خيبة أمل!

بالرغم من الخسارة للمرة الثانية على التوالي في مباريات المرحلة الرابعة من تصفيات التأهل لكأس العالم، وبالرغم من فقدان الأبيض 6 نقاط كاملة على أرضه ووسط جمهوره، إلا أن محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة لازالت لديه بواعث أمل على إمكانية أن تعود الأمور للملعب مجددا ويستعيد منتخبنا حظوظه، ولو بعد حين· وبرغم علامات الحزن التي ارتسمت على وجهه بعد مباراة منتخبنا مع الأخضر السعودي أمس الأول والتي خسرها الأبيض بهدفين مقابل هدف، وبرغم تقديره لأحزان الجماهير إلا أن رئيس اتحاد الكرة طالب بإبقاء باب الأمل مفتوحا، مؤكدا أن الخسارة ليست نهاية المطاف وأن المشوار لا زال في أوله، وأن الأبيض ليس بعيدا عن العودة لحسابات المجموعة من جديد شريطة أن تتغير الصورة، وهو أمر ممكن في ظل الفترة الطويلة التي تفصلنا عن الجولة الثالثة من المباريات· وهنأ الرميثي المنتخب السعودي، وأكد أن فريقنا لم يتمكن من الحفاظ على الفوز الذي كان طوع يمينه، ووصف النتيجة التي انتهت بها المباراة بالصدمة، غير أنه أكد أنها ليست نهاية المطاف، وأن الأمل لازال موجودا، مشيرا إلى وجود حوالي 45 يوما قبل المباراة القادمة وهي فرصة لإعادة ترتيب الأوراق· وبادر الرميثي كل المترقبين للسؤال عن ميتسو ومصيره مع الأبيض بالتأكيد على أن المدرب الفرنسي مستمر مع المنتخب، مؤكدا أنه إذا كان البعض قد أرضاهم أداء المنتخب وشكله في فترات كثيرة من المباراة، فعليهم أن يعلموا أن من يدرب هذا الفريق هو ميتسو· وقال الرميثي: ثقتنا كبيرة في ميتسو، وعقده معنا طويل، وحتى لو فكرنا للحظة - وهو أمر مستبعد- في إنهاء العلاقة معه فلن يكون ذلك في لحظة انفعالية عاطفية إثر الخسارة لمباراة، نحن معه في علاقة طيبة وقادنا من قبل إلى إنجازات كثيرة، ونحن لم نخسر بسبب ميتسو، لأننا أضعنا العديد من الفرص، والمدرب الفرنسي ليس مطالبا بتسجيل الأهداف· أضاف رئيس اتحاد الكرة: المنتخب قدم مباراة جيدة أمام الفريق السعودي، وأضاع لاعبونا العديد من الفرص، وكان بإمكاننا أن ننهي الشوط الأول متقدمين بهدفين، وحينها كان الأمر سيختلف كلية، والمحزن في الأمر أن نكون متقدمين ثم نخسر، لكنها عموما كرة القدم وهذا حالها، وهذه مباراة في مشوار طويل من التصفيات· واعترف رئيس اتحاد الكرة بأن الخسارة على أرضنا أمر محزن يستحق الأسف، باعتبار الأرض والجمهور خاصية لم نستفد منها، مشيرا إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد تصحيح بعض الأوضاع وربما الكشف عن بعض الأمور بعد التأكد منها· وعزا الرميثي الخسارة إلى عدم التركيز، مستبعدا أن يكون هناك خطأ فني من المدرب وراء ما حدث، على اعتبار أنه كانت هناك فرص سهلة للتسجيل أتيحت للاعبين ولم تستثمر· وقال إن المنتخب قدم مستوى جيدا، وإن العرض الذي قدمه يعطينا الأمل بإمكانية أن نعود من جديد لحسابات المجموعة، وتساءل: لماذا لا نفوز على كوريا الشمالية والسعودية على أرضهما مثلما فازا علينا ؟ أضاف أنه من الضروري أن نتمسك بالأمل، وأن الفترة المقبلة ستشهد تصحيح الأوراق وإعادة الحسابات، كما أنها سوف تشهد انطلاقة الدوري، وسيشارك فيه لاعبو المنتخب مع أنديتهم، وبالتالي ستكون جاهزيتهم أكبر، إضافة إلى أن لاعبين آخرين سيعودون للفريق، ولم يستبعد ابتعاد لاعبين عن الصفوف من أجل العودة بقوة في المرحلة القادمة· وأعلن الرميثي تحمله المسؤولية كاملة، متمنيا أن يخفف ذلك عن اللاعبين، ومؤكدا أن اتحاد الكرة سيقوم بدوره عندما يرى ذلك واجبا، سواء بإجراء تغييرات في الجهاز الفني أو بعض اللاعبين· وقال رئيس اتحاد الكرة: إذا كانت استقالتنا ستؤهل المنتخب لنهائيات كأس العالم فإننا مستعدون للاستقالة، لكننا لن نفعل ذلك كردة فعل للإعلام أو الجماهير· ورفض الرميثي تبرير الخسارة بضعف اللياقة البدنية، مشيرا إلى أنه من الممكن أن نقول إنهاكا بدنيا، لا ضعفا في اللياقة، وأن المنتخب عاني أكثر من فقدان التركيز في بعض الفترات، ومن بذل الجهد المضاعف، ولاشيء غير ذلك· هوساوي: أتحمل مسؤولية هدف سبيت أبوظبي (الاتحاد) - اعترف المدافع أسامه هوساوي أن هدف سبيت خاطر جاء بخطأ منه، وأنه يتحمل المسؤولية عنه، وأن المنتخب السعودي كان صلباً ولم يشعر باليأس وتمسك بالأمل في الشوط الثاني حتى تحقق له الفوز· وقال: المباراة كانت عصيبة لأنها لا تقبل القسمة على اثنين، والأداء لم يشغل احدا وكل الاهتمام كان منصبا على الفوز وتحقيق النقاط الثلاث، وبالتأكيد هي أبلغ رد على الخسارة في بطولة ''خليجي ''18 على هذا الملعب والخروج من نصف النهائي· فيصل خليل: كيف نتحدث عن اللياقة ونحن في تصفيات كأس عالم أبوظبي (الاتحاد) - كان فيصل خليل مهاجم الأبيض الوحيد من اللاعبين الذي تحدث للإعلام فور الخروج من غرفة خلع الملابس، وأبدى فيصل دهشته وانزعاجه من بعض التعليقات الصادرة وتشير إلى ضعف لياقة الأبيض، حيث أكد أن هذا التفسير غير صحيح، بدليل أن الفريق كان حتى الدقائق الأخيرة للمباراة يبذل جهده في محاولة العودة إليها، وأن اللاعبين أدوا حتى آخر ثانية· وقال: كيف نسأل عن اللياقة ونحن في تصفيات'' كأس عالم'' ، المفروض أن هذه أمور مفروغ منها، ومن غير المعقول أن فريقا وصل لهذه المرحلة من التصفيات يعاني من نقص في هذا الجانب· وعن مباراة الأخضر السعودي قال فيصل خليل: لقد كانت بدايتنا جيدة وقدمنا عرضا قويا، وأحرزنا هدفا، وسارت الأمور لجانبنا فترات طويلة، واستحوذنا على الكرة أكثر، ولكن في الشوط الثاني تغير الأمر بعض الشيء، وأحرز الفريق السعودي هدفين من أخطاء لنا· وأكد انه لايحمل دفاع المنتخب مسؤولية الهدفين، مشيرا إلى أن الدفاع يبدأ من الهجوم وأن ما حدث مسؤولية الجميع وليس خطأ بعينه· وعن طموح الفريق من المرحلة القادمة، وهل ضاعت فرصته في المنافسة على التأهل أكد فيصل أن المنتخب سيؤدي ما عليه، وسيضاعف الجهد، وأن الأمل يبقى قائما مهما كانت نسبته، وقال: بالطبع لن نجلس ولن نلعب تأدية واجب، وإنما سنقاتل حتى آخر مباراة· وأخيرا وعن الحضور الجماهيري في مباراة السعودية قال فيصل: الجماهير لم تقصر، وإنما نحن الذين قصرنا، ونتمنى من الله أن يوفقنا لإسعادهم· وجوه اللاعبين تحدثت وعيونهم بكت عندما سكت الأبيض عن الكلام المباح أبوظبي - ما أقسى الخسارة، حين تحدث تتعقد كل الحسابات، وتمتد سحابة الحزن لتظلل الجميع، لاعبين ومسؤولين ومدربين وجماهير، وإعلاميين· نذهب إلى الملعب نمني النفس بفوز يشعرنا أن جيئتنا ورواحنا وسهرنا وأرقنا لم يذهب سدى، وأن الحلم الذي نراقبه كل يوم، في المران وفي التقسيمة وفي الفندق أوشك أن يكبر، فإذا به يظل كما هو حبيس الصدور، مع خوف من أن يتحول يوما إلى كابوس· نذهب لنعمل فتسد الخسارة نفوسنا عن كل شيء، وحتى لو أردنا يصبح الأمر صعبا في ظل الحالة النفسية التي تصيب اللاعبين فيسكتون عن الكلام المباح، ويفضلون الصمت الرهيب، وإن كانت وجوههم تتحدث، وملامح الحزن أبلغ من كل العبارات· المشهد أمس الأول كان قاسيا، فبمجرد إطلاق صافرة النهاية لمباراة منتخبنا مع الأخضر السعودي دخل لاعبونا إلى غرفة خلع الملابس الخاصة بهم، رافضين الحديث إلى أي وسيلة إعلامية، وفي غرفة الملابس كان المشهد متوقعا، وبرغم عدم السماح لأحد بالدخول إلى اللاعبين، إلا أن ملامح المشهد امتدت إلى خارج الغرفة، صوتا أو علامات واضحة على وجوه اللاعبين بعد خروجهم، فقد انخرط بعض اللاعبين في البكاء، وراح البعض الآخر خاصة الذين لم يشاركوا يهدؤون من روع زملائهم، مؤكدين لهم أنهم لم يقصروا وأن الحظ عاندهم· وجاء دخول محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة إلى غرفة الملابس ليعيد إليها الصمت، فيما تحدث لهم بهدوئه المعتاد، مطالبا إياهم بالخروج من هذه الحالة، ومؤكدا لهم أن الفرصة لازالت قائمة وإن كانت صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وأن من يريد الانتصارات عليه أن يسعى إليها ويبذل غاية جهده من أجلها· وعاد ميتسو من المؤتمر الصحفي المشترك ليفاجأ بأن لاعبيه ما زالوا في غرفة الملابس، فدخل إليهم ، ولكن دون أن يقف أحد على تفاصيل جلسته معهم· وبعد ساعة تقريبا خرج اللاعبون في طابور طويل، رافضين الحديث لأي وسيلة إعلامية، تعلو وجوههم دون استثناء علامات الحزن من الخسارة غير المتوقعة، ولم يتحدث من بينهم للإعلام سوى فيصل خليل مهاجم الأبيض، بينما خرج البقية مسرعين إلى الحافلة التي كانت تنتظرهم خارج الملعب لتقلهم إلى حيث بإمكانهم أن يتكلموا، أن يستعيدوا الأمل من جديد·