «هفوات» العراب البلجيكي، صاحب القسمات القاسية في المنطقة الفنية، فقد بدا أنه قام بتحريك أدواته في أماكن غير مطلوبة، وفشل في الحد من مشكلة الأخطاء الدفاعية، على الرغم من الاستعانة بالمدافع القوي بشير سعيد للتقليل من أرقام الأهداف التي لا تشير إلى أن هذا الفريق يمكن أن يكون من المنافسين على الصدارة. وبدا تأثير غياب الدولي خميس إسماعيل عن صفوف الفريق في مرحلة مهمة من صراع المنافسة على اللقب، من الأسباب المهمة التي أدت إلى فجوة كبيرة في منطقة المناورة وأيضاً الخط الخلفي، فقد كان إسماعيل وحده مركز الثقل المهم والمطلوب في فريق مثل الجزيرة، لا نرى فيه تكامل الأدوار بين لاعبي الهجوم والدفاع، في حين أن بديله يعقوب الحوسني لم يمثل الإضافة المطلوبة بسبب بنيته الجسمانية الضعيفة. كما أن المراقبين اتفقوا على أن مدرب الجزيرة لم يقم بتحقيق الانسجام المطلوب بين المدافعين، أو يحد من الأخطاء التي رافقت الفريق خلال الموسم الحالي، وفي مباريات مهمة وحاسمة في مشوار المنافسة على اللقب، وأكدوا أن التغييرات المستمرة بين لاعبي الدفاع، تشير إلى أن جيريتس لم يتمكن من الإحاطة بالحالة الفنية المطلوبة للاعبي فريقه في مرحلة حساسة من بطولة الدوري لا تحتمل التدخلات غير المحسوبة في أهم المناطق التي يعول عليها في تعزيز مكتسبات الفريق نحو تحقيق الانتصارات والمنافسة على اللقب. ويرى إسماعيل راشد المحلل الرياضي والدولي السابق، أن ما حدث للجزيرة في الأمتار الأخيرة، سببه غياب التركيز الجيد، وكان يتعين أن يكون الفريق في أفضل حالاته لتحقيق النتائج المطلوبة، كما أن المدرب لم يتمكن من القراءة الجيدة لواقع الفريق في بعض مباريات الموسم الحالي. وقال خالد إسماعيل الدولي السابق إن جيريتس أحد أسباب تراجع طموحات الجزيرة، وهذا لا ينفي أن اللاعبين أيضاً يتحملون جانباً من مسؤولية التراجع، لكن المهم أن الفريق يملك من الإمكانات التي تسمح له بتحقيق طموحاته، والخيار الأفضل في المرحلة الحالية، هو رحيل جيريتس، لأنه لم يقدم الإضافة المطلوبة التي تمنح الفريق الفرصة لتقديم صورة جيدة تقوده في نهاية الأمر إلى المنافسة على الألقاب، وما حدث للجزيرة لا مبرر له، في ظل وجود أفضل العناصر التي يمكن أن تحقق الإضافة المطلوبة، وتقود الفريق إلى نتائج أفضل في جميع البطولات. ومن جانبه، أشار المدرب عبدالمجيد النمر أن مشكلة الجزيرة ليست في الأسماء الموجودة من اللاعبين، بل تكمن في المنظومة الدفاعية التي يتبعها جيريتس الذي يتحمل المسؤولية، لأن النادي تعاقد مع بعض لاعبي الخبرة مثل بشير سعيد، ولكن شباك الفريق ظلت تستقبل الأهداف من دون توقف في المباريات، كما أن غياب خميس إسماعيل أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الخلل الواضح في منطقة المناورة، مما أدى إلى كشف الخط الخلفي. وأضاف: نلاحظ أن الجزيرة تأثر في مباريات «الديربي»، وخسر جميع مبارياته في مواجهة أندية أبوظبي مثل الظفرة والعين والوحدة وبني ياس، في حين أن العين صاحب الصدارة لم يتعرض لهذا الموقف، ولا أعتقد أن المدرب بمفرده يتحمل المسؤولية، وكان يتعين عليه إيجاد الحلول المطلوبة لتأمين منطقة الدفاع، لدرجة أن هناك بعض الفرق أقل من الجزيرة لم تستقبل عدد الأهداف التي دخلت مرمى الجزيرة. وقال النمر إن «فخر أبوظبي» يمتلك أفضل الحراس على مستوى الدولة مع مجموعة من المدافعين المشهود لهم بالكفاءة، مثل بشير سعيد وخالد سبيل وجمعة عبدالله وعبدالله موسى وحسن أمين، لكن المدرب لم يفطن إلى الأداء المطلوب للاعبي الخط الخلفي، وأدى ذلك إلى خلل كبير في الأداء الدفاعي للفريق في الدوري، كما أن المهاجمين لم يؤدوا واجباتهم الدفاعية المطلوبة. صالح عبيد: الخسارة أمام الظفرة بداية نهاية الطموح دبي (الاتحاد) وصف صالح عبيد قائد الجزيرة السابق، خسارة الجزيرة أمام الظفرة في الدور الثاني، بأنها مثلت بداية النهاية لطموح الفريق في المنافسة على اللقب، ولا أعتقد أن «فخر أبوظبي» فقد الفرصة في مطاردة العين، بالخسارة من الوحدة وبني ياس، وليس أفضل هجوم من يستطيع حسم المنافسة على اللقب، والصحيح أن صاحب أفضل دفاع يتحكم في مجريات الأمور حتى منصة التتويج. وأضاف: المشكلة أن جيريتس لم يستطع التعامل مع الفريق كمنظومة، حتى يتمكن من مساعدته على تحقيق النتائج الجيدة في الدوري خلال الموسم الحالي.