الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«جسدي أمانة» تحصن الفتيات ضد التحرش

«جسدي أمانة» تحصن الفتيات ضد التحرش
15 أغسطس 2016 18:27
أشرف جمعة (أبوظبي) «جسدي أمانة» ورشة تثقيفية للأطفال ضمن فعاليات البرنامج الوطني «صيف بلادي» الذي تستمر فعالياته حتى الخامس العشرين من الشهر الجاري، جسدت أساليب الحفاظ على الجسد والتيقظ من أجل الدفاع عن النفس في حالة التحرش الجنسي، الذي قد تتعرض له بعض الفتيات خاصة في السن المبكرة. استندت الورشة إلى الأسلوب القصصي التعليمي والتحذير المباشر من أن يلمس غريب أجزاء معينة من الجسم بالنسبة للبنات، كما أن المرشدة الأسرية دعاء صفوت استخدمت أساليب علمية وشروح توضيحية تفاعلت معها الفتيات وحظيت برضى عدد من أولياء الأمور، وكان السؤال الذي يتردد في جنبات إحدى قاعات مركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في أبوظبي، كيف أحمى جسدي؟ ومن ثم ترفع الكثير من الفتيات أصابعهن من أجل الإجابة عنه وفق آليات الورشة التي استقطبت أعمار من 11إلى 13 عاماً، وحققت أهدافها بجدارة ومن ثم إيصال رسالة توعية للمجتمع. الحفاظ على الجسم حول تفاعل الفتيات مع ورشة «جسدي أمانة»، تقول دعاء صفوت «بدأت الحديث مع عدد من الفتيات اللواتي يشاركن بصفة مستمرة في أنشطة «صيف بلادي عن الأجهزة الموجودة في الجسم مثل «الجهاز الإخراجي والهضمي والدوري والعضلي والتناسلي والعصبي»، وبعد أن تعرفت الفتيات على أجزاء الجسم وأدوارها الحيوية أوضحت لهم سبل الحفاظ على الجسم من خلال بعض الرسوم التوضحية التي تعبر عن الغذاء الصحي والممارسات اليومية، مثل غسل الوجه وممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة التي تجعلهم في حالة من النشاط الذهني والبدني. ولفتت إلى أنها بينت لهن طبيعة مرحلة البلوغ عند الفتاة، التي تنتقل فيها من مرحلة الطفولة إلى الشباب والتغيرات الجسمية والنفسية التي تحدث خلالها، وضرورة فهم الفتيات هذه المرحلة ، ثم انتقلت بعد ذلك إلى التوعية ضد التحرش الجنسي، موضحة أنها عرفت الفتيات ماذا يفعلن في حالة التعرض لهذا الأمر من خلال كلمات لا تلمسني، الصراخ بصوت عال، والاستنجاد بالآخرين، ومن ثم إبلاغ الأب والأم فوراً من دون خوف أو حرج. كما عززت الورشة ثقة البنات بأنفسهن وأكدت أن الأم والأب قادران على حماية الأبناء، وأهمية دور المعلمة المدرسية في توعية الفتيات. وعكست الفتيات اللواتي شاركن في الورشة كثيرا من الوعي عبر رفضهن التحرش وأنه لا يمكنهن الجلوس أو يعطين الأمان إلى شخص غريب، وأنهن مسؤولات عن جسدهن، وقادرات على الدفاع عنه، بحيث لا يسمحن لأحد بلمس أعضاء الجسد حتى وإن كان من الأقرباء. خط أحمر من بين الفتيات اللواتي شاركن في ورشة «جسدي أمانة » الطفلة شيماء رفعت (12 سنة)، وتذكر أن جسد الفتاة خط أحمر ممنوع الاقتراب منه، وأنها استفادت من الورشة كثيراً وقررت بعدها ألا تلعب مع الأولاد أو بنات أكبر منها سناً دون إشراف من المعلمين أو الوالدين، مشيرة إلى أن مثل هذه الورش تقدم نوعاً من التوعية المبنية على أساليب علمية وبشكل بسيط، لذا فالجميع استفاد وأدرك أهمية أن تحافظ الفتاة على جسدها وتفهم هذا الموضوع الشائك والحساس جداً. وترى وئام عبدالمنعم (11 سنة)، أن المكاسب التي حصلت عليها من خلال المشاركة في هذه الورشة كثيرة جداً، وتعلمت ألا تخرج مع السائق بمفردها وأنها يجب ألا تنام مع الخادمة في أي يوم من الأيام في سرير واحد، كما أنها أصرت على أن تحفظ رقم هاتف أبيها وأمها عن ظهر قلب، وتبين أن المحاضرة استخدمت طريقة شدت انتباه جميع الفتيات، وذلك باستخدام صور عبر شاشة عرض كبيرة، مع سرد حكايات تعليمية من شأنها أن ترسخ في الذهن أساليب الدفاع عن النفس في حالة تعرض الفتاة إلى التحرش من أي شخص. سلامة الأبناء يؤمن إمام ذهل، أحد أولياء الأمور، بأهمية الورشة، وأنه شعر بسعادة غامرة عندما عادت طفلته البالغة من العمر 13 سنة، وهي ممتلئة بالنشاط والحيوية وتصر على أن تشرح لوالدتها ما اكتسبته في هذه الورشة، وقال «هذا التصرف جعلني أومن بأن تناول موضوع التحرش الجنسي ضد الأطفال بأسلوب علمي يساعد على تنمية الوعي لدى هذه الفئة التي لا تدرك أفكار وأساليب المتربص بها ويشير إلى أن التوعية عامل مهم من أجل سلامة الأبناء وتربيتهم من دون مشكلات نفسية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©