الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس فرنسا وسلطان بن طحنون يفتتحان «نشأة متحف» في باريس

رئيس فرنسا وسلطان بن طحنون يفتتحان «نشأة متحف» في باريس
30 ابريل 2014 10:56
جهاد هديب (باريس) افتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون، رئيس دائرة النقل، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، صباح أمس في العاصمة الفرنسية باريس، معرض «نشأة متحف»، وذلك في قاعة نابليون إحدى أهم قاعات العرض في متحف اللوفر الباريسي والعالم. ووصف الشيخ سلطان بن طحنون المرحلة التي وصل إليها اللوفر أبوظبي مع هذا الافتتاح بأنها مرحلة مهمة في تاريخ المعرض، معتبراً العمل مع وكالة المتاحف الفرنسية على توسيع مقتنيات اللوفر أبوظبي خطوة تاريخية مهمة في سياق تعميق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. حضارة مشتركة وأضاف معاليه: «بعد أن أحرز معرض (نشأة متحف)، الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة العام الماضي نجاحاً كبيراً، فإننا نغتنم هذه الفرصة لمشاركة مجموعة أخرى من هذه الكنوز مع الجمهور العالمي، وبينما كان ولا يزال العمل جارياً على توسيع مقتنيات المتحف ارتأينا مشاركة تلك الأعمال مع الجمهور المتعدد الثقافات في الإمارات، واليوم نحن سعداء بعرضها أمام الزوار في واحد من أعرق المتاحف على مستوى العالم». وتابع: «تعبر روح التبادل والمشاركة الحضارية عن مضمون روايات اللوفر أبوظبي السردية، ويحكي المتحف قصة عالمية حول نقاط تلاقي الثقافات الإنسانية على امتداد تاريخ الحضارة الطويل، بدرجة أكبر من عوامل الاختلاف أو التباين التي تفرقها، ولذلك يحرص اللوفر أبوظبي على تحقيق هذا الهدف حتى قبل أن يفتتح أبوابه لاستقبال الجمهور». كما وصف المعرض بأنه «يشكل أيضاً مصدر فخر واعتزاز لأبناء دولتنا، وستبقى هذه اللحظة المهمة ماثلة في أذهانهم وأذهان الجمهور الفرنسي والعالمي خلال مسيرة بناء اللوفر أبوظبي تعزيزاً للروح العالمية وروح المشاركة مع الآخر وترسيخاً لوشائج التبادل الحضاري والثقافي بين فرنسا ودولة الإمارات». وقال في السياق ذاته: «إن اللوفر أبوظبي، وهو مشروع ثقافي عملاق وجزء من استراتيجية تنموية شاملة، يجسد بلا شك علاقات الصداقة التاريخية المتينة والتعاون الوثيق والشراكة العميقة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بفرنسا في جميع المجالات الحيوية». وتقدم بالشكر للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على «رعايته التاريخية هذه، وأغتنم الفرصة لأتقدم بأسمى التقدير والعرفان لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على جهودهما ومتابعتهما لضمان حفظ التراث الثقافي وتعميق مكانته في بناء مستقبل مشرق أجيال الغد». متحف الرمال من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند: «بتأثر كبير نشهد ولادة (نشأة متحف)، ونرى في ذلك بدايات الهندسة المعمارية. إنه (متحف الرمال) الذي يمثل تعبيراً عن إرادة التركيز على إظهار أعمال فنية تأتي من كل حدب وصوب، أعمال جُمعت وأعمال أخرى سوف يتم جمعها مثلما أن هناك أعمالاً سوف يُقرضها متحف اللوفر في المستقبل، ليصبح متحف اللوفر أبوظبي معلماً من معالم الذاكرة الفنية للبشرية جمعاء، إذ إن هذا هو خيار القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحييها فرنسا عليه». وأضاف: «رأينا الأعمال الفنية تعرض إلى جانب أعمال أخرى تحمل توقيع فنانين مجهولين من عصور مختلفة، لتقول لنا إن هناك نقاطاً مشتركة بيننا، وهذه المنحوتات من الغرب التي ترفع أيديها لتحيي أميرة من بلاد ما بين النهرين تمثل ذلك الحوار الذي تقيمه الأعمال الفنية بين الثقافات والشعوب وتثبت في كل مرة أن إرادة الانفتاح على العالم هي التي كانت سائدة. وهي التي ستبقى تسود»، متوجهاً بالقول إلى الشيخ سلطان بن طحنون: «هكذا أردتم لأبوظبي أن تكون هي التي كانت ملتقى للعالم، حيث كان بإمكانكم الاكتفاء بالنفط والغاز، لكنكم لم تفعلوا بل أردتم أن تستمر دولتكم ملتقى للعالم». وقال أيضاً: «كان بإمكانكم أن تختاروا دولة أخرى غير فرنسا لتكون شريكاً لكم في هذا المشروع الثقافي، فأصدقاؤكم كثر في العالم. إنني أعبر لكم عن امتناني العميق لما تبدونه من احترام للثقافات والهويات». وقال أولاند: «وبالنسبة لفرنسا، فإن متحف اللوفر أبوظبي هو الصورة الأكثر رمزية لجملة العلاقات التي تربط بين البلدين، فهي ليست علاقات عسكرية واقتصادية فحسب، بل إن هذا المشروع تجسيد للعلاقة مع الإمارات عبر الثقافة». مؤكداً أن «مشروع متحف اللوفر أبوظبي هو الأهم بالنسبة لفرنسا في الخارج». وقال أيضاً: «متحف اللوفر لا يمكن تقليده أو نقله إلى مكان آخر، إذ إنه عالمي بمجموعاته الفنية ومقتنياته وطموحه وجمهوره، لكنه في الوقت نفسه قادر على تجسيد هذا المفهوم الذي تصبون إليه من دون أن يفرض وجهة نظره على المشروع». وفي السياق نفسه، أضاف: «وأنتم تترأسون هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أعرف مدى التزامكم من البداية بهذا المشروع، إذ أردتم له أن يكون نقطة التقاء وليس اختلاف، وسوف يقوم اللوفر بتغذية مقتنياتكم على مدى سنوات مقبلة. أردتم متحفاً إنما بنيتم سفينة بفضل المهندس المعماري جو نوفيل»، مهنئاً إياه على تصميمه متحف اللوفر أبوظبي في جزيرة السعديات، ومضيفاً: «القبة توحي بقصر عربي، وقد شُيّد المبنى على الماء، لكنه لا يطفو بل هو سفينة راسخة سوف يتم افتتاحه في الثاني من ديسمبر من العام المقبل بمناسبة اليوم الوطني لدولتكم، وسنكون معكم وسوف تكون تلك اللحظة تاريخية وعلامة فارقة بالنسبة لفرنسا ولدولة الإمارات وللعالم». ليختتم الرئيس الفرنسي كلمته بالقول: «أحيي باسمي وباسم فرنسا هذه الروح الثقافية التي اتسمت بها الإمارات في هذا المشروع الذي نبنيه معاً». وكان الخطابان اللذان توجه بهما الشيخ سلطان بن طحنون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، مسبوقين بجولة شملت أقسام معرض «نشأة متحف» كافة، الذي تقيمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع وكالة المتاحف الفرنسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©