حاتم فاروق (أبوظبي)
طالب عدد من ذوي الإعاقة من فئة «الصم»، شركات الاتصالات في الدولة بالعمل على تخفيض أسعار خدمات الاتصالات المقدمة لهم، مؤكدين أن خدمة «الفيديو كول»، وهي الخدمة الرئيسية التي يستخدموها في التواصل مع بقية أفراد المجتمع يحصل عليها فئات الصم مجاناً في مختلف بلدان العالم.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إنهم يفتقدون وجود موظفين مختصين في مراكز خدمة العملاء بشركات الاتصالات للتواصل معهم وحل المشاكل التي يواجهونها باستمرار خاصة عند انقطاع الخدمة أو التعرض لمشاكل ضعف التغطية، مؤكدين أن فئة الصم ما زالت تفتقد وجود منسق رسمي في تلك الشركات للتعامل معهم وتقديم حلول سريعة للمشاكل التي تعترضهم في الحصول على خدمات اتصالات ذات جودة عالية.
وطالبوا شركات الاتصالات بالدولة بالعمل على إطلاق تطبيق يحول الصوت إلى لغة الإشارة والعكس، بحيث يتاح هذا التطبيق على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الذكية، لتسهل التواصل بين فئات الصم وبين بقية أفراد المجتمع خصوصاً في المدارس والجامعات.
جاءت مطالبات فئة الصم لمزودي خدمات الاتصالات لسرعة التعامل مع مشاكل التخاطب الخاصة بهم، بالتزامن مع انطلاق فعاليات أسبوع الصم العربي الذي بدأت أعماله أمس في مختلف إمارات الدولة، وفي الوقت الذي أصدرت فيه هيئة تنظيم الاتصالات مؤخراً تعليمات للشركات المرخصة في الدولة بشأن تمكين ذوي الإعاقة من الوصول بحرية لخدمات الاتصالات والاستفادة منها على النحو الأمثل.
ولم يتسن الحصول على رد من شركتي «اتصالات» و«دو» حول مطالبات فئة الصم.من جهته، قال إسماعيل الحمادي «فئه الصم»، إن خدمة الفيديو كول ما زالت تقدم بأسعار عالية لذوي الإعاقة خاصة من الصم، على الرغم أنها الخدمة الوحيدة المتاحة لهذه الفئة للتواصل مع الغير من أفراد المجتمع، مؤكداً أن هذه الخدمة تقدم مجاناً في الكثير من بلدان العالم، مطالباً بتخفيض أسعارها على الأقل.
وأضاف، أن فئة الصم من عملاء قطاع الاتصالات في الدولة تفتقد وجود عروض أو باقات خاصة بهم مثلما يحدث في العروض والتخفيضات المتاحة باستمرار لبقية العملاء، مؤكداً أن أسعار الخدمات المقدمة لهم مازالت مرتفعة خصوصاً وأن تلك الخدمات تعد الوسيلة الوحيدة لتخاطبهم مع بقية أفراد المجتمع.
وطالب الحمادي بضرورة إيجاد فرص توظيف لهذه الفئة داخل الشركات المشغلة للقطاع خصوصاً في الوظائف الإدارية التي لا تحتاج للتعامل مع العملاء. وقال سالم المنصوري من فئة الصم، إن شركات الاتصالات في الدولة ما زالت تتجاهل الميزات التي تقدمها بطاقة «معاق» خصوصاً في الحقوق والميزات التفضيلية المقدمة لهؤلاء الفئات، مؤكداً أن مراكز خدمة العملاء بهذه الشركات لا تضم موظفين مؤهلين للتعامل مع فئات الصم على وجه الخصوص أو بقية فئات ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه العموم.
وأكد أن فئة الصم تتعامل بتلك الميزات في مختلف المؤسسات الخدمية والحكومية داخل الدولة، مطالباً من شركات الاتصالات في الدولة بضرورة مراجعة أسعار خدمات الاتصالات المقدمة لتلك الفئة خاصة أسعار مكالمات الفيديو كول ورسوم الإنترنت، فضلاً عن تقوية سرعات الإنترنت المقدمة لعملاء القطاع من فئات الصم وذوي الاحتياجات الخاصة.
أما هزاع البلوشي من فئة الصم فطالب شركات الاتصالات بضرورة دعم ورعاية الفعاليات التي يقومن بها فضلاً عن إيجاد سبل لمساعدة هذه الفئة للاستفادة من التطور الملحوظ الذي يشهده قطاع الاتصالات في الدولة، وذلك من خلال العمل على إيجاد تطبيقات وبرامج متخصصة لفئات الصم وذوي الإعاقة لتسهيل عملية التخاطب مع الآخرين.
أما مريم الزعابي رئيسة قسم الإعاقة السمعية بمركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، فأكدت أن شركات الاتصالات بالدولة مطالبة أكثر من أي وقت مضي بإطلاق تطبيق يحول الصوت إلى لغة الإشارة والعكس بحيث يتواجد هذا التطبيق على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الذكية لتسهل التواصل بين فئات الصم وبين بقية أفراد المجتمع خصوصاً في المدارس والجامعات.
وأفادت بأن المركز على استعداد لتدريب وتأهيل موظفي مراكز خدمة العملاء في شركات الاتصالات في الدولة للتعامل مع فئات الصم وذوي الإعاقة، منوهة بأن المركز تعاون من قبل مع الكثير من الجهات الخدمية والمؤسسات الحكومية في تأهيل موظفيها للتعامل مع هذه الفئات.
وحثت هيئة تنظيم الاتصالات في الدولة الشركات المرخص لهم على تنويع أساليب وطرق توفير الخدمات لتكون أكثر ذكاء بهدف توفيرها متاحة أمام جميع شرائح المجتمع بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة.
شركات تطلق عروضاً سعرية
أبوظبي (الاتحاد)
علمت «الاتحاد» أن الشركات المشغلة لقطاع الاتصالات في الدولة تعكف في الوقت الراهن على إطلاق عروض وتخفيضات سعرية للخدمات المقدمة لفئات الصم وذوي الإعاقة، فضلاً عن إطلاق خدمات ذكية جديدة تستهدف إدماج هذه الفئة داخل المجتمع.
يأتي ذلك في وقت طالبت فيه هيئة تنظيم الاتصالات، الشركات المشغلة للقطاع بضرورة ضمان مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين مختلف فئات وشرائح المجتمع، حيث نصت التعليمات الصادرة في هذا الخصوص على أهمية الدور الفاعل لقطاع الاتصالات في توفير احتياجات ذوي الإعاقة من الخدمات التي تسهم في دمجهم في المجتمع، وتمكنهم من العيش باستقلالية، فضلاً عن تهيئة الظروف الملائمة لهم للعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتسعي الهيئة قريباً نحو إجراء استبيانات موجهة لهذه الفئة تحديداً للوقوف على مدى رضاها وسعادتها عن الخدمات المقدمة فضلاً عن منحهم الأولوية في إنجاز المعاملات، وتدريب العاملين في القطاع على تصميم مختلف الخدمات والحلول والمنتجات لفهم احتياجاتهم.
عدد اليوم
