الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الثالثة» ليست «ثابتة» يا «محاربين»

«الثالثة» ليست «ثابتة» يا «محاربين»
24 يونيو 2010 23:21
قدم المنتخب الجزائري أفضل عروضه في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، لكنه خرج خالي الوفاض من الدور الأول بنقطة “يتيمة” على غرار مشاركته الأخيرة قبل 24 عاماً في مونديال المكسيك عام 1986، وبالتالي لم يكن تواجده الثالث في العرس العالمي ثابتاً، وبقي حلم بلوغ الدور الثاني معلقاً إلى أجل غير مسمى. غلة المنتخب الجزائري في جنوب أفريقيا لم تكن وفيرة واقتصرت على نقطة واحدة كانت غالية بالتأكيد أمام الإنجليز (صفر- صفر)، لكنها لم تكن كافية لوحدها ليتخطى محاربو الصحراء الدور الأول للمرة الأولى في تاريخهم ويكرروا إنجاز الجار المغرب عام 1986 والسعودية عام 1994 . فشل الجيل الواعد للجزائر في تحقيق حلم طالما راود الجماهير الجزائرية، حلم كاد يتحقق في أول مشاركة في المونديال عام 1982 في إسبانيا بقيادة الجيل الذهبي رابح ماجر ولخضر بلومي وصالح عصاد وقاسي سعيد وغيرهم، لولا “المؤامرة” الألمانية الغربية النمساوية في الجولة الثالثة الأخيرة. لكن شتان بين الجيل الذهبي للثمانينيات والجيل الحالي، ليس في المستوى الفني لأن رجال رابح سعدان بذلوا كل ما في وسعهم في جنوب أفريقيا وقدموا عروضاً مشرفة أخرجتهم مرفوعي الرأس نسبياً، لكن الفارق الوحيد والكبير والذي كانوا في أمس الحاجة إليه هو أسلوب اللعب الهجومي وهز الشباك وتحقيق الانتصارات. رجال محي الدين خالف ومساعده سعدان في ذلك الوقت حققوا فوزين غاليين على ألمانيا الغربية 2-1 وتشيلي 3- 2 وهما الوحيدان للجزائر في العرس العالمي حتى الآن، والأكيد أن المنتخب الحالي لو نجح في تكرار ذلك لكان في الدور الثاني عن جدارة واستحقاق وفي صدارة مجموعته الثالثة أمام الولايات المتحدة وإنجلترا وسلوفينيا. لكن يبدو أن مسلسل انتصارات الجزائر في العرس العالمي توقف عند فوزيه في الزمن الغابر، وإذا كانت الجزائر احتاجت إلى 24 عاماً لتضمن عودتها إلى الساحة العالمية وتحصد الغلة ذاتها لعام 1986 في المكسيك عندما تعادلت مع إيرلندا الشمالية 1-1 وخسرت أمام البرازيل صفر-1 وإسبانيا صفر- 3 فان انتظارها قد يطول في تذوق طعم الفوز مجدداً. خمسة أهداف كانت رصيد الجزائر في مونديال إسبانيا، وهدف واحد في مونديال المكسيك، ولا أهداف في المونديال الحالي: المشكلة واضحة، هناك عقم هجومي فظيع في صفوف ثعالب الصحراء. وهو ما جاء على لسان سعدان عقب مباراة الولايات المتحدة “نحتاج إلى البحث عن الخامة النادرة في خط الهجوم”. وأضاف “هذا درس يجب استخلاص العبر منه، نملك خطي دفاع ووسط قويين، نحتاج إلى الموهبة النادرة في خط الهجوم، يجب البحث عنها لتعزيز صفوف هذا المنتخب الذي ينتظره مستقبل رائع في حال استمر على هذا المستوى”. ووحده سعدان كان يعرف قدرات فريقه في وقت كان فيه الجميع يتوقع ذهاب الجزائريين بعيداً في النهائيات، وقال الشيخ “لنكن صريحين، كنا نعرف إمكانياتنا جيدا مقارنة مع منتخبات المجموعة، لم يكن يجب بالطبع الاعتقاد بحصول معجزة في جنوب أفريقيا بعد غياب 24 عاماً عن المونديال، جئنا هنا للتعلم واكتساب الخبرة التي عانينا منها كثيراً هنا بالإضافة إلى العقم الهجومي”. ويتحمل سعدان مسؤولية كبيرة في الصيام عن التهديف لرجاله، فصحيح أنه لا يملك مهاجمين هدافين، لكن خططه التكتيكية كانت أكثر دفاعاً من الهجوم، وكان سعدان يسير عكس المقولة الشهيرة “أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم”، فاختار “أفضل وسيلة للهجوم هي الدفاع”. وإذا كان الاندفاع الهجومي غائبا في المباراة الأولى أمام سلوفينيا بحكم أنها المباراة الأولى في المونديال وبالتالي الحيطة والحذر مطلوبين فانه دفع الثمن غالياً لأن شباكه استقبلت هدفا من خطأ فادح للحارس فوزي الشاوشي. ولو أنه نهج خطة هجومية لسجل هدفين أو أكثر لأن فريقه كان الأفضل ولما أهدر ثلاث نقاط ثمينة كانت “قاتلة وبمثابة ضربة قاضية لطموحات لاعبيه” بحسب قوله. لعب سعدان بخطة دفاعية أمام إنجلترا بحكم تخوفه من نجومها، وهذا أمر طبيعي أمام منتخب مرشح للمنافسة على اللقب، لكنه في هذه المباراة أيضا دفع ثمن التراجع الدفاعي لأن فريقه أهدر 3 نقاط غالية في ظل المستوى المخيب للإنجليز والذي كان محط انتقادات لاذعة من وسائل الإعلام الإنجليزية. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يتوقع خطة هجومية أمام الولايات المتحدة بحكم أن الجزائر كانت بحاجة إلى الفوز بفارق هدفين حتى تبلغ الدور الثاني، لجأ سعدان إلى التشكيلة التي خسرت أمام سلوفينيا في المباراة الأولى، وباستثناء الفورة الهجومية في الدقائق الأولى وكرة رفيق جبور التي ردتها العارضة وبعض التسديدات البعيدة المدى، فان رجال سعدان تراجعوا مرة أخرى إلى الدفاع فاسحين المجال إلى الولايات المتحدة للضغط بقوة على مرمى رايس وهاب مبولحي الذي لولاه لخرجت الجزائر بهزيمة كبيرة. اشتكى اللاعبون أنفسهم من الخطط التكتيكية لسعدان وفي مقدمتهم مهاجم بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني كريم مطمور لكن على ما يبدو أنه “لا حياة لمن تنادي”. فالمشكلة التهديفية قائمة منذ سنوات طويلة لأن أفضل هداف في تاريخ “ثعالب الصحراء” هو لاعب الوسط السابق عبد الحفيظ تصفاوت برصيد 35 هدفاً فقط. مدافع بورتسموث الإنجليزي نذير بلحاج صرح بعد المباراة “حصلنا على فرص للتسجيل لكننا كالعادة لم نترجمها إلى أهداف، منتخب الجزائر في تحسن مستمر، أتمنى أن نكون حاضرين في المونديال بعد 4 أعوام لنقدم الأفضل ونسجل الأهداف، لدينا الموهبة لذلك”، أمنية يتعين على زملاء بلحاج تحقيقها لفك نحس فشل الجزائر في تسجيل أي هدف في نهائيات كأس العالم منذ أن وقع جمال زيدان هدفاً في مرمى إيرلندا الشمالية عام 1986 في مكسيكو، أي منذ 481 دقيقة، أي أكثر من خمس مباريات متتالية. ولم يسجل المنتخب الجزائري سوى هدف واحد في مبارياته الثماني الأخيرة وكان في مرمى الإمارات ودياً مطلع الشهر الحالي ومن ركلة جزاء لكريم زياني. ولم يزر “محاربو الصحراء” شباك المنتخبات المنافسة لهم منذ ثلاثيتهم في مرمى كوت ديفوار (3-2) في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في أنجولا مطلع العام الحالي حيث خسروا بعدها أمام نيجيريا صفر-1 في مباراة المركز الثالث وأمام صربيا وجمهورية إيرلندا بنتيجة واحدة صفر- 3 وأمام سلوفينيا صفر-1 وتعادلوا مع إنجلترا صفر- صفر قبل أن يخسروا امام الولايات المتحدة صفر-1 . ولا تضم صفوف المنتخب الجزائري قلب هجوم هداف واللاعب الوحيد المخول القيام بهذا الدور هو مهاجم سيينا الإيطالي عبد القادر غزال، لكن الأخير بعيد عن مستواه منذ فترة طويلة حتى أنه لم يسجل أي هدف منذ هزه شباك مرمى رواندا في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى المونديال في 11 أكتوبر 2009 علماً بأن رصيده في 20 مباراة دولية 3 أهداف فقط أولها في مرمى بنين في 11 فبراير 2009 والثاني كان في مرمى مصر عندما فازت الجزائر 3-1 ذهاباً على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة في 7 يونيو 2009. حفل استقبال رئاسي للبعثة بريتوريا (د ب ا) - من المنتظر أن تكون بعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم قد عادت مساء أمس إلى بلادها بعد خروج الفريق من الدور الأول بنهائيات كأس العالم، وسافرت البعثة الجزائرية صباح أمس إلى منطقة سان لامير بمقاطعة كوازولو ناتال مقر إقامتها ومنها إلى الجزائر على متن طائرة خاصة، وصرحت مصادر بالبعثة الجزائرية لوكالة الأنباء الألمانية بأن الرئاسة الجزائرية تعتزم إقامة حفل استقبال على شرف الفريق بعد عودته إلى البلاد. مطمور: مستقبلنا مشرق بريتوريا (د ب ا) - قال كريم مطمور مهاجم بوروسيا مونشجلادباج الألماني إن المنتخب الجزائري أثبت أنه في تحسن كبير وأنه يعرف لعب كرة القدم ومستقبله مشرق خاصة أن متوسط أعمار الفريق لا يتجاوز 25 عاماً. حسن يبدة: لا نلوم إلا أنفسنا بريتوريا (د ب ا) - قال حسن يبدة لاعب خط وسط بورتسموث الإنجليزي “لا نلوم إلا أنفسنا لأننا نحن من فشل في تحقيق التأهل. علينا الآن التفكير في المستقبل”. مجيد بوقرة: قدمنا أداءً جيداً في البطولة بريتوريا (د ب ا) - قال مجيد بوقرة مدافع نادي رينجرز الاسكتلندي إن الجزائر قدمت أداءً جيداً في مونديال جنوب أفريقيا، وطالب الجماهير بالوقوف وراء المنتخب الذي عليه أن يستعد من الآن لنهائيات كأس العالم 2014 . مهدي لحسن: من الصعب الفوز على أميركا بريتوريا (د ب ا) - أشار مهدي لحسن لاعب ريسينج سانتاندر الأسباني إلى أن الجزائر رهنت حظوظها في المرور إلى الدور الثاني بخسارتها للمباراة الأولى أمام سلوفينيا وأنه كان من الصعب الفوز على منتخب قوي كالفريق الأميركي. رفيق حليش: ينقصنا الهداف بريتوريا (د ب ا) - أكد رفيق حليش مدافع ناسيونال ماديرا البرتغالي أن الجزائر أدت مونديال جيد رغم غياب الأهداف والفعالية على مستوى الخط الأمامي. عنتر يحيى: قاتلنا كالأسود بريتوريا (د ب ا) -أكد عنتر يحيى قائد المنتخب الجزائري لكرة القدم أن زملاءه دافعوا كالأسود عن حظوظ الفريق في المباراة التي خسرها أمام نظيره الأميركي بهدف. وقال يحيى مدافع نادي بوخوم الألماني “أتيحت لنا فرص لكننا لم نترجمها إلى أهداف، كنا نود إسعاد جماهيرنا، لقد دافعنا عن حظوظنا كالأسود وقدمنا كل ما نملك، لدينا فريق ينتظره مستقبل واعد، وما علينا إلا العمل أكثر”. مضيفاً “أنا حزين للخسارة والخروج”، وأضاف “المنتخب الأميركي يملك إمكانيات هجومية كبيرة بخلاف خط الدفاع الذي كشف عن بعض النقائص لم ننجح في استغلالها لسوء حظنا”. وأكد يحيى أنه لم يفهم لماذا أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه عند نهاية المباراة، مشيراً إلى أنه لم يرتكب أي خطأ يستحق عليه أن يطرد. سعدان: أديت واجبي كاملاً وخرجنا منذ مباراة سلوفينيا بريتوريا (د ب أ) - قال رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم إن هزيمة فريقه أمام سلوفينيا هي سبب خروجه من الدور الأول بكأس العالم 2010 المقامة حالياً بجنوب أفريقيا. وكان المنتخب الجزائري خسر أمام نظيره السلوفيني صفر-1، ثم تعادل مع إنجلترا سلبياً قبل أن يخسر أمام نظيره الأميركي صفر- 1، لينتهي مشواره في كأس العالم ويخرج من الدور الأول. وقال سعدان في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة “أؤكد أن الخسارة في المباراة الأولى أمام سلوفينيا كانت سببا في خروجنا من المنافسة. اليوم قدمنا كل شيء من أجل الفوز بالمباراة لكن الحظ لم يقف إلى جانبنا. وأضاف “فوجئت بالمردود البدني الهائل الذي قدمه اللاعبون في المباراة وعدم تأثرهم بالارتفاع، لقد لعبوا أفضل مباراة في البطولة وصنعوا العديد من الفرص. كما قدموا كل شيء من أجل الفوز بالمباراة. وأضاف “المهاجمون كانوا تحت الضغط، صنعنا العديد من الفرص الحقيقية للتهديف، كان يمكن أن تنتهي المباراة بالتعادل 2-2 أو 3-3، الحظ كان بجانب المنتخب الأميركي الذي أهنئه على فوزه وأتمنى أن يواصل مشواره في البطولة. وأوضح “اكتسبنا الكثير من الخبرة، والفريق في تحسن مستمر، وسنتحسن أكثر في المستقبل لو نجحنا في الاستمرار على هذا الطريق. وأكد سعدان أنه أشرك اللاعبين الذين يظهرون بأفضل حالاتهم مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن تحدث المعجزة بعد 24 عاماً من الغياب عن المشاركة في المونديال. ورفض سعدان الفصل مجدداً في مستقبله مؤكداً بأنه اتخذ قراره وسيبلغه لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي سيجتمع به في الأيام القليلة المقبلة مضيفاً أن الكثير تمنوا ذهابه منذ مدة. وأكد أن المنتخبات الأفريقية في الطريق الصحيح لأنها تملك مؤهلات فردية كبيرة وهي بحاجة إلى الانضباط والاستقرار على مستوى الأجهزة الفنية. كريم زياني: أضعنا فرصة التأهل بريتوريا (د ب ا) اعتبر كريم زياني لاعب خط وسط فولفسبورج الألماني أن المنتخب الجزائري أضاع على نفسه فرصة التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم لكرة القدم لأنه كان مطالباً بالفوز على أميركا في مباراة الجولة الأخيرة من الدور الأول وهو ما لم يستطع فعله، مشيراً إلى أن المشاركة في المونديال أكسبت اللاعبين الخبرة وسمحت لهم بتقديم صورة جميلة عن كرة القدم الجزائرية.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©