الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنغافورة مدينة ديناميكية تتربع على قائمة الوجهات السياحية الآسيوية

سنغافورة مدينة ديناميكية تتربع على قائمة الوجهات السياحية الآسيوية
25 نوفمبر 2009 02:07
لم تنل سنغافورة لقب المدينة الآسيوية الأكثر استقطابا للسياح من فراغ. فكل ما فيها من لوحات طبيعية وحدائق غنية بأنواع الزهور النادرة ومتاحف استثنائية ومنتجعات ومراكز تجارية ومواقع ترفيهية ورياضية، يشجع على اختيارها كوجهة استكشافية لقضاء الإجازة مع العائلة. وهي بديناميكيتها وحيويتها منوعة في كل شيء، تجمع بين ثقافات شعوب عدة وفيها ملامح من الغرب كما من الشرق. ومع تمدنها البارز فيما تضمه من أبراج وقطاعات خدماتية ضخمة تضاهي كبريات المدن في العالم، مازالت تحافظ على تفاصيل من تراثها تظهره تلك البيوت الصغيرة ذات العمران القديم. بمجرد الوصول الى مطار شانجي يشعر المسافر أنه محاط بأجواء ترحيبية وأن الجميع فعلا في خدمته. والشعب هناك، وان لم يعبر عن ذلك بالكلام، فإنَّ ابتسامته الممزوجة بالاحترام تشعر السائح بالراحة أينما حل وكيفما توجه في رحاب البلاد. وحتى تستفيد من اقامتك في سنغافورة وتتعرف على أكبر قدر من المعالم الجذابة، وان في أيام قليلة، اسأل عن الكتيبات الارشادية. وهي كفيلة برسم الخريطة السياحية لبرنامج رحلة مكثف تجد فيه أنت وأفراد أسرتك ما يغنيكم بتجارب فريدة. تنافس مع الزمن الرحلات الجوية من الإمارات إلى سنغافورة تصل غالبا في الليل، فلا تضيع فرصة المشي في شوارعها وان في ساعة متأخرة خصوصا اذا كنت ستزورها خلال الأشهر الأخيرة من السنة. فالمدينة الرطبة المبللة بالأمطار الخفيفة على مدار العام، تنتعش حاراتها بالزينة والمهرجانات والعروض ما بين شهري سبتمبر ويناير. ويعتبر شارع “أورجرد رود” الذي تمتد على جانبيه المحال العالمية والعلامات التجارية، الأكثر حيوية في مناسبات الأعياد. والتسوق هناك كما هو مفتوح على الماركات الراقية، يمكن أن يكون مناسبا لأصحاب الميزانيات المحدودة. وذلك عند اختيارهم الأحذية المصنعة في ماليزيا أو الملابس المصممة في الصين، وهي بالمناسبة ذات جودة عالية. أما السلع المستوردة من اليابان وكوريا، فهي أغلى ثمنا وتصنف هناك على أنها درجة أولى. ولا نبالغ عندما نقول إنه في كل شارع من سنغافورة يجد المتجول ما لا يقل عن 3 مراكز تجارية معظمها حديثة، ولا يشبه أحدها الآخر وكأنها تتنافس فيما بينها مع الزمن. ويعتبر مركز “أيون” المتربع على ناصية “أورجرد رود” الأحدث والأكثر اقبالا من السياح. وهو يتألف من 5 طوابق علوية و5 سفلية موصولة بمخارج على جانبي الشارع، مما يسهل عملية الوصول اليه وان تحت المطر. ومع أن الحرارة تتراوح دائما بين 25 و30 درجة مئوية، فانه عند الخروج للتنزه سيرا على الأقدام، لا بد من الاحتفاظ بالمظلة لأن الأمطار على خفتها وعذوبتها قد تهطل هناك في أي وقت. وبذلك يصبح التنقل مشيا أكثر سهولة، خصوصا أن الأرصفة العريضة والمكتظة بأكشاك التسوق تشجعك على اكتشاف المزيد من عبق المدينة. المجادلة على السعر التجول بين شوارع سنغافورة متعة في ذاتها. فهذه المدينة الحيوية على صغر حجمها، تضم الكثير مما يستحق المشاهدة. ولا يمكن أن تزورها من دون أن تقصد شارع “العرب”، الذي ترك فيه المسلمون من الماليزيين بصماتهم. يتوسطه مسجد “السلطان” بقبته الذهبية الشامخة، ومن حوله أزقة قديمة تتوزع على جانبيها عربات الهدايا التذكارية. والبائعون القدامى يتجاوبون دوما مع السياح، لذا تذكر أن المجادلة على السعر مفيدة هناك. والأمر نفسه في المدينة الصينية China Town المفتوحة على الهواء الطلق بكل ما فيها من سلع مميزة قد لا تكون متوفرة في أماكن أخرى. وهذا ما يجعلها مكتظة دائما بالسياح الذين يتوافدون اليها أكثر من مرة خلال زيارتهم لسنغافورة. وكذلك بالنسبة للحي الهندي المعروف باسم Little India. واذا شعرت بالتعب من متابعة المشي، فلك أن تستقل باص المواصلات العامة، بمجرد شراء بطاقة عبور سياحي بكلفة 8 دولارات سنغافورية لليوم الواحد، 16 دولارا ليومين، و24 دولارا لـ 3 أيام. وإذا اخترت أن تخرج ليلا إلى المقاهي المنتشرة على ضفتي النهر في شوارع “بوت كاي”، أو “كلاك كاي” أو “روبرستون كاي”، وطال بك السهر، فان سيارات التكاسي متوفرة وبكلفة مقبولة. غير أن بعض السائقين يضاعفون تسعيرتهم ما بعد الساعة 11:00 ليلا. سر الرقمين 4 و28 الوجهة الأولى يجب أن تكون الى المتحف الوطني، ويمكن التجول في أرجائه بكل سهولة وبما لا يزيد عن 20 دقيقة. ويقوم الجهاز السمعي المخصص لكل زائر بشرح تفصيلي عن أهم المراحل المعيشية للشعب السنغافوري الذي نال استقلاله عن ماليزيا عام 1965. وتحتوي قاعات المتحف على أهم الجداريات التي تشرح فنون الهندسة والعلاقة مع الأرض وما كانوا يستخدمونه من معدات. وفيها نماذج من طقوس الملابس والاكسسوارات والعادات المقتبسة من الصينيين، الذين يشكلون 77 % من الشعب السنغافوري. ويشكل الماليزيون 14 % منهم، والهنود 7 %. وعلى سيرة الصينيين، فان بصماتهم في أرجاء البلاد واضحة ليس فقط في الشكل وأسلوب العمران وقوائم الطعام، وانما كذلك في المعتقد. ففي سنغافورة لا يمكن أبدا أن تلمح ما يشير الى الرقم 4، لا في العملة ولا في أرقام الهاتف، أو مستويات المصعد الكهربائي أو حتى طبقات المباني وغرف الفندق. والسبب أن الصينيين يعتبرون الرقم 4 فأل شؤم يذكرهم بالموت. في حين أنهم يتفاءلون كالصينيين بالرقم 28، والذي جعلوه صبغة لأحد أهم المعالم السياحية لديهم. وهي أرجوحة سنغافورة الدوارة التي ترتفع حتى 165 مترا وتظهر من على كتف النهر في كافة الصور التي تشير الى سنغافورة المطلة على “المارينا باي”. وقد تم تصميمها بما يستحق العجب، وذلك كونها تتألف من 28 مقصورة تتسع لـ 28 راكبا وتعمل 28 مرة في اليوم بمعدل 28 دقيقة لكل جولة وبسعر 28 دولارا سنغافوريا للراكب الوحد. الارتفاع من خلالها في السماء، مغامرة تستحق التجربة حتى لصغار السن، لكن قبل التوجه اليها يجب التأكد من أن الطقس صحو، لأن الإدارة تمنع تشغيلها أثناء المطر خشية من ترددات البرق والرعد. وفي هذه الحال يمكن الانتظار في أرجائها إلى حين وقف المطر والاستمتاع بما توفره صالاتها من خدمات ونشاطات منوعة. شتول بأسماء الحكام برنامج آخر مفعم بالترفيه يمكن أن تمضيه الأسرة في سنغافورة، وجدول النهار يبدأ في حديقة “باتونيك جاردن” التي يعود إنشاؤها الى ما يزيد عن 148 عاما. وهي تضم عدة حقول منفصلة، أكثرها متعة حديقة “جاكوب بللاس” للأطفال التي توفر أماكن لهو كثيرة تضمن شروط السلامة لمختلف الأعمار. واختصارا للوقت، ولمحبي خيرات الطبيعة، يجب التوجه فورا إلى حديقة “الأوركيد” الوطنية التي تضم أكثر من 10 آلاف صنف من نباتات الزهور البديعة. وكلها يتم انتاجها وتخصيبها في مختبرات خاصة، تكفل سنويا حصد مئات الأنواع الجديدة من شتول الزرع. ولا بد من قصد حديقة الشخصيات المهمة جدا، التي يطلق فيها اسم الزائر المميز (غالبا حكام الدول وأعيانها) على أصناف من الزهور النادرة. ويكثر في المكان الفسيح السياح من كافة الجنسيات، ولاسيما الأوروبية التي تقدر فنون الطبيعة. وبما أن هذا اليوم للأسرة، نقترح أن يكون البند الثاني في البرنامج زيارة متحف الألعاب التي تم جمعها على مدى 40 عاما من مناطق مختلفة من العالم. ويضم المتحف المؤلف من 6 طبقات، عشرات الآلاف من الشخصيات الكرتونية والدببة والسيارات والدراجات والمجسمات البلاستيكية فائقة الصغر التي تمتد في التاريخ حتى عام 1920. خصوصية للعائلات أما جزيرة “سنتوزا” عروس سنغافورة المطلة على بحر الصين الجنوبي، فتضم منتجع “كابللا” الذي يعتبر “قرية” سياحية خارجة عن حدود المكان وعقارب الزمان. وأجمل ما فيه أن ينسى السائح نفسه وينطلق في أرجائه الفسيحة مع أفراد أسرته للاستمتاع بحجم الفخامة والخدمات الراقية التي يقدمها. وأفضلها، عدا عن رفاهية الغرف وجمالية المدرجات الخضراء من حوله، أحواض السباحة المتوفرة داخل الفلل والأجنحة بما يضمن راحة فائقة للأسر التي تطلب الخصوصية. كما يوفر “السبا” الصحي فيه، أحدث خدمات العناية بالجسم والبشرة في أجواء آسيوية تعرف بحق قيمة ملمس الحجر وخرير المياه وعطر الزهور. ويقدم المنتجع الذي لم يمض على افتتاحه أكثر من 5 أشهر، احتفاليات الأيام الثلاثة اعتبارا من 31 ديسمبر الجاري. ويستقبل السنة الجديدة بموائد مفتوحة في الحدائق وعند الشاطئ، إضافة إلى عروض الألعاب النارية وبرامج منوعة أخرى. مغامرات رياضية المقيم في الجزيرة لا يرغب في الابتعاد عنها كثيرا، لتكون ملاذه الآمن خلال أوقات متفرقة من اليوم. وعليه يمكن أن يطمئن لوجود الكثير من المواقع السياحية في محيطها، وأنسبها للأسرة “بارك ميغازيب”. وهو عبارة عن حقل رياضي مليء بالمغامرات وأشبه بمدينة للملاهي وسط الغابات. ويوفر المكان مختلف الألعاب الترفيهية، ومنها التزحلق على الدراجات الذكية والقيادة على المنحدرات وكذلك ركوب المقصورات الشاهقة لالتقاط الصور من أعلى. وكلفتة تشجيعية للعائلات، يتم تخفيض كلفة التذكرة للمجموعات المؤلفة من 3 أشخاص وما فوق. ومن المواقع التي تجذب السياح الصغار تحديدا، حديقة الحيوانات التي تقع شمال الجزيرة وتبعد عنها نصف ساعة في السيارة. الحديقة التي تعرض القرود والنمور والأسود والفيلة بلا قيود، تقدم تجربة ملخصة عن الحياة في الأدغال الآسيوية. وهي مقسمة بشكل منظم، يضمن قضاء اليوم في ربوعها بلا كلل أو ملل. ويكفي دفع 5 دولارات سنغافورية حتى يأخذك الباص السياحي في رحلة هادئة بداخلها ويتوقف بك في عدة محطات، للأكل حينا وللتسوق أحيانا، ومشاهدة عرض الفيلة الذي يبدأ يوميا تمام الساعة 11:30 ظهرا لمدة نصف ساعة.
المصدر: سنغافورة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©