نساء "بالمان" يرتدين ملابس المحاربات.. و"بالنسيجا" يعود إلى المستقبل

انتهى قبل أيام اسبوع الموضة في باريس، مغلقاً معه الستار على آخر عروض ربيع وصيف 2010، حيث الإثارة، الأناقة، والخيال، الذي تجسدت بمبتكرات مدهشة لكبار مصممي الأزياء العالميين، عبروا من خلالها عن رؤيتهم الجديدة وتصورهم الإبداعي للموسمين القادمين. ومع أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، قد ألقت بظلال من الكآبة والتوجس على صناعة الموضة بشكل عام، إلا أن باريس تبقى دائما هي الرقم الصعب الذي تقف عنده كل المعادلات في مجال الأزياء، خاصة إذا تعلق الأمر بالجديد، الممتع، والمثير للجدل في فن الخياطة الراقية. وهنا نلقي الضوء على بعض المصممين الذين تميزوا في باريس 2010: "بالمان" .. وجرأة المحاربات بدأت بوادر الأمل تتناثر من سماء العاصمة الفرنسية، مع افتتاح المنصات بعرض شيق من دار "بالمان" ومصممها الحالي (كريستوف ديكارنين)، والذي قدم مجموعة بديعة يصعب الهروب من تأثيرها الطاغي على اتجاهات الموضة الباريسية للمواسم الآتية، ركز فيها على إظهار المرأة بشكل المحاربة، القوية، والجريئة بلا تردد، فساتين قصيرة مستوحاة من طراز الملابس العسكرية لعدة أزمان، وموشاة بلمسات فنية مجنونة هنا وهناك، تتمثل بفتحات وشقوق مختلفة أو ثقوب غائرة تتخلل القماش فتمزقه كما طلقات الرصاص. نساء بالمان في هذا العام يواجهن العالم، وهن مرتديات تنورات "ميني جيب" أو بنطلونات ضيقة ومثيرة من خامات( الدينم، الجلد، و الجينز الباهت)، تزينها نطاقات من أحزمة تميل بدلال عند الورك بالذخيرة والعتاد، متسلحات بإثارة الكنزات الجذابة اللدنة، أو بتلك القمصان الخفيفة التي تعلوها سترات الجيش المرصعة بالنياشين الحربية والتذكارات، مجموعة بديعة نفذها المصمم الخلاق "كريستوف" بألوان تتراوح ما بين تلك المعدنية المتوهجة أو المطفية الباردة، لتنطلق من البيج العسكري، فالبني الكاكي، ثم الرمادي الرصاصي، فالأزرق الفضي، خطوط و قصّات، فتحات وكسرات، تعلو وتنخفض، وتضيق لتتسع، فتخبو ثم تشتعل، لتشكل في النهاية صورا مدهشة و ممتعة للنظر، لنساء ثائرات يضربن خشبة المنصة بأحذيتهن العسكرية العالية، محدثات صدمة مبهجة لكل عشاق الموضة حول العالم. عودة إلى المستقبل بالنظر والمقارنة مع المواسم الفائتة من ربيع وصيف 2009 وخريف وشتاء 2010 التي قدمتها دار "بلنسيجا" للأزياء، حيث الرومانسية والنجوم والألوان، لا شك أن مصممها "نيكولا جيسكيير" قد فاجأ كل المتابعين لإسبوع الموضة في باريس، بمجموعة جديدة ومبتكرة خرج بها من ظلال الشاعرية ورقتها، ليعود مرة أخرى إلى فضاء المستقبل وتطلعاته، مضمنها تصميمات عصرية، جريئة، وشبابية بكل المقاييس، خطوط مستقيمة وزوايا حادة بألوان متضادة ومتضاربة، تأخذك معها في رحلة من الخيال العلمي، حيث الفتيات الشابات اللاتي يفضلن برودة المعدن على دفء الساتان، و قساوة الجلد على نعومة الشيفون، بنطلونات جلدية ضيقة ومستقيمة "بنسل" تعلوها كنزات مفصّلّة بأسلوب حديث وغير مألوف، أشكال هندسية ومساطر من القماش تلتقي بلون لتتقاطع بلون مضاد، تتصل من مكان لتنفصل من مكان آخر، تنورات قصيرة وسترات بدون أكمام، مطعمة بسحابات معدنية قاسية بدلا من الشرائط الحريرية الإنثوية، أما الألوان فقد جاءت في معظمها بدرجات الرمادي والأسود كخلفية أو كأساس لتنقلب القطعة وتزهو بألوان وخطوط مغايرة وبناتية بامتياز، كالبرتقالي مع الفستقي، والًأصفر مع الأحمر، والأبيض مع الأسود، وكأن مصمم "بالنسيجا" الواعد أراد أن يرسم في مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2010 لوحات معاصرة من فن "الآرت ديكو".