السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سوق السمك تجارة رابحة تتبع خطى أجداد بقيت أصداء أهازيجهم

سوق السمك تجارة رابحة تتبع خطى أجداد بقيت أصداء أهازيجهم
12 سبتمبر 2008 01:56
تتناهى إلى السمع أهازيج الصيادين مع تباشير الفجر، ساعة يطغى الهدوء على الكون، في استنطاق لذكرى أجداد رحلوا وبقي صدى أهازيجهم يتلاقى مع ''حداء'' الرعاة في الصحارى المتاخمة للخليج· ويتبدد الظلام والهدوء مع اقتراب ضجيج محركات ''اللنشات'' وأنوارها إلى رصيف الشاطئ، ليبدأ البحارة بتفريغ ما جاد به البحر، وفق تقاليد موروثة، وتبدأ صفوف السمك بالانتظام في ''الصيارم''· فهنا ''الهامور''، وهنا ''الزريدي''، وهناك ''الجش''، و''الدردرمان''، و''بنت النوخذة''· وتتبخر متاعب البحارة ما أن تطأ أقدامهم اليابسة، كما يقول إبراهيم مصطفى، الذي عاد للتو من رحلة صيد استمرت أياماً في عرض البحر· فالرجل يعتبر أن مهنته -رغم مصاعبها- أفضل من المهن الأخرى التي ''يضطر فيها الإنسان إلى الجلوس خلف المكتب (قائلاً) أنا حر ورزقي على الله· وتمكنت بفعل صيد الأسماك من تعليم أولادي الخمسة وإعالتهم وهم جميعهم متزوجون اليوم''· ومع تطور الاتصالات والتقنية في الوقت الحالي، أصبحت المصاعب التي يتعرض لها الصياديون ''نادرة''، ''وإذا ما حصل لنا أي طارئ، نتصل بخفر السواحل الذين يهبّون لنجدتنا''، كما يضيف مصطفى· وبحسب التقرير الاقتصادي والاجتماعي لإمارة أبوظبي للعام ،2008 فقد ارتفع حجم الإنتاج السمكي في الإمارة خلال العام 2007 إلى 628,2 مليون درهم، مقارنة مع 600 مليون درهم في العــــام ،2006 أي بنســــبة نمو بلغت 4,7%· أما القيمة المضافة في الإنتاج السمكي، فقد بلغت 565 مليون درهم في العام ،2007 مقابل 510 ملايين درهم في العام ،2006 أي بنسبة نمو بلغت 10,7%· وما أن يصلي الجميع ركعتي الفجر، حتى يأتي الطبيب المتخصص بمعاينة الأسماك، ليقف ''الدلال'' معلناً بدء مزادات الخطوط أو ''اللاينز''، ويتحلق التجار حوله لشراء ''اللاين'' الذي يشمل ستة ''صيارم'' من الأسماك، هي حصيلة ما جناه الصياديون في رحلتهم البحرية· ولا يجرؤ أحد على نقل سمكة واحدة من الرصيف إلا بموافقة ''الدلال'' الذي يحمل عصاه وينادي ''،370 ،380 ،''390 ليعم الهرج المكان، قبل أن يستقر بإعلان صاحب السعر الأعلى لـ''اللاين''· واكتسب عامر سالم سليم الزرعي قدرة على تحديد سعر السمك، وفقاً لنوعية السوق وشغف المشتري، بعد خبرة ثلاث سنوات في ''الدلالة''، سبقتها أعوام طويلة من العمل في الصيد· يشرح الزرعي أن هناك عوامل عدة تؤثر في سعر السمك مثل الهواء وحرارة الجو، ''فكلما زادت الأخيرة هبط سعر السمك''· كما أن كثرة العرض تخفض السعر والعكس صحيح· ويظل ''الدلال'' ينتقل من خط إلى آخر وبجانبه كاتب الجمعية الذي يدوّن سعر كل ''لاين'' واسم من اشتراه· ولا يدفع التاجر ثمن السمك نقداً، بل يحصل على وصل، يذهب بموجبه إلى جمعية الصيادين في أبوظبي لدفع ما يترتب عليه، كما أن الصياد بدوره يتسلم أمواله من الجمعية ذاتها· يقول مصطفى: ''إن صيد الأسماك مهنة الآباء والأجداد ومصدر الرزق الوحيد، وهي تريح نفسيتي ولا أواجه فيها أي مشاكل، وجمعية الصيادين توفر لنا كل ما نحتاجه من معدات''· ويذهب معظم السمك إلى الفنادق والمطاعم والشركات، وما يبقى يجد طريقه إلى سوق السمك، يوضح الزرعي أن ''لهفة'' التاجر مرتبطة بحال الأسواق الأخرى· فإذا كانت أحوال سوق السمك في الإمارة الأخرى جيدة قلّ الطلب على شراء السمك في الإمارة التي تقع إلى جوارها· ويشهد سعر السمك ارتفاعاً بين شهري مايو وسبتمبر ''بسبب هجرة السمك من البحار الحارة، حيث لا يبقى سوى الأسماك المحلية كالبدح والنيس''، بحسب الزرعي· وبعد أن ينتهي المزاد الذي لا يدوم أكثر من نصف ساعة، يخلو الرصيف من الأسماك وصيادييها وتجارها، ليقوم العمال بتنظيم ''اللنشات'' و''الصيارم''، استعداداً لرحلة صيد جديدة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©