الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابتكارات واختراعات.. أصولها إسلامية

ابتكارات واختراعات.. أصولها إسلامية
26 يونيو 2017 12:14
مجدي عثمان (القاهرة) تفخر إيطاليا، بالفنان ليوناردوا دافنشي، أحد رواد عصر النهضة الإيطالية، باعتباره فناناً ومهندساً ومخترعاً، وتنسب إليه فكرة الطائرة العمودية، والمظلة أو الباراشوت، في وقت نتغافل فيه، أن تلك الأفكار الأولى تنتمي إلى العرب المسلمون، فقد قام الشاعر الفلكي المهندس عباس بن فرناس بمحاولة لاختراع آلة طيران في عام 852هـ، بالقفز من أعلى مئذنة «الجامع الكبير» في قرطبة، مستخدماً عباءة غير مُحْكمة، مدعمة بقوائم خشبية، وهو ما وصفه جون لينهارد بـ«تجربة غريبة»، وقد نقلت منه مصادر عربية ميكانيكا الطيران لأوروبا فيما بعد، ويذكر فيليب في كتابه «تاريخ العرب»: ابن فرناس كان أول رجل في التاريخ يقوم بمحاولة عملية للطيران. وهذا هو الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، بعد أن انزعج من حمل قارورة الحبر للكتابة واتساخ الأيدي والملابس، اخترع قلم الحبر الأول. وإذا كان الصينيون قد استخدموا البارود في إشعال النيران، فإن العرب كانوا أول من نقّى البارود باستخدام نترات البوتاسيوم لاستعماله حربياً. وفي القرن 13م نجح المسلمون في اختراع أول صاروخ وأول طوربيد بحري، ويشمل التصميم الأولي للطوربيد الغواص من خلال ابتكارات أدوات الحرب لـ«نجم الدين حسن الرمّاح»، والذي ألف كتاب «الفروسية والمناصب الحربية» وشرح فيه 107 مراحل لصنع البارود المشتعل، و22 مرحلة لصناعة عدة أنواع من الصواريخ. وهناك أيضاً العالم إبراهيم بن أحمد غانم بن محمد بن زكريا الأندلسي، الملقب بـ«الرِّياش» الذي وضع كتاب «العز والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بآلات الحرب والمدافع» في 50 باباً وصف فيها تركيب المدافع وأدواتها، ويتخلل ذلك 511 رسماً لأجزاء المدفع، وأنواعه التي تصل إلى 32 نوعاً. وفي الوقت الذي آمن فيه إقليدس وكلاوديوس بطليموس بأن العين تبعث أشعة ضوئية تمكننا من الرؤية، كان أول من أدرك العكس الصحيح، هو العالم المسلم الحسن بن الهيثم في القرن العاشر الميلادي، كما أنه أول من صنع الكاميرا ذات الثقب بعد أن لاحظ الطريقة التي يمر بها الضوء خلال ثقب في مصراعي نافذة، حتى أن لفظ «كاميرا» جاء من كلمة «قمرة» العربية وتعني ثقب يبعث الضوء في مكان مظلم. وفي القرن السادس للهجرة كان أول مثال عملي للإنسان الآلي، اخترعه عالم الحيل الهندسية «بديع الزمان أبي العز إسماعيل بن الرزاز الجزري»، وكان الخليفة قد طلب منه أن يصنع آلة تُغْنِيهِ عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له الجزري آلة على هيئة غلام، وفي يده إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته يقف طائر، فإذا حان وقت الصلاة يُصفر الطائر، ثم يتقدم إليه ويصب الماء من الإبريق، فإذا انتهى من وضوئه يُقدم له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يُغرد، كما قام «الجزري» بابتكار ساعة فلكية ضخمة تعمل بقوة الماء، وتعرض أجساما متحركة تمثل الشمس والقمر والنجوم، ودائرة الأبراج والمدار الشمسي والقمري. وعلى مر العصور الإسلامية قام الفلكيون والمهندسون العرب بابتكار آلات قياس الزمن من الساعات عالية الدقة، حتى أنه في عهد الخليفة المأمون أهدَى إلى ملك فرنسا ساعة متطورة، تُدار بالقوة الميكانيكية بواسطة أثقال حديدية معلقة بسلاسل، بدلاً من القوة المائية. وقد طور الفلكيون المسلمون الأدوات الفلكية، وأضافوا أنواعاً متعددة من الاسطرلابات، على أيدي محمد الفزاري وابن سمح وأبو الريحان البيروني وإبراهيم بن يحيى الزرقالي، حتى أن عبد الرحمن بن عمر الصوفي وصف أكثر من 10.000 استخدام مختلف للأسطرلابات. ويرجع الفضل في فصل المواد والعمليات الكيميائية إلى جابر بن حيان، ومنها التقطير الخالص، الترشيح، التبلور، التميع، التكرير، الأكسدة والتبخير، كما قام أبو بكر الرازي باختراع عمليات التقطير الجاف، التكليس، التحليل، التصعيد، التلغيم، التشميع، بالإضافة إلى طريقة لتحويل المادة الكيميائية إلى عجينة سميكة أو مادة صلبة قابلة للانصهار، واستطاع علماء المسلمون تكرير المياه، واختراع التقطير الهدام لإنتاج القار من البترول، والتقطير البخاري على يد ابن سينا لإنتاج الزيوت الأساسية. كما بدأت صناعة العطور على يد جابر بن حيان ويعقوب بن إسحاق الكندي، الذي أجرى أبحاثاً مكثفة لدمج نباتات مختلفة لإنتاج العطور. وفي القرن 10م، نشر عالم الطب «الزهراوي» كتاباً يقع في 1500 صفحة، شرح به أسس وأساليب الجراحة وأكثر من 200 أداة اخترعها للجراحة، لا تزال مستخدمة حتى الآن، وكان الزهراوي أول من أجرى العملية القيصرية، كما أنه أول من اكتشف الخيوط المستخدمة للغرز الداخلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©