الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتفاق الإطار: بوتين يدعم الكونجرس!

19 ابريل 2015 21:36
تلقت مطالبة الكونجرس بضرورة مراجعة الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس أوباما مع إيران تأييداً من مصدر غير متوقع هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي يوم الثلاثاء، بعد 24 ساعة من تصريح بوتين بأنه سيمد إيران بصواريخ الدفاع الجوي «إس-300»، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ «بوب كروكر» أنه حصل على تأييد قوي من الحزبين لمشروع قانون يخول الكونجرس هذا النوع من الدور الرقابي للإشراف على اتفاق نهائي -حال التوصل إليه- يستند على الاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في سويسرا هذا الشهر. وكان البيت الأبيض قد حذر في وقت سابق من أن مشروع قانون «كروكر» من شأنه أن يشكل سابقة خطيرة بإضعاف قدرة الرئيس على إدارة السياسة الخارجية، وأنه قد يقوض المفاوضات الرامية إلى حل أزمة برنامج إيران النووي. وباختصار، فإن بوتين قد دعم، بصفة غير مباشرة وعن غير قصد، مشروع قانون الكونجرس عندما تراجع عن قرار روسيا بعدم بيع أنظمة دفاع جوي قوية لإيران، والآن، تراجع البيت الأبيض أيضاً عن التهديد باستخدام «الفيتو» الخاص به. وليس هذا هو كل التأثير الذي خلفه قرار بوتين. فقد ذكر السيناتور «روبرت مينينديز» يوم الثلاثاء أن إعلان بيع صواريخ «إس- 300» قد أثار تساؤلات حول محتوى الاتفاق النهائي مع إيران. وهل بإمكان الكونجرس الوثوق بأوباما للحصول على اتفاق يمنع إيران من استخدام بنيتها التحتية النووية لصنع سلاح؟ لقد تلقى أوباما بالفعل ضربة عندما أعلن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الأسبوع الماضي أنه لن يقبل باتفاق نهائي قبل رفع العقوبات في البداية. وهذا يتعارض مع صحيفة الوقائع التي قدمها البيت الأبيض بخصوص الاتفاق، والتي قالت إن العقوبات سيتم رفعها تدريجياً بمرور الوقت، ما يترك بيد المجتمع الدولي خياراً آخر في حال قيام إيران بالغش أو تحدي مفتشي الأمم المتحدة. بيد أن مشكلة بوتين تدخل أيضاً في صلب معضلة أعمق بالنسبة للبيت الأبيض. ولكي نفهم هذا الأمر، ينبغي أن نتذكر دبلوماسية أوباما مع إيران خلال فترة ولايته الأولى. ففي 2010، عمل فريقه بشكل وثيق مع روسيا لتمرير قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بفرض حظر أسلحة على إيران، وتشديد العقوبات الدولية على نظامها الذي يتوسع في البرنامج النووي في انتهاك للقانون الدولي. وبدا الأمر وكأنه انقلاب كبير من قبل البيت الأبيض، ولكن القرار النهائي، أي قرار مجلس الأمن رقم 1929، اشتمل على ثغرة في النسخة النهائية. فقد سمحت المادة فنياً لروسيا بأن تبيع لإيران نظم الدفاع الجوي «إس- 300»، التي هددت بتقديمها قبل عام. وكما تبين، فإن إدارة أوباما قبلت الثغرة في مقابل وعد من «ديمتري ميدفيدف»، الذي كان يشغل منصب الرئيس الروسي في ذلك الوقت وهو حالياً رئيس الوزراء، بأنه لن يتم شحن ذلك النظام إلى طهران. «لقد نقض بوتين قرار ميدفيديف السابق بحظر تصدير إس- 300 لإيران بمقتضى قرار مجلس الأمن 1929»، كما ذكر «جاري سامور»، الذي كان هو منسق البيت الأبيض بشأن الحد من التسلح في عام 2010. ولكن «ما الذي تغير؟ بوتين. فهو الآن يرى الولايات المتحدة كعدو»، بحسب ما ذكر «مايكل ماكفول»، مستشار البيت الأبيض السابق المعني بروسيا. وفي الوقت الذي تم فيه الاتفاق، كانت سياسة البيت الأبيض ترمي إلى تعزيز شرعية ميدفيدف على أمل أنه سيكون أسهل في التعامل معه مقارنة ببوتين. وبالمثل، فإن سياسة أوباما الحالية مع إيران تهدف إلى تعزيز شرعية الرئيس حسن روحاني، حتى وإن كان لا يملك القول الفصل بشأن النزاع النووي. وكما هو حال بوتين في روسيا، فإن خامنئي يملك كل السلطة الفعلية. وكان «جون ماكين»، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، أكثر صراحة حين قال: «إن بوتين يثبت، من خلال هذا الإجراء، ليس فقط عدم احترامه للولايات المتحدة، بل أيضاً احتقاره لها». إيلي ليك* وجوش روجين** *محرر سياسي للشئون الخارجية في «بلومبيرج فيو» ** محرر الأمن القومي والشؤون الخارجية في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©