الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم سالم: أصدقائي يقيمون على رفوف مكتبتي

إبراهيم سالم: أصدقائي يقيمون على رفوف مكتبتي
25 يونيو 2017 13:17
محمود عبد الله (أبوظبي) يؤكد الكاتب والممثل والمخرج المسرحي الإماراتي إبراهيم سالم، أهمية القراءة، وبناء علاقة وثيقة مع الكتاب، لافتاً إلى ضرورة العناية بالشباب تحديداً لكي تصب قراءاتهم في الفعل التنويري، ويشدد في هذا الحوار مع «الاتحاد» على أن «الخدمة الوطنية» في الإمارات، ثقافة نموذجية للشباب والفتيات، واصفاً إياها بـ(طوق النجاة)... هنا نص الحوار: يؤكد الكاتب والممثل والمخرج المسرحي الإماراتي إبراهيم سالم &ndash مواليد 1963، العضو المؤسس في المسرح الحديث في الشارقة، أنه كلَّما ارتفعت نسبة التعليم وجودته، تحسنت نسبة القراءة والمستوى الثقافي بشكل عام، ولهذا «كان أبي، مستشرفاً لهذه الموضوعة، فألحقني منذ الصغر بـ«الكتّاب &ndash المطوّع»، وكانت «الكتاتيب» هي الوسيلة الأهم وربما الوحيدة للتعليم، المتعارف عليها في منطقة الخليج، فهي بمثابة مراكز العلم والتعليم، تعتمد على «المطوع» الذي كان يتولى تعليم أطفال الحي وتحفيظهم القرآن الكريم وتلاوته». ويضيف سالم: من هذا المناخ بدأ شغفي بالقراءة والمعرفة، متدرجاً من قراءة المجلات، إلى قصص ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، وغيرها، حتى القراءة باحتراف من أجل الكتابة، وهذا مهم لمن يعمل في حقل المسرح، لكنني أقرأ في كل شيء، لأن القراءة بالنسبة لي غذاء الروح وطاقة المواجهة. ويكشف سالم أن علاقته بالكتاب، قديمة ووثيقة، «فأنا أعتبره مسألة استراتيجية، وإذا لم نعتبره كذلك، فإن الوضع مرشح لمزيد من التراجع في القراءة والمعرفة وصناعة الكتاب الورقي، الذي يعاني منافسة التكنولوجيا الحديثة». ويقول: الكتاب صديقي، وعلى أرفف مكتبتي مئات الأصدقاء المخلصين، وبخاصة كُتّاب المسرح منذ عهد المسرحي الإغريقي حتى اليوم، لأن من أولوياتي ضرورة أن نقرأ فكر الآخر، وبطون الكتب فيها المعلومة والمعرفة والكلمة وسحر اللغة. وعن الكتاب الذي قرأه وأثر في مسيرته المهنية، أوضح سالم أن كتاب إعداد الممثل، للمخرج والممثل الروسي قسطنطين ستانسلافسكي، هو أهم كتاب وضعه في منطقة التنوير على صعيد المسرح، وقال: الممثل الذي لا يبالي بالمعارف النظرية من فلسفة وعلم جمال وعلم نفس وثقافة فنية واجتماعية وسياسية، هو في الحقيقة يحدّ من إمكانياته الإبداعية، وعلى الممثل المسرحي أن يكون نموذجاً يحتذى في ثقافته، لأن المنصة التي يقف عليها هي مدرسة الجمهور، باختصار، يضيف سالم: «القراءة هي الهواية التي أمتعتني ورفعتني». ويرى سالم أن الشباب هم ركيزة المستقبل، ولكنهم مستهدفون من الخارج، متسائلاً: مشكلتهم تنحصر في سؤال: لماذا لا يقرؤون؟ ويرد على السؤال بقوله: ربما كان للمقررات الدراسية الجافة دور كبير في تنفير شبابنا من الكتاب، فقد ارتبطت القراءة الحرة في أذهانهم بالمطالعة في المقررات الجافة التي تُنفِّر من الكتب مع الأسف، مستطرداً أن هذا لا يعني أن نترك جيلاً بأكمله نهباً لثقافة الإنترنت والخارج، على المؤسسات المعنية ومعها الإعلام، تعليمهم كيف يختارون كتبهم التنويرية، وكيف يقرؤون، وكيف يملكون قلق السؤال والبحث في المعرفة والمعلومات الجديدة، وتشجيعهم على الإنتاج الأدبي، وفهم وحب الجمال والفنون والإبداع الإنساني بأشكاله، لأن المعرفة السليمة تدفعنا على الدوام صوب الخطاب العقلاني. ويشدّد سالم صاحب مسرحية لا تقصص رؤياك، على دور وأهمية «الخدمة الوطنية» في الإمارات، مؤكداً أنها ثقافة نموذجية للشباب والفتيات، واصفاً إياها بـ (طوق النجاة)، وكيف نجحت في تغيير الكثير من المفاهيم والسلوكيات لدى أبنائنا وفتياتنا، الذين يسارعون اليوم بفخر واعتزاز للنهل من هذه الثقافة العظيمة. وعن يومياته الرمضانية، يوضح سالم، الحائز جائزة أفضل تمثيل لثلاث مرات في أيام الشارقة، أنه يحرص بعد صلاة التراويح على لقاء أصدقائه وزملائه الفنانين في المسرح الحديث في إمارة الشارقة، إذ يتحدثون عن جديد الأعمال الدرامية التي يتم عرضها في شهر رمضان المبارك، إلى جانب تحضير بعض الأفكار لأعمال مسرحية قد ترى النور، ولا ينسون الحديث عن أحوالهم وشؤونهم الحياتية، مع الحرص الشديد على البحث في مبادرات ومشاريع وورش عمل تدعم مسيرة المسرحيين الشباب، لأنهم مستقبل المسرح.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©