الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغاز الطبيعي يستقطب اهتمام أسواق الطاقة العالمية

الغاز الطبيعي يستقطب اهتمام أسواق الطاقة العالمية
12 سبتمبر 2008 23:38
عندما يحاول خبراء الطاقة تحديد أكثر أنواع المواد التي يمكن أن تشبع شهية العالم المتعطشة للوقود في المستقبل، فإن تفكيرهم لم يعد ينصب فقط على النفط الخام وإنما أيضاً على أحد أنواع الوقود الأحفوري الأقل شهرة، ألا وهو سوائل الغاز المشتقة من الغاز الطبيعي الخام· وأصبح العالم يعتمد بصورة متزايدة على سوائل الغاز الطبيعي التي كانت تشكل 10 في المائة من الطلب العالمي على النفط يومياً قبل عقد من الزمان الى مستوى بحوالى 12 في المائة حالياً، وبات من المتوقع أن تمضي الى ازدياد مطرد وبخاصة في ظل التوقعات باستمرار بقاء أسعار النفط في مستوياتها العالية القياسية الحالية· ولكن الزيادة المستمرة في إمدادات الغاز الطبيعي باتت توضح مدى ما تنطوي عليه سوائل الغاز من بشائر وآمال، الى جانب حالة عدم الاستقرار التي تسود أسواق النفط· فقد شهدت إمدادات سوائل الغاز نمواً بنسبة 36 في المائة في هذا العقد وأصبح من المقدر لها أن تلبي نسبة تصل الى 15 في المائة من الطلب العالمي على النفط بحلول عام 2013 ، بحسب إحصائيات وكالة الطاقة الدولية في باريس· وحتى مع ارتفاع أسعار الخام الى مستويات عالية قياسية خلال فترة السنوات القليلة الماضية فإن إنتاج النفط التقليدي استمر الى انخفاض بسبب أن الحقول أصبحت معمرة وأقل إنتاجاً، الى جانب المشاكل السياسية والفنية التي أصبحت تمسك بخناق الصناعة· وظلت سوائل الغاز الطبيعي تلعب دوراً مؤثراً في ملء هذا الفراغ الى درجة أن بعض المحللين أصبحوا يدعون أن مرحلة النفط التقليدي بدأت في الانحسار والزوال لمصلحة الغاز الطبيعي لأن حقول النفط نفسها تميل الى إنتاج المزيد من الغازات السائلة كلما شاخت وتقدم بها العمر· ولكن البعض الآخر ما زال يصر على أن وفرة الغاز الطبيعي لا تزال تحمل معها بعض المشاكل الخاصة بها في بعض أجزاء العالم، ناهيك عن التشكك في أن النمو المستقبلي في إمدادات الغاز الطبيعي يمكن أن تصل الى الذروة أيضاً قبل أن تبدأ في الانحسار والتوقف في نهاية المطاف· وعلى امتداد أكبر الاحتياطيات العالمية المؤكدة للغاز الطبيعي تعتبر منطقة الخليج العربي المصدر الرئيسي لإنتاج سوائل الغاز الطبيعي· ولكن كبار المنتجين يواجهون العديد من المشاكل الجيوسياسية، علاوة على أنها أصبحت هي نفسها من كبار مستهلكي الطاقة· ويقول بول توتسيتي مدير تحليلات أسواق النفط في مؤسسة بي ئي سي للطاقة ''إن العديد من هذه الدول أصبحت مجبرة على التفكير مرتين بشأن الكمية التي يمكن أن تصدرها في ظل تنامي الطلب في داخل اقتصادياتها''· أما مصر التي باتت تعتبر إحدى كبار الدول المصدرة للغاز أيضاً فقد عمدت مؤخراً الى تجميد عدد من صفقات الصادرات الجديدة لمدة عامين على الأقل بعد أن احتدم الجدل داخل هذه الدولة بشأن كمية الغاز التي يتوجب تصديرها أو عما إذا كان من الأفضل الاحتفاظ بها من أجل الاستخدام المحلي· والى ذلك، فقد ظلت سوائل الغاز الطبيعي تزيد من حجم إمدادات النفط لأنها مثلها مثل منتجات الخام المكررة يمكن استخدامها كوقود للنقل والمواصلات أو كمادة مغذية في العمليات الصناعية وبشكل يسمح للمزيد من كميات النفط بأن يتم تكريرها من أجل استخدامها أيضاً كوقود للنقل· وبمساعدة من التكنولوجيا والمعرفة التي تتسلح بها كبريات الشركات مثل مؤسسة إكسون موبيل ومجموعة رويال دوتش شل، فقد تمكنت دول مثل قطر والدول التقليدية الأخرى المنتجة للنفط من استخدام احتياطياتها من الغاز في مجالات التصنيع وبذلك اكتساب مصادر جديدة للإيرادات· ولكن قطر فيما يبدو وجدت نفسها مجبرة على إعادة مراجعة وتقييم مشاريعها المستقبلية بسبب المخاوف التي تساورها من أن حقل الشمال العملاق - الأكبر من نوعه في العالم إنتاجاً للغاز- قد جرى العمل فيه بكثافة وإفراط· ويذكر أن قطر ظلت تجري دراسات مكثفة على الحقل منذ أن عمدت الى توقيف النشاط في عام 2005 في جميع مشاريع الغاز الجديدة· ولم يعد من المتوقع أن تصدر قطر قراراً برفع هذا الحظر قبل عام ،2010 ناهيك عن إمكانية صدور قرار بتمديد هذا الحظر الى سنوات قليلة قادمة· وبرغم ذلك، فقد ذكر عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط القطري في مقابلة صحفية مؤخراً أنه يتوقع أن تظل الدولة أحد أكبر الدول المصدرة للغاز برغم الحظر الحالي المفروض على المشاريع الجديدة، علماً بأن الإنتاج القطري من سوائل الغاز الطبيعي يبلغ الآن حوالى 600 ألف برميل يوميا، أي أكثر بخمسة أضعافه قبل عقد من الزمان وفقاً لإحصائيات مكتب بي إف سي لاستشارات الطاقة· وبدون هذه الإمدادات من سوائل الغاز الطبيعي وتلك التي تأتي من دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية والولايات المتحددة الأميركية - فإن أسعار النفط كانت ستمضي الى ارتفاعات أكبر من تلك التي شهدتها مؤخراً، بحسب ديفيد فايف محلل الإمدادات في وكالة الطاقة الدولية في باريس· ويبقى أن العديد من المحللين أعربوا عن تفاؤلهم بشأن إمدادات سوائل الغاز الطبيعي أو من المتوقع لها أن تشهد نمواً بمعدل 4 في المائة على الأقل في كل عام خلال فترة السنوات الخمس القادمة· علماً بأن العالم يمتلك حالياً كميات تكفي لـ 60 عاماً من الغاز الطبيعي، أي كمية أكبر بمقدار الثلث مما لديه من النفط بحسب مستويات الإنتاج المحلية وكمية الاحتياطيات المؤكدة وفقاً للإحصائيات المراجعة لشركة بريتش بتروليوم لعام ،2008 كما أن الشركات مثل إكسون موبيل ما زالت تعمل في تعاون وثيق مع شركات الطاقة الحكومية من أجل استخراج وتصدير هذه الاحتياطيات· عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©