إبراهيم الملا (الشارقة)
احتضنت قاعة (واسط) بفندق الشيراتون بالشارقة مساء أمس الأول فعاليات الحفل الختامي لمعرض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية السنوي، الذي أقيمت دورته الرابعة والثلاثين برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. حمل المعرض عنوان «سفينة نوح» وتوزعت مقتنياته في كل من متحف الشارقة للفنون، ومنارة السعديات بأبوظبي.
وألقى ناصر عبدالله رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية كلمة احتفائية بالفنانين والجهات الراعية للمعرض، مشيداً بدور المؤسسات والهيئات الثقافية المساهمة في إنجاح فعاليات المعرض، وإيصال رسالته المعرفية لشريحة واسعة من الجمهور في مختلف مناطق الدولة، وقال عبدالله:«لقد تشرفنا في معرض«سفينة نوح» بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المعرفة، حيث افتتح فرع المعرض المقام بمنارة السعديات في أبوظبي».
وذكر أن المعرض السنوي للجمعية انطلق بداية في العام 1980 ويعد من أعرق وأقدم المعارض الفنية في الإمارات والخليج العربي. وقال: «إن الثقافة هي ناتج بشري يوثق لحياة الإنسان وتفاعله مع محيطه، وهي ما يبقى ليبرهن على وجود الحضارة، كما هو الحال مع جميع الحضارات القديمة التي لم يبق منها غير المنتج الثقافي والفني».
مضيفاً: «ومن هنا تأتي أهمية الفنون التشكيلية التي تعد من أبرز منتجات الحضارة الإنسانية، وذلك لطبيعتها الملموسة، والقدرة الفعلية على إبصارها، كما أن الصورة أصبحت في زمننا هي الأداة الرئيسية للتواصل بغض النظر عن اللغة المنطوقة».
وأشار عبدالله خلال كلمته إلى أن الفنون التشكيلية والبصرية باتت لغة عالمية يمكن للجميع أن يدركها، وأوضح قائلاً: «ومن هنا فإن المشتغلين بالفنون التشكيلية هم بناة حضارة أيضاً، وأن الفنانين هم أصحاب لغة جديدة يمكن للعالم أجمع أن يفهمها».
ولفت عبدالله إلى أن الفنان في دولة الإمارات العربية المتحدة، له كل التقدير والاحترام على ما يحمله من همّ في توصيل رؤيته، وتقديم قراءة جديدة لمجتمعه، بما يختزنه هذا المجتمع من قضايا وتساؤلات ورؤى وقصص.
وأثنى عبدالله على الفنانين المحليين والعرب والمقيمين، لما قدموه من إبداعات مميزة في معارض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بشكل عام، ومساهمات فريدة في معرض «سفينة نوح» بشكل خاص، نظرا للزخم الفني والاستقطاب الثقافي الواسع الذي يتمتع به المعرض السنوي للجمعية.
وأثنى كذلك على الجهود التي بذلها كل من الفنان محمد المزروعي القيّم العام للمعرض، والفنانة ميثاء عبدالله مساعدة القيّم العام، حيث قدما كما أشار مجموعة من الاقتراحات الإنسانية والميثولوجية المتعلقة بقصة سفينة نوح، وكيفية معالجة هذه القصة من خلال أعمال فنية محلية وخليجية تتقاطع مع أفق ومضامين المغامرة والترحال، وثنائية الزمان والمكان وتداخل الماضي مع الحاضر، وصولاً إلى أسئلة وتحديات المستقبل.
وفي نهاية الحفل تم تكريم الفنانين الذين قدموا أعمالاً مميزة بالمعرض ولاقت استحسان الجمهور، وهم: عنود العبيدلي، وعائشة بن حاضر، وناصر نصر الله، كما تم تكريم المؤسسات والهيئات الراعية للحدث وهي: دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومتحف الشارقة للفنون، و، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومؤسسة بارجيل للفنون، ومجموعة أحمد بن هزيم للمحاماة والاستشارات القانونية.
ومن جانبها أكدت هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، في كلمتها على «سعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إلى الارتقاء بوعي المجتمع بأهمية منجز الفن التشكيلي الإماراتي والتعريف به عالمياً» مضيفة: «إننا نعتز بالمستوى العالمي للأعمال الفنية والفنانين الإماراتيين من الرواد الذين باتت أعمالهم تحتل الصدارة في المتاحف والمعارض و مزادات الفنون. ومن خلال مبادراتها متمثلةً برواق الفن الإماراتي، ومجموعة مقتنياتها من الأعمال الفنية، وإصداراتها العديدة في توثيق منجز الفن التشكيلي ومشهد الفنون، وأعمال التكليف الحصري، والمعرض الفني المصاحب لفعاليات مهرجان أبوظبي كل عام، تسعى المجموعة إلى احتضان الإبداع الإماراتي والعربي وتقدير الفنانين المبدعين وتسليط الضوء على تجاربهم الرائدة».
عدد اليوم
