الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات السودان.. من الفائز؟

19 ابريل 2015 21:36
تتواصل عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في السودان خلال الأيام القليلة الفائتة، وتشير نتائج أولية إلى فوز الرئيس عمر البشير على منافسيه الـ 15 في السباق إلى الرئاسة، وكذلك فوز مرشحي حزبه الحاكم في الانتخابات البرلمانية، ولا تزال عملية الاقتراع جارية للسودانيين العاملين بالخارج في سبع دول، ومن المقرر إعلان النتائج النهائية في الـ27 من أبريل الجاري. وشهدت هذه الانتخابات مقاطعة أحزاب رئيسية عدة ومنظمات مجتمع مدني لها، ما ألقى بظلال سالبة على العملية بكاملها، ذلك أن كثيراً من المحللين يرون أنها لن تنتج واقعاً جديداً ينتشل السودان من حالة عدم الاستقرار التي يعيشها. وبحسب المراقبين، فقد أفادت بعثة الاتحاد الأفريقي، إحدى الجهات التي شاركت في مراقبة الانتخابات، بضعف إقبال الناخبين على الانتخابات، ولكنها أكدت أنها تعبر في الوقت ذاته عن إرادة الناخبين، وأوضحت أن الأسباب الرئيسية لضعف المشاركة فيها، مقاطعة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ذات الثقل الجماهيري، والمؤثرة في الأحداث في السودان، وهنا يكمن بيت القصيد، فالانتخابات في حد ذاتها وسيلة للتداول السلمي للسلطة، وهنا الغاية الأساسية من إجرائها، فهل ستحقق هذه الانتخابات الهدف الأساسي في وقف الحرب والنازعات الدائرة في البلاد، في دار فور وجبال النوبة والنيل الأزرق؟ وهل ستحقق الوئام والوفاق الوطني المرجو بين جميع مكونات وأطياف المجتمع التي تعاني حالات كر وفر مع السلطة الحاكمة؟ أما كان من الأجدى والأنفع الدخول في عملية حوار وطني جامع، للتوصل إلى تفاهمات بشأن القضايا الجوهرية والأساسية كافة المختلف حولها والمتمثلة في قضايا الحريات والدستور ووقف الحرب، والقوانين المنظمة للانتخابات ولجانها وهياكلها، ومن ثم الدخول في العملية الانتخابية لنجني ثمارها، لأنها تكون انتخابات متفقاً عليها من الجميع، وبالتالي تنعكس على الوطن تنمية واستقراراً وتطوراً ورخاء، وهو ما ينشده الجميع. الآن وبعد إجراء الانتخابات وانفضاض سامرها، ما المطلوب؟ المطلوب إخراج الوطن من حالة الاستقطاب الحاد، وذلك بجلوس جميع الفرقاء حول مائدة مستديرة بلا شروط مسبقة للاتفاق على كيفية إدارة البلاد قبل أن نتفق على من يديرها. أبو رونق - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©