السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دانة الحمادي: أتمنى إنشاء جمعية تشجع النساء على زيارة القطب الجنوبي

دانة الحمادي: أتمنى إنشاء جمعية تشجع النساء على زيارة القطب الجنوبي
21 ابريل 2011 20:18
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - قادها شغفها بالمعرفة إلى ركوب الصعب، وخاضت تحديات مع نفسها لتشارك في رحلة عمرها 20 يوماً إلى القطب المتجمد الجنوبي، فكانت أول امرأة إماراتية تصل إلى هذا المكان، هي أم لخمسة أطفال أصغرهم عمره 3 سنوات. نقطة البداية دانة الحمادي موظفة بالاتصالات، تبلورت لديها الفكرة بعد حضورها مؤتمراً صحفيا يتحدث عن الرحلات الاستكشافية التي تنظم لهذه النقطة من العالم، وكان من بين المتحدثين الشيخ عبدالعزيز بن علي النعيمي المستشار البيئي لحكومة عجمان والمدير التنفيذي لمؤسسة الإحسان الخيرية. أول إماراتي يصل هذه النقطة، تابعت معه وسألته عن التفاصيل، ثم توجهت لعدة جهات رعت فكرتها ودعمتها للقيام بهذه الرحلة، فكانت المرأة الوحيدة من الإمارات إلى جانب أربعة شبان، ومن بين 65 مشارك من جميع أنحاء العالم. تقول دانة: لم تكن الرؤية واضحة أمامي تماماً في البداية بعد حضور المؤتمر، لكن توجهت إلى الشيخ عبد العزيز النعيمي أول إماراتي وصل إلى القطب المتجمد الجنوبي، ونصحني بممارسة الرياضة، واعتماد أطعمة معينة غنية بالبروتينات. وتضيف الحمادي أنها اتبعت كل النصائح المقدمة لها، إلى ذلك تقول: ركزت على ممارسة الرياضة لتقوية العضلات، كما ركزت على أنواع من اللحوم والفواكه، وكنت أعمل بشكل فردي، لأني كنت أنوي السفر بمفردي دون اللجوء إلى أي جهة معينة، وراسلت (المؤسسة البريطانية 2041) الراعية للحدث، والمؤسسة تحمل هذا الرقم الذي له دلالة معينة، وهي السنة التي ينتهي فيها عمر المعاهدة الخاصة بحماية القطب الجنوبي، وغيرت رأيي في المشاركة حين اكتشفت أن الإمارات غير موقعة على هذه الاتفاقية، حيث أردت أن أجعل الإمارات أول دولة نفطية عربية توقع هذه المعاهدة، وسأعمل جادة على ذلك مستقبلا. وتضيف الحمادي قائلة: وقررت مراسلة بعض الجهات لرعاية هذه المشاركة، وبالفعل قمت بمراسلة نادي تراث الإمارات، والمجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي، والاتصالات جهة عملي، وشركة مصدر، وإدارة البحوث الاستراتيجية، وناشيونال جيوغرافيك، ثم طيران الإمارات، حيث وافقوا على الفور لدعم الوضوع، وبالطبع كنت أعرف بكل جهة دعمتني خلال الرحلة، وكانت فرصة لتقريب تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وكذا دور الشركات التي تعمل في مجال الطاقة، واستطعت بذلك تغيير أفكارهم عن كون الإمارات بلدا منتجا للنفط فقط إلى بلد صناعي، وداعم من جهة أخرى للمرأة لتكون في الريادة في شتى المجالات، أما بالنسبة لدعم الاتصالات فهذا شكل بالنسبة لي دافعا كبيرا، وحقق تكريما من جهة عملي بعد 14 سنة من العمل معهم، وهذا فخر لي. عشرون يوماً وتضيف الحمادي: استغرقت الرحلة التي بدأت من دبي إلى القطب الجنوبي المتجمد 20 يوماً، حيث بدأت من 1 مارس واستمرت إلى 19 منه، وكانت نقطة الانطلاقة من مطار دبي على متن طيران الإمارات، إلى مدينة ساوباولو البرازيلية ودامت الرحلة ما يقارب 15 ساعة، ومنها إلى مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية ودامت الرحلة 5 ساعات، ومن هذه النقطة إلى أوشوايا وهي آخر نقطة في الأرض وتقع في جنوب الأرجنتين، ودامت الرحلات في المجمل 25 ساعة، وتخللت هذه الرحلات فترات راحة قصيرة جداً، بعد ذلك تجمعنا في أقصى بقعة مأهولة في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية وهي مدينة أوشوايا، ووصل عدد المشاركين 65 مشاركا من جميع أنحاء العالم، منهم 5 من الإمارات، كما شارك شخص واحد من مصر، وشخصان من عمان، وبقينا هناك في هذه المدينة 5 أيام قبل الانطلاق، حيث تدربنا على تسلق الجبال، وعلى كيفية ارتداء الملابس الخاصة بالرحلة، وكيفية تحمل الصقيع والبرد وتضيف قائلة: وبعد ذلك انطلقنا على الساعة على الرابعة عصرا بتوقيت المدينة يوم 6 مارس، في رحلة بحرية تمتد لحوالي 1000 ميل بحري، في سفينة من نوع كاسحات الثلج، ودخلنا بحر “ ممر دريك” وهو من أخطر بحار العالم، حيث يرتفع فيه الموج من 10 إلى 20 مترا، وبعد 48 ساعة وصلنا لشبه القارة القطبية، حيث غرسنا علم دولة الإمارات العربية المتحدة وسط الجليد، ورفعنا صورة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله. يوميات القطب تقول دانة الحمادي إن المجموعة نصبت مخيما على أرض القطب المتجمد الجنوبي وباتوا ليلة هناك، إلا أنه اعترضتهم صعوبة كبيرة، وتشرح: لم يكن المبيت هناك كل ليلة سهلا، لأن نسبة الأوكسجين ضعيفة جدا، ويمكن أن يتسبب باختناقات، كما تشير إلى أنها أصيبت بدوار البحر بنسبة عالية خلال الرحلة، وتضيف: لم أكن الوحيدة التي عانت من ذلك، بل أغلب المشاركين أصابهم الدوار، أما أنا فأصبت بازدواج الرؤية، وأصبحنا نتمنى النزول من السفينة على الأرض، وبعد ذلك قمنا نحن المسلمين بأداء الصلاة جماعة، أما عن المكان فكان هادئا جدا، كنا نتأمل ملكوت الله، وعظمة الخالق، وتذكر الحمادي أن المجموعة كانت تتبع تعليمات من العالم البريطاني عن الاقتراب والابتعاد من الحيوانات الموجودة على القطب، لأنها عدوانية، وتشير إلى أنهم قضوا 8 أيام في هذه النقطة، وكانوا يبيتون في السفينة، أما اليوم فيقضونه برفقة العالم سوان، في اكتشاف المناطق ودراستها، بحيث لقنهم العديد من الدروس عن البيئة، وعن الاحتباس الحراري، وعن طبيعة الحياة في هذا المكان، وتشير إلى أنه كانت رحلة علمية واستكشافية مهمة جداً، وتضيف أن الواقع بعيد تماما عما يشاهد في الأفلام الواقعية، حيث كانت تشهد ذوبان الثلوج في البحر، ونعومة الثلوج، أما أعلى قمة جبل صعدتها فهي 300 متر. وتشير الحمادي إلى أن جميع المتخصصين يعلمون أن القطب المتجمد الجنوبي يمثل مقياس ومؤشر التغيرات في الكرة الأرضية لأن هذه المنطقة تستحوذ على ما يقارب 72% من مجموع المياه في الأرض، وأن أي تغير مهما كانت ضآلته أو بعده الجغرافي في هذه البقعة يؤثر بصورة كبيرة في جميع أرجاء الأرض. دروس مستفادة وتشير الحمادي إلى أنها تنوي تدريس ما تعلمته في القطب الجنوبي وتعمل على ذلك بداية من الأسبوع القادم، إلى ذلك تقول: سأقدم دروسا عما تعلمته خلال الرحلة العلمية الاستكشافية في القطب، وسأعمل على ذلك من خلال التنسيق مع جامعة الإمارات، وكلية التقنية في أبوظبي، وكلية الشارقة وجامعة زايد، بحيث يوجد لدي كل الوثائق والصور عن طريق الفيديو، وذلك لأنقل وأضع الطلاب في الصورة، ومن خلال هذا العمل سأشجعهم على الذهاب في مثل هذه الرحلات الاستكشافية العلمية التي تقدم إفادة للشخص وللدولة على حد سواء، بحيث تعلم كيفية ترشيد الطاقة والحفاظ على البيئة، وكذا تعلم الصبر ومجابهة المصاعب وركوب التحديات، أما عنها شخصيا وعما تعلمته تقول الحمادي: تعلمت أن الإنسان يمكنه أن يعيش بأقل الإمكانات وفي كل الظروف مهما كانت قسوتها، بحيث يجب تصحيح مفاهيم كثيرة مغلوطة عندنا، فهناك لا مجال للباس الماركات، ويمكن الاكتفاء بأقل قدر من الطاقة، والملابس والأكل، ومع ذلك يعيش الإنسان سعيداً، وهذه كلها مفاهيم يجب غرسها في ذهن الصغار من 5 إلى 9 سنوات، بحيث يلزم تأسيسهم على احترام البيئة، والحد من الإسراف، لأن العالم يتغير ولا نعلم ما يحمله الغد. وتشير دانة إلى أنها تعلمت من خلال تجربتها قوة التحمل والاكتفاء بالموجود، بحيث بقيت معزولة عن العالم إلى جانب كل المشاركين دون اتصالات هاتفية أو تواصل عن طريق الإنترنت طوال مدة وجودها في القطب الجنوبي. أهداف مستقبلية تشير دانة الحمادي إلى أن الرحلة إلى القارة القطبية الجنوبية، شكلت لها تحديا كبيرا، حيث عانت من البرودة الشديدة رغم ما تعلمته من دروس في تقوية القلب وتحمل البرودة من خلال زيارتها للعديد من البلدان الأوروبية، بحيث تبلغ درجة البرودة حوالي 15 تحت الصفر. وتشير دانة إلى أن العالم البريطاني روبرت سوان أعلن أنه سيقوم بإخراج وتصوير فيلم وثائقي عنها عن رحلتها هذه. كما ستوثق الرحلة تلفزيونياً عدة محطات فضائية عالمية، بالإضافة لذلك فإن دانة الحمادي تنوي إنشاء جمعية تعمل على استقطاب مجموعة من النساء سواء من الإمارات أو المقيمين فيها أو من الخليج يجمعهن اهتمام البيئة وشغف الاستكشاف، وكلهن سيشكلن سفيرات لبلدانهن. وتنصح دانة بركوب هذه التجربة التي تعتبر مردودها كبير جدا علميا واستكشافيا وتربويا وبيئيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©