الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رب أعوذ بك من همزات الشياطين.. وأن يحضرون

رب أعوذ بك من همزات الشياطين.. وأن يحضرون
26 يونيو 2017 12:14
أحمد محمد (القاهرة) إن الناظر في الأدعية القرآنية، وكذلك السنة النبوية يجد أنها جاءت بعدة أنواع، فمنها طلب حصول الفعل، كقوله تعالى: (... رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا...)، «سورة آل عمران: الآية 193»، ومنها ما جاء بطلب عدم الوقوع، وذلك في النفي، وتكون صيغته يا ربي بفضلك لا تفعل، مثل قوله تعالى: (... رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا...)، «سورة الأنبياء: الآية 89»، ومنها ما جاءت بصيغة الخبر المتضمنة للطلب، وهي كذلك أنواع، مثل قوله تعالى: (... رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، «سورة القصص: الآية 24»، وأكمل الأدعية ما كان جامعا من الأنواع كلها، وهذه هي غالب أدعية النبي صلى الله عليه وسلم?.? وهناك نوع آخر، وهو الاستعاذة، ويأتي على نوعين، شر موجود بالفعل، فهذا يطلب رفعه وإزالته أو تخفيفه، وشر يخاف وقوعه في المستقبل، فإنه يطلب منعه، مثل «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَعَذَابِ الْقَبْرِ»، فالاستعاذة خاصة بدفع الضرر الحاصل أو المتوقع، ولما كانت نوعا خاصا من الأدعية، يجب إفراده سبحانه وتعالى به، كما أن الطلب والسؤال عبادة مختصة بالله تعالى، لهذا جاء الكتاب والسنة لتحقيق هذه العبودية الحقة لله، وهذا من تحقيق التوحيد، وإخلاص الدين لرب العالمين، الذي هو أساس سعادة العبد، وفلاحه في الدنيا والآخرة، وأما الاستعاذة بغير الله تعالى من الخلق، فإنها طغيان، وشر عظيم. وقد خلق الله سبحانه بحكمته الشر في هذه الدار، وخلق أعظم الشر، ومنبعه، وأصله، وأعظم أسبابه، وهو الشيطان الرجيم، فلما كان الشياطين يروننا ولا نراهم كما قال تعالى: (... إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُم...)، «سورة الأعراف: الآية 27»، أمرنا بالاستعاذة بربنا جل جلاله الذي يراهم ولا يرونه أن يقينا هذا الشر الخطير. قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)، «سورة المؤمنون: الآيات 97 - 98»، وهذا التعليم لرسول الله كيف يدفع شياطين الإنس ويدفع شياطين الجن، فشياطين الإنس الذين يسيئون إليك وإلى دينك، جاهدهم كما أمر الله تعالى، ولكن شياطين الجن لا طاقة لك بمحاربتهم بالسيف، أخبر الله هنا أنه هو خالقهم، وهو الذي يقدر عليهم، فعليك أن تلجأ إليه سبحانه، فالشياطين يرونك من حيث لا تراهم، فاستجر بخالقهم، فإذا جاءك الشيطان فقل يا رب اكفني هذا، فإنه سيكفيك شره، رَبِّ أتعوذ بك، وألجأ إليك، وأستجير وأستغيث بك أن تجيرني من هؤلاء وتصرفهم عني، أعوذ بك من همزات ووسوسة الشياطين، ومن دفعهم لنا إلى الباطل. قال الإمام القرطبي، إن الشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين بالتعوذ من الشيطان في همزاته، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، كأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار. «قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ»، اسأل الَله أن يعصمك، ويحميك بجنابه العظيم لما له من الأسماء الحسنى، والصفات العُلا الجليلة، من همزات الشياطين، ودفعهم الوساس، والإغواء في القلب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من أنواع شرور الشيطان كلّها، فيقول: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ»، وكرر التوسل بربوبيته زيادة في التضرع، والتوسل به تعالى من شرورهم، لشدة خطرهم وأذاهم لبني آدم، أحتمي بك يا ربي أن يحضرني الشيطان في أي أمر من أموري. وجاء في «التفسير الميسر»، قل أيها النبي، رب أستجير بك من إغواء الشياطين ووسوستها، المغرية على الباطل والفساد والصد عن الحق، وأستجير بك مِن حضورهم في شيء من أموري. وفي التفسير الوسيط، أمره تعالى بأن يستعيذ به من الشياطين ونزغاتهم، والمراد بهمزاتهم وساوسهم لبنى آدم وحضهم على ارتكاب ما نهاهم الله عنه، فقل أيها الرسول يا رب أعوذ بك واعتصم بحماك من وساوس الشياطين ومن نزغاتهم الأثيمة ومن همزاتهم السيئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©