السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أكسس أبوظبي» يدعو إلى توفير فرص عمل لذوي الإعاقة

«أكسس أبوظبي» يدعو إلى توفير فرص عمل لذوي الإعاقة
18 ابريل 2013 10:23
هالة الخياط (أبوظبي) - أكد المشاركون في مؤتمر «أكسس أبوظبي 2013» لذوي الاحتياجات الخاصة في دورته السادسة، ضرورة تكوين شراكات مجتمعية مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، تركز على توفير فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة تتناسب والإعاقات التي لديهم، دون التركيز على توافر الشهادات الدراسية المعتمدة، لا سيما أن نسبة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة ليست لديهم الفرصة لمتابعة دراستهم، واكتساب الخبرات المهنية من خلال ورش التأهيل المهني التي معظم شهاداتها ليست بمعتمدة لدى التعليم العالي. ولفت المشاركون في المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، برعاية من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إلى أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات الحياة كافة هو نتاج عمل جماعي لا يتحقق إلا بتفعيل دور الشراكة المجتمعية من خلال مد جسور الاتصال الفاعل الداعم بين مؤسسات المجتمع المحلي وأصحاب العمل وأصحاب القرار بما يساعد في نشر ثقافة الإعاقة والرقي بمستوى الخدمات المقدمة لهم. ويشارك في المؤتمر، الذي تختتم أعماله اليوم تحت شعار “نحو شراكات مجتمعية لتفعيل الدمج”، 700 شخص من الإمارات ومختلف دول العالم من أصحاب الخبرة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، والممارسين في مجال الشراكات المجتمعية الناجحة وفي مجال الخطط والبرامج الانتقالية، وذلك على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي. زايد العليا وافتتحت جلسات اليوم الثاني أمس بورقة عمل بعنوان “استعراض منهجية إدارة الشركات في مؤسسة زايد العليا والمجتمع المحلي” قدمتها مريم سيف القبيسي رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسة، أكدت فيها أن الشراكة الاستراتيجية تعتبر طريقة متبعة من طرف المؤسسات في التعاون مع بعضها بعضاً للقيام بمشروع معين ذي اختصاص، وذلك بتوفير وتكثيف الجهود والكفاءات، علاوة على الوسائل والإمكانات الضرورية المساعدة لإنجاز مشروع أو نشاط معين مع تحمل جميع الأعباء والمخاطر التي تنجم عن هذه الشراكة بصفة متعادلة بين الشركاء. وتطرقت القبيسي إلى أهم الشراكات المجتمعية المحلية التي عقدتها المؤسسة، ومنها الشراكة مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، حيث تم الاتفاق على تنسيق وترتيب زيارات مقارنات معيارية في مجال التميز المؤسسي، وتبادل الخبرات في هذا المجال، واتفاقية شراكة مع مؤسسة التنمية الأسرية ومن خلالها تم اقتطاع جزء من مبنى التنمية الأسرية في دلما، حيث تم افتتاح مركز للرعاية والتأهيل تديره مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية. كما أبرمت المؤسسة اتفاقية مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تم خلالها الاتفاق على التنسيق مع مركز زايد الزراعي للمنتجات الزراعية والحيوانية. كما تم التنسيق مع مجلس تنمية المنطقة الغربية؛ بهدف دعم توظيف فئة ذوي الإعاقة والأيتام في المنطقة الغربية بالتنسيق مع مجلس أبوظبي للتوطين ومؤسسات وشركات المنطقة الغربية. وتم التنسيق مع مجلس أبوظبي للتوطين لتنفيذ ما جاء في القانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006 الذي ينص على تشغيل 2% من ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات حكومية خاصة وحكومية، كذلك عقدت المؤسسة مجموعة من الشراكات مع المؤسسات التعليمية في الدولة مثل وزارة التعليم العالي وكلية التقنية العليا ومجلس أبوظبي للتعليم، وذلك بهدف دعم خدمات المعاقين في المجال التعليمي والبعثات الخارجية ودمجهم في مدارس التعليم العام. مراكز الداخلية من جانبها، أكدت مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين حرصها على بناء خدمات وبرامج متطورة لذوي الإعاقة، تواكب المعايير العالمية في ميدان التأهيل المهني، حيث قال أحمد جمعة البلوشي، رئيس قسم الخدمات المساندة في إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين، إن إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين فتحت آفاقاً واسعة لتعزيز دمج المعاقين، ومشاركتهم في الحياة، ضمن رؤية واستراتيجية القيادة الشرطية لخدمة قضايا المجتمع بصفة عامة والمعاقين بصفة خاصة، وتمكينهم من بناء حياة مستقلة اقتصادياً واجتماعياً ومشاركتهم في بناء الوطن. وقال البلوشي، إن “مراكز وزارة الداخلية” توفر خدمات التأهيل المهني الشامل للأشخاص المعاقين، من خلال العديد من البرامج والأنشطة، التي تشمل التشخيص والتقييم والتوجيه والإرشاد المهني، والتحويل الشخصي والمتابعة والتدريب المهني في البرامج المهنية المتوافرة، والتوظيف التنافسي في المؤسسات الحكومية والخاصة، والإرشاد والتوعية لأصحاب العمل حول حاجات المعاقين في سوق العمل، وخدمات المتابعة لما بعد التوظيف. وأشار إلى أن “مراكز وزارة الداخلية” نجحت خلال السنوات الماضية في توظيف 483 خريجاً وخريجة من ذوي الإعاقة في مختلف مواقع العمل في القطاعين الحكومي والخاص، منهم 17 ضمن مبادرة لطيفة بالتعاون مع صحيفة الإمارات اليوم، و17 ضمن مشروعات إرادة، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي أصبحتا نموذجاً يحتذى به في مجال رعاية وتشغيل المعاقين، حيث قامتا بتوظيف 218 خريجاً، وذلك في إطار رؤية واستراتيجية القيادة الشرطية الهادفة لدعم هذه الشريحة المهمة ودعمها في المجتمع. ولفت إلى أن القوات المسلحة قامت بتوظيف 92 خريجاً، في حين تم توظيف 87 في القطاع الحكومي، و37 فقط في القطاع الخاص. قصص نجاح وخلال ورش العمل التي تضمنها اليوم الثاني للمؤتمر، تم عرض قصص نجاح لشراكات مجتمعية فاعلة في تحقيق الدمج المجتمعي، وأخرى تعكس تنفيذ خطط انتقالية ساهمت في تفعيل الدمج الشامل في المدرسة أو المجتمع المحلي، وعرض نماذج وأمثلة لخطط انتقالية أثبتت فاعليتها ونجاحها مع الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار دكتور ولتر توكارسكي عضو مجلس الإدارة في الجامعة الألمانية للرياضة إلى أن الرياضة تعتبر أمراً ضرورياً في حياة الإنسان، حيث إنها تساهم في بناء جسور التواصل بينهم وتعزز دمج فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المحلي، كما أنها تفيد في تخطي العوائق الذي يمكن أن تواجه دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المحلي. واستعرض الدكتور جورج جيزاين من مركز متخصص بذوي الإعاقة في ورقته البحثية التي كانت تحت عنوان “تحديد المصير لماذا وكيف؟” معنى وأهمية ومضمون تحديد المصير في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث طرح من خلال ورقته البحثية الأساليب والاستراتيجيات المتعلقة بتعزيز تحديد مصير ذوي الاحتياجات الخاصة باختلاف حاجاتهم. وأكد الدكتور جيزاين أهمية الجانب التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة في تحديد مصيرهم؛ ولذلك يجب التركيز على الجانب التعليمي والمواد التعليمية التي يمكن التركيز عليها لضمان مفهوم تحديد المصير في المنزل والمدرسة. من جانبه، أشار نورمان كونتر من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أن الافتراض السائد في معظم المدارس بأن الطلاب من ذوي الإعاقة بحاجة لاكتساب مهارات معينة قبل منحهم فرصة الالتحاق بالتعليم الشامل ودخول المدرسة العادية، وفيما بعد عليهم اكتساب مهارات أخرى لتحقيق الاندماج المجتمعي. وأكد ضرورة أن يكون المعاقون مع أقرانهم دون أي مبرر أو أسباب علمية تبريرية أو تحفيزية لأهمية اكتساب مهارات خاصة بهم قبل تعاملهم مع أقرانهم العاديين. وقال من واقع تجربته كذوي تحديا حركية وذهنية أنه يجب على المؤسسات الاهتمام بالافتراضات حول الإعاقة والفرص عند ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، كما أنه يجب تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة قبل دمجهم في المدارس الخاصة مع التركيز على قدراتهم ومنحهم الفرص وتدريبهم على المهارات اليومية العادية وتأهيلهم للدمج في المدارس، وتثمين قدراتهم وإكسابهم مهارات للعيش قبل الاندماج مع أقرانهم. وأشار إلى أن الدمج يحقق التطور في حالة المعاق الصحية وتطور مهاراته وإن كانت في البداية الأمور صعبة ولكن مع الوقت الأمور ستصبح أفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©