الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القارة العجوز تفتح ذراعيها أمام المهاجرين

القارة العجوز تفتح ذراعيها أمام المهاجرين
12 سبتمبر 2008 23:25
منذ أن التأم شملها مجدداً في دولة موحدة قبل نحو عقدين من الزمان تقريباً، ظلت ألمانياً تتربع وبسهولة على صدارة قائمة أكثر الدول كثافة بالسكان في منطقة الاتحاد الأوروبي بزيادة بمقدار 20 مليون نسمة عن أقرب منافسيها· ولكن وبحلول العام ،2050 فإن البريطانيين الذين يشهدون زيادة متواترة في أعداد المواليد ويسمحون أيضاً بدخول أعداد أكبر من المهاجرين بات من المرجح أن يتجاوز تعدادهم السكاني التعداد الألماني، كما أن فرنسا وفي غضون فترة 10 سنوات أخرى سوف تتفوق على جارتها الشرقية بمراحل في قائمة التعداد السكاني· وتأتي هذه النتائج وفقاً لدراسة رسمية للاتحاد الأوروبي أُفرِج عنها الأسبوع الماضي، وخلصت أيضاً إلى أن الأوروبيين سوف يشهدون وللمرة الأولى منذ فجر التاريخ تراجعاً ديمغرافياً في فترة لا تزيد على سبع سنوات من الآن أي عند النقطة التي ستزداد فيها أعداد الوفيات على أعداد المواليد· وكشف التقرير الذي نشرته الهيئة الإحصائية للاتحاد الأوروبي ''يوروستات'' عن تباينات هائلة مابين معدلات المواليد في الدول الأعضاء، ولكنه رسم صورة عامة للتعداد السكاني تسيطر عليها أعداد هائلة من المسنين والمعمرين· ولم تستكشف الوثيقة أسباب الاختلافات والتباين في معدلات الخصوبة الأوروبية، ولكنها تطرقت إلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي من المرجح أن تنجم عن ذلك خلال فترة النصف التالي من القرن بسبب النمو المستمر في أعداد الأشخاص المسنين، وهي التغيرات التي يمكن أن تتضمن خفض التمويل الموجه إلى المدارس والجامعات وازدياد العبء على أنظمة الصحة والرفاه والضمان الاجتماعي وتزايد الضغوط السياسية نحو القبول بموجات أكبر من الهجرة إلى داخل الدول الأوروبية· وبحسب الدراسة، فإن الأمر لن يقتصر فقط على فقدان ألمانيا لمكانتها كأكبر دولة أوروبية تعداداً للسكان، بل إن العديد من دول أوروبا الشرقية سوف تشهد انكماشاً حاداً في تعدادها السكاني، وبمقدار الربع أو أكثر· وعلى العكس من ذلك، فإن دول قبرص وإيرلندا ولوكمسبورج سوف تشهد جميعها زيادة في تعدادها السكاني وبمقدار النصف على الأقل، ولكن الهجرة لن يمكنها بحسب معدلاتها الحالية أن تعوض النقص في تعداد العمالة القادرة على العمل الآن، كما يشير التقرير· والآن، فإن إجمالي التعداد السكاني في الدول الأعضاء الـ27 التي يتألف منها الاتحاد الأوروبي، يبلغ 495 مليون نسمة، وسوف يزداد هذا الرقم إلى 521 مليون نسمة في عام 2035 قبل أن يتراجع مرة أخرى إلى 506 ملايين نسمة في عام ·2060 ولما كانت هذه الوثيقة تختص فقط باتجاهات التعداد السكاني في أوروبا، فقد خلصت دراسة أخرى نشرت في العام الماضي إلى أن التعداد السكاني في الولايات المتحدة الأميركية سوف يزداد من مستوى 301 مليون شخص إلى 468 مليون نسمة بحلول العام ،2060 بمن فيهم 105 ملايين نسمة من المهاجرين الجدد المنتظر وصولهم إلى الأراضي الأميركية· وفي ظل استمرار العمل بالسياسات الحالية وعدم تبني تغيرات تتعامل بفعالية وجدية كافية مع الأزمة الديموغرافية المائلة، فقد أعرب العديد من الخبراء والمسؤولين عن مخاوفهم من أن تسفر هذه الأزمة عن آثار وتداعيات اقتصادية مكلفة خاصة فيما يتعلق بزيادة أعداد المسنين· وجاء في تقرير ''يوروستار'' أن الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي لديها الآن في عام 2008 أربعة أشخاص في سن العمل (أي ما بين 15 إلى 64 عاماً) مقابل كل فرد يزيد عمره على 65 عاماً· أما في عام ،2060 فإن هذه النسبة سوف تتقلص من اثنين إلى واحد· وابتداءً من العام 2015 -كما جاء في الدراسة- فإن أعداد الوفيات سوف يتجاوز أعداد المواليد، وبالتالي النمو في التعداد السكاني· وابتداً من هذه النقطة، فإن الاتجاه نحو زيادة إجمالي أعداد المهاجرين سوف يصبح العامل الوحيد الذي سيساعد على تحفيز النمو في التعداد السكاني· وكان الباحثون الألمان في معهد برلين للتعداد السكاني والتنمية قد ذكروا الأسبوع الماضي أيضاً أنه وبدون فتح الأبواب أمام الهجرة، فإن التعداد السكاني للاتحاد الأوروبي سوف يتقلص إلى 447 مليون نسمة بحلول العام ،2050 وفقاً لتقرير أوردته وكالة رويتر من برلين مؤخراً، وتنبأ الخبراء أيضاً بأن بعض المناطق الريفية خاصة في بولندا وبلغاريا وألمانيا الشرقية وشمال إسبانيا وجنوب إيطاليا سوف تصبح خالية بالكامل من السكان في ذلك الموعد بحسب ما أوردته رويترز· عن انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©