الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السرطان·· المرض المسكوت عنه!

12 سبتمبر 2008 01:59
في زيارتي الأخيرة لألمانيا عشت مأساة مواطنة اكتشفت إصابتها بسرطان الغدد بعد عام تقريباً على تفشيه في جسدها، وبرغم ترددها على أحد الأطباء هنا في الدولة إلا أن هذا الطبيب لم يكلف نفسه عناء التفكير الجدي في شكوى المريضة، ولو أنه فعل لطلب إجراء فحص للدم للتأكد من إصابتها بالسرطان، حيث يوجد فحص دم محدد يطلبه الأطباء لهذا الغرض، لكنه لم يفعل ولو فعل لجنبها الكثير· مثل هذا الطبيب كثير في الدولة ومثل هذه المريضة كذلك، ولذلك يتأخر الكشف عن المرض وتتضاءل نسبة الشفاء، وعليه فمركز لعلاج السرطان مطلوب بشدة اليوم قبل الغد! وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الوزارة تعمل على أبحاث موسعة لحصر كل ما يتعلق بالمرض من حيث مسبباته وعدد المصابين به وأنواعه وكلفة علاجه، وذلك للبت في إنشاء مركز العلاج المطلوب، وهنا فإن الأمل معقود على ألا يستغرق الأمر طويلاً؛ لأن كل ساعة تأخير تعني إصابة أخرى وضحايا جدد بهذا المرض الخطير! خلال الصيف، وفي أحد المستشفيات الألمانية كان طابور المنتظرين للمعاينه كبير جداً لدى قسم الأمراض السرطانية، وكان أغلب المنتظرين من مواطني دولة الإمارات، لقد أبدى الطبيب استغرابه من تزايد نسبة المصابين بأمراض الغدة الدرقية مثلاً في الإمارات، فدولة ساحلية تمثل الأسماك وجبة رئيسية لسكانها وتكثر نسبة اليود على سواحلها من المفترض أن تكون الإصابة بهذا النوع من السرطان محدودة جداً، إلا إذا! إلا إذا كان التلوث كبيراً، بحيث يقود لتزايد الإصابة بالسرطان، وتحديداً سرطان الغدد اللمفاوية والدرقية، وقد أكد المشرف على السجل الوطني للأورام في الإمارات الدكتور فلاح الخطيب هذه الحقيقة، مما يعني أن كلام الطبيب الألماني لم يجانب الحقيقة أبداً، فأهل الصحة هنا في الإمارات يقولون باختصار شديد: تنجم الإصابة بالسرطان في الإمارات وفي غير الإمارات من: الغذاء، والماء، والتلوث، وأظن أن لدينا نسبة تلوث عالية في البيئة سببتها عمليات البناء المتزايدة، ومصانع المواد الأولية اللازمة للبناء وغير البناء، وهذه السموم التي تنفثها آلاف السيارات في شوارعنا كل ثانية، ناهيك عن تزايد اعتماد الأجيال الجديدة خاصة الأطفال على الأغذية السريعة والمعلبة والملأى بالملونات والنكهات الاصطناعية، دون أن نغفل تلك الأطنان من المواد الكيماوية المخصبة والتي يستخدمها أصحاب المزارع· وعليه، فإن وزارة الصحة ودوائر الصحة المختلفة مطالبة بحملات توعية مجتمعية واسعة فيما يتعلق بهذا المرض تنبه إلى أنماط الحياة الصحيحة من حيث أهمية الرياضة وتجنب الأغذية السريعة والمعلبة والمصنعة، والابتعاد عن أماكن التلوث والمسارعة إلى الكشف الدوري للكبار والضغار معاً، فقد انتهت أسطورة الأطفال الأصحاء لصغر سنهم، اليوم لدينا في الإمارات 10 أطفال يصابون بالسرطان شهرياً، وعليه فإن الجهات الصحية مطالبة برصد ميزانيات كبيرة لحملات التوعية في المدارس والأحياء ولإعلانات التلفزيون والإذاعة والصحف ، المسألة خطيرة جداً والبت في إنشاء المركز صار أمراً لا يحتمل التأجيل! عائشة سلطان ayya-222@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©