الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أربعاء أيوب» مناسبة بدوية مصرية لطلب الشفاء والذرية

«أربعاء أيوب» مناسبة بدوية مصرية لطلب الشفاء والذرية
21 ابريل 2011 20:17
«أربعاء أيوب» قصة تحولت إلى تراث ومناسبة سنوية يجتمع خلالها فريق من المصريين للاحتفال بذكرى تلك المعجزة التي مرت بنبي الله أيوب قبالة شاطئ النخيل بمدينة العريش على ساحل البحر المتوسط لحظة غروب الشمس. وتحظى أربعاء أيوب بشعبية بين السائحين الذين يرغبون بمشاهدة الطقوس الاحتفالية وتوثيقها في صور وأفلام. تقول القصة إن أيوب -عليه السلام- حينما ابتلي بالعديد من الأمراض، وظل عليلاً لنحو أربعين عاما متواصلة حملته زوجته «ناعسة» وتنقلت به بين مدن شاطئ البحر المتوسط بحثا عن علاج، وفي مسيرتها وصلت إلى شاطئ النخيل بمدينة العريش بسيناء فتركت زوجها بالقرب من مياه البحر، وذهبت لتشتري طعاما فإذا بأيوب يدعو ربه أن يشفيه من أمراضه وجروحه فأمره الله بالنزول إلى ماء البحر للاغتسال كدواء ففعل وخرج منه سليماً معافى. مظاهر الاحتفال سنوات كثيرة مرت ولا يزال آلاف من المصريين وغالبيتهم من أهالي شبه جزيرة سيناء والمحافظات القريبة منها يحرصون على إحياء تلك المناسبة بالتردد على شاطئ البحر والاستحمام بملابسهم في ذلك اليوم، وهم يدعون الله بمغفرة الذنوب وإزاحة الغم والهم والشفاء من الأمراض لاسيما المرتبط منها بالعقم. ويقول قدري الكاشف، مدير السياحة والآثار بمحافظة شمال سيناء والباحث في التراث السيناوي إن الاحتفال بتلك المناسبة جزء من التراث البدوي لأهل سيناء حيث تعاقبت أجيال كثيرة على الاحتفال، وما يزال أبناء الجيل الحالي يحرصون عليه والأمر لا يقتصر على شاطئ العريش، وإنما يمتد بطول ساحل سيناء على البحر المتوسط فيقدم أهالي مدن رفح ونخل والمساعيد والشيخ زويد على النزول إلى البحر والدعاء إلى الله. ويضيف أن مظاهر الاحتفال الحالية تختلف عما كان يحدث قبل سنوات حيث كان الناس يحتفلون لثلاثة أيام متصلة لاسيما البدو منهم ممن يفدون من كافة قبائل ومدن سيناء المختلفة؛ فينصبون خيامهم ويقيمون الزينات ويتسابقون على إبراز مقدرة كل منهم في ركوب الخيل والهجن، كما كانوا يحرصون على التقرب إلى الله بذبح ما تيسر من الماشية والتصدق بلحومها على الفقراء، ويتولى رب الأسرة إلقاء الجلود والرؤوس والأرجل في البحر بنفسه وهو يردد «هذا عشاك يا بحر» وبعدها يدعو الله بحاجته لاسيما المتعلق منها بالشفاء من الأمراض، وهذا الطقس تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة وبات الأمر يقتصر على الاستحمام والدعاء إلى الله». حركة السياحة يؤكد الكاشف أن جميع الأجهزة المعنية بالعريش تتخذ التدابير اللازمة لحماية المحتفلين ورعايتهم وتوفير وسائل الإنقاذ من الغرق وأطقم الرعاية الطبية لاسيما وأن الاحتفالية من أبرز المناسبات التي تهتم بها المحافظة لتنشيط حركة السياحة ولأنها تأتي قبل أسبوع واحد من الاحتفالات السنوية بذكرى تحرير سيناء. الاحتفالية بأربعاء أيوب التي تقام سنويا تمتد منذ نهار الثلاثاء وحتى فجر ليلة الأربعاء الأخير الذي يسبق احتفال المصريين بعيد شم النسيم وتجري وسط أجواء روحانية وتقاليد اجتماعية وحركة تجارية غير عادية يشهدها شاطئ العريش حيث يتسابق كل من له حاجة على الذهاب ونصب الخيام والمبيت مع أسرته. وفي هذا اليوم ينزل الرجال والنساء للاستحمام فينزل الرجال من الصباح وحتى قرب العصر، وتنزل النساء بعد العصر بثيابهن حتى غروب الشمس أو بعده بقليل، ويظل الجميع في حالة ترقب طيلة النهار انتظارا للحظة الغروب وتحديدا حين يصبح قرص الشمس ملامسا لسطح مياه البحر وفي تلك اللحظة يندفع آلاف المتواجدين ويلقون بأنفسهم إلى مياه المتوسط، وتعلو أصواتهم بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى كل حسب حاجته، ويستمرون هكذا لحين اختفاء قرص الشمس تماما، ويعم الظلام المكان فيبدأون بالخروج تباعا من مياه البحر، وإقامة صلاة المغرب ومن بعدها العشاء ثم يعودون إلى بيوتهم. وساعدت حالة الهدوء والسكون لحركة الأمواج في ذلك التوقيت في ترسيخ اعتقاد كثير من العامة بشأن تلك القصة وأنها لحظة مباركة يجاب فيها الدعاء والمشهد لا يخلو من وجود أناس من جنسيات عربية مختلفة يحرصون على زيارة العريش في ذك الوقت من كل عام. فلكلور لافت لا يخلو المشهد من توافد سائحين أجانب يرون فيما يحدث فلكلورا جدير بالمشاهدة، لاسيما أن هناك من يحرص على تعبئة المياه في أوعية لنقلها إلى بيته والاستحمام بها هناك خصوصا السيدات المتزوجات حديثاً. ومن المتزوجين حديثاً من يعتبر عدم المشاركة في تلك المناسبة بمثابة فأل سيئ على مستقبل حياته الزوجية والمقدرة على الإنجاب، ولذا يحرص المتزوجون حديثاً على التردد على شاطئ البحر في ذلك اليوم والسباحة مع زوجاتهم وهم يدعون الله بأن يرزقهم الذرية الصالحة. وإلى جانب الطقس الروحاني في الاحتفالية هناك جانب آخر ترفيهي يتمثل في أن روح المرح لا تغيب عن تلك المناسبة، إذ يبلغ العبث بالماء أقصى درجاته حيث يرش أبناء الأسرة الواحدة بعضهم بعضا بالماء. وهناك جانب آخر يتمثل في نوعية الطعام الذي يحرص المترددون على الشاطئ في ذلك اليوم على تناوله فإلى جانب لحوم الذبائح يحرص المحتفلون على تناول التمور والفواكه كالخوخ واللوز كمظهر من مظاهر الاحتفال، لاسيما أن تلك الأصناف تنتشر في مدينة العريش ويقال إن سيدنا أيوب تناولها عقب شفائه وإنها أطعمة مباركة. كما يكتسي الاحتفال بمناسبة أربعاء أيوب في مدينة العريش بطابع خاص فيميل الرجال في هذه المناسبة إلى الأجواء الروحانية من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، وينصرفون إلى الصلاة والعبادة والتقرب إلى الله. وهناك من الأسر من يحلو لهم إحياء تلك المناسبة في البيوت مع الأقارب والأصدقاء بالولائم في أجواء روحانية تكثر خلالها تلاوة القرآن وذكر الله كما يقبل الأطفال على ارتداء الملابس الجديدة وشراء اللعب من مزامير ودمي ومسدسات مائية وغيرها.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©