الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أساسية لإبراز جمالية المكان وإخفاء عيوبه

أساسية لإبراز جمالية المكان وإخفاء عيوبه
23 نوفمبر 2009 23:50
بما أن لكل غرفة نافذتها فإن لكل نافذة ستارة تليق بها، ومن البديهي أن يكون توافق شكل هذه الستارة مع التصميم العام للديكور شرطا مهما في عالم التصميم الداخلي، فالستائر هي أحد أهم عناصر الغرفة وقد تكون في كثير من الأحيان العمل الفني المميز والملفت في تصميم هذه الغرفة، فهو ثوب النافذة الذي يسترها ويزينها بالأقمشة المزخرفة أو المطرزة أو المصممة بطرق فنية ساحرة، لذلك كان اختيار الستارة المناسبة لتصميم الغرفة وألوانها نقطة مهمة، وقد تكون صعبة لدى البعض لإدراكهم مدى تأثيرها على الديكور، وأي خطأ عند اختيار الستائر سيؤدي بالتأكيد إلى غرفة غير متناسقة، لذلك كان لجوء البعض إلى مصممي الديكور لاستشارتهم في هذه النقطة بالتحديد أمرا لابد منه. يقول مصمم الديكور الإماراتي سلطان أحمد السعيدي عن الأسباب التي تدفع الكثير لاستشارة مصممي الديكور في ما يتعلق بالستائر: "تحتل الستارة جزءاً كبيراً من تفكير مصمم الديكور عند تخطيط أي غرفة، فالستارة المناسبة كفيلة في أن توضح أبعاد التصميم والخط المعتمد في الغرفة، لذلك فإن من يدرك أهمية هذا العنصر عادة ما يسأل عن أنواع الأقمشة المناسبة لغرفته ونوع طراز الستارة، ومنهم من يطلب فكرة جديدة للستارة أو لديه تصور ما ولكنه لا يستطيع تنفيذه فيتجه فورا إلى مصمم الديكور الذي سيساعده بخبرته والإمكانات المتاحة لديه في الوصول إلى تصميم يرضيه ويليق بالغرفة، فالستائر بالنسبة لي هي من أساسيات التصميم الداخلي وليس مكملا له". حلول الستائر نعلم بأن الستائر وضعت لتوفر الخصوصية لأفراد الأسرة أو لتحجب أشعة الشمس عن الغرفة، ويكون هذا الحجب عادة قابلا للتحكم، نظرا لأن غالبية الستائر لها عدة طبقات منوعة من الأقمشة تساعد في التحكم بكمية الضوء الداخلة إلى الغرفة، وهذه الطبقات تعطي لمصمم الديكور فرصة عظيمة ليبدع ويشكل تصاميم متنوعة لستائر باستغلال هذه الطبقات والتنويع في لون ونوع وحجم الأقمشة للستارة الواحدة، مع مراعاة حجم النافذة وطبيعة تصميم الغرفة وبالتأكيد تناسق الألوان هي من الشروط المهمة التي تحقق الانسجام لشكل العام، يقول السعيدي في هذا الخصوص: "من الجوانب التي يجب تحقيقها عند تصميم الستائر هو أن تحل مشاكل أو أن تبرز جماليات كل من الغرفة ونوافذها، وعادة ما يحدد شكل النافذة نوع التصميم، فمثلا إذا ما كانت النوافذ صغيرة جدا مقارنة لحجم الغرفة فهنا يجب أن يعمل المصمم على تصميم ستائر تعطي إحساسا وهميا بكبر النافذة، فيقوم بتعريض حجم الستارة بحيث تغطي الطبقة السميكة من القماش الجدران المحيطة بالنافذة، في حين نضع طبقة ناعمة وبألوان فاتحة على النافذة، إما إذا كانت النوافذ عريضة أو متعددة والغرفة مليئة بالأثاث الفخم والمتكلف فإني أفضل أن تغطي ستارة واحدة النوافذ كلها بقطعة واحدة خالية من أي تصميم على أن يكون القماش مزخرف ومن نوعية تعكس فخامة الغرفة بطريقة راقية كالحرير أو المخمل". أنواع الستائر من المعروف أن مكونات غرف المنزل تختلف باختلاف استخداماتها، وعليه تختلف نوعية الستائر الموجودة، فيقول السعيدي: "لا يمكن استخدام نفس نوعية الستائر في كل أرجاء البيت، فغرف الأطفال مثلا يفضل أن تكون ستائرها من قطعة واحدة خالية من التصاميم الكلاسيكية ولكن عادة ما تكون قطعة القماش مليئة بالألوان والرسومات ومن خامة جيدة مثل القطن قابلة للغسل، في حين تكون ستائر غرف الجلوس أو استقبال الضيوف من أقمشة فخمة وتصاميمها مبتكرة وعادة ما تكون كلاسيكية بحسب ديكور الغرفة، أما في المطبخ فيفضل وضع الستائر الرومانية المصنوعة من الخشب أو المعدن ويجب تجنب الأنواع المستخدمة من البلاستيك فهي لن تتحمل حرارة المطبخ ومكانها الأنسب هو الحمام لأنها تتحمل الرطوبة جيدا، وغرف نوم الراشدين يناسبها أيضا الستائر الرومانية المصنوعة من الأقمشة السميكة التي تحجب أشعة الشمس بكفاءة" عالم التصميم الداخلي هو عبارة عن تجسيد لأحاسيس الإنسان اتجاه الألوان والأشكال، لذلك فهو ذوق وفن وليس له ضوابط أو خطوط محددة، والمصمم هو من يسعى لفهم أذواق الناس ويحلل شخصياتهم وميولهم ويدرسهم بشكل كلي ليتوصل إلى ما يتطلعون إليه، لذلك فإن أي عمل أقوم به يمثل ذوق الزبون بطريقة ترضي ذوقي. الاطلاع على ثقافات العالم ضروري لنجاح مصمم الديكور مصطفى عبدو: تعدد الثقافات ساهم في تنوع التصميم الداخلي في الإمارات دبي (الاتحاد) - تتميز دولتنا بتعدد الثقافات الناتج عن الأعداد الكبيرة من المقيمين في الدولة، والذين ينتمون إلى جنسيات متعددة تفوق الثمانين جنسية، ومن المنطقي أن ينتج عن التنوع الثقافي تنوع في أسلوب الحياة اليومية للأفراد المقيمين، الأمر الذي أثر بدوره في عالم التصميم الداخلي لدينا مما جعل نماذج وأشكال التصاميم المتنوعة في العالم تشهد إقبالا من مختلف السكان الذين يبحثون عن ما يربطهم بموطنهم وليس هناك أفضل من الديكور الذي يمنحهم هذا الإحساس، فتجد البيت هو الوطن لهؤلاء الأشخاص حيث تجد كل ما اعتادوا عليه حاضرا وبقوة، ففي الإمارات يعبر البيت عن هوية صاحبة بشكل كبير، وهذا ما يؤكده لنا مصمم الديكور مصطفى عبدو الذي سمحت خبرته التي كونَّها في دبي أن يمتلك فكرة عامة عن التنوع الكبير الذي يشهده عالم الديكور في مدينة تضم اكبر قدر من الثقافات، فيقول: "الإمارات لها وضعها الخاص في ما يتعلق بالتصميم الداخلي، فنظرا لتنوع الأذواق الناتج عن تعدد الجنسيات المقيمة تجد رغبات الأشخاص متفاوته مما يضع مصمم الديكور في تحد مستمر مع نفسه، ليبرز قدراته ودرايته عن خطوط التصميم الداخلي لثقافات العالم، لذلك فإن مصممي الديكور هنا بحاجة مستمرة إلى تطوير مهاراتهم والاطلاع بشكل مستمر عن المستجدات في عالم الديكور بشكل عالمي وليس محلي فنحن في بلد يمكنني أن أقول انه يجمع سكان العالم فيه". الإنسان والديكور ارتبط علم التصميم الداخلي بالحضارات وثقافاتها وعاداتها، فيمكنك من خلال الديكور التعرف على طبيعة البيئة والمستوى الثقافي والاجتماعي وحتى الديانة، فالعديد من الثقافات تحرص على إبراز معتقداتها عند تصميم الديكور، لذلك لا يمكن فصل الإنسان عن الديكور فهو بحاجة إلى تصميم مساحته الخاصة بالطريقة التي تريحه وتعجبه سواء في البيت أو حتى العمل مثلما يقول المصمم مصطفى عبدو: "كلنا مرتبطون بالديكور بشكل من الأشكال، فترانا نهم لتنسيق وترتيب مكتبنا الخاص في العمل بطريقة قد تبرز هوياتنا أو جانب من جوانب شخصياتنا، وإن لم نكن ملمين بأصول التصميم الداخلي، ويتفاوت أسلوبنا في تنسيق المكتب بحسب ثقافاتنا، فالشخص الأفريقي سينسق مكتبه بطريقه تختلف عن الأوروبي أو الهندي أو العربي، فكل واحد من هؤلاء سيجد نفسه يعبر عن شخصيته من دون وعيه، لذلك لا يمكن فصل الإنسان عن الديكور فهو يعبر عنا ويعكس أسلوب حياتنا ويؤثر في راحتنا". تنوع الأذواق كون التطور المعماري السريع في دولتنا حاجة ملحة إلى التصميم الداخلي الذي يواكب هذا التطور، ووضع التنوع في التركيبة السكانية مصممي الديكور أمام واقع إبراز موهبته وصقلها، وتجديد معلوماته حول كل ما استجد في عالم التصميم الداخلي في العالم، والقصد في العالم هنا هو حضارات وثقافات وذوق شعوب العالم في ما يتعلق بالديكور، يقول المصمم عبدو: "عادة ما يكون التفاوت بين أذواق أفراد المجتمع ضئيلا جدا نظرا لتجانس أفراده لذلك يعتاد مصمم الديكور على خط معين في التصميم واتجاهات محدودة، أما هنا فمصمم الديكور عليه أن يلبي رغبات زبائنه الذين هم من جنسيات مختلفة، لذلك على مصمم الديكور الناجح والذي يسعى لإرضاء زبائنه بالطريقة المثالية ويسعى لتحقيق سمعة طيبة عن عمله عليه أن يكون مطلعا على ثقافة الزبون ومن أي بلد هو وما هو أسلوبهم العام في التصميم الداخلي وهل يتقبل الأنماط المختلفة لتصميم الداخلي كالتصميم العربي أو المحلي أو لا يمكنه تقبل أي أفكار جديدة بالنسبة له، لذلك يصعب تشكيل صورة معينة عن الذوق العام لسكان، فكل ثقافة تتعدد أذواقها فما بالك حين تتعدد الثقافات نفسها". الخصوصية لا يجد مصممو الديكور أي صعوبة في التعامل مع الألوان فيما يخص اختلاف الثقافات مقارنة بالصعوبة التي قد تواجههم عند التصميم الداخلي للتفاصيل الأخرى، مثلما يوضح عبدو في هذا الموضوع: "تعبر الألوان عن شخصية كل فرد وفي كل ثقافة شخصيات متعددة، إلا أن هناك بعض الثقافات التي تحرص على استخدام الألوان بكثرة في المفروشات والاكسسوارات المزخرفة بنقوش ملونة بالعديد من الألوان في القطعة الواحدة، مثلما هو الحال في التصميم الهندي الذي يتطلب ألواناً عديدة وزخارف ملونة مطرزة أو منحوتة أو مرسومة، فيما عدا هذا لا تشكل الألوان أي مشكلة للمصمم مثل ما قد يشكله تصميم الديكور لجنسيات مختلفة لها ذوقها الخاص، ولطرح نموذج بسيط عما قلته وربما لاحظه العديد منا، عادة ما يكون طبيعة التصميم الداخلي للأوروبيين خالياً من الخصوصية، على خلاف العرب الذي يحرصون على أن تكون أماكن جلوس النساء منفصلة عن الرجال وبالمثل غرف الطعام، ولا يهتم الأوروبيون كثيرا بكبر مساحة الغرف بقدر حرصهم على أن تكون مريحة، في حين يفضل العرب المساحات الكبيرة التي يطغى عليها التصاميم الفخمة، ويبرز هذا الأمر بشكل كبير عند تصميم المداخل والذي تحرص كل الثقافات على أن تبدو بالمظهر الفخم والأنيق، مع تفاوت لكل ثقافة عن الأخرى في طريقة التصميم فالمدخل عند الأوروبيين يعبر بشكل كبير عن هوية صاحب المنزل وأفراد عائلته وموطنه، فتجده يضع صورته وصورة لمدينته مثلا، في حين يحرص العربي على أن يعرض الفخامة والتكلفة العالية لمقتنياته على جميع المداخل فهناك مدخل رئيسي ومدخل لرجال ومدخل لنساء، الأمر الذي نادرا ما قد نجده عند تصميمنا للجنسيات الأخرى، هذا إلى جانب أن نسبة كبيرة من بيوت المواطنين تتميز بالتصاميم الفنية والزخرفة والأثاث الكلاسيكي والاكسسوارات الباهظة الأمر الذي قد لا نجده كثيرا في بيوت المقيمين الذين يحرصون على البساطة والراحة". تأثير متبادل قد يقال عنا إننا متأثرون بالغرب وسريعو الانبهار بأسلوبهم وذوقهم، ولكن فيما يخص الديكور يؤكد المصمم عبدو إن المقيمين تأثروا بدورهم بالذوق المحلي في التصميم الداخلي والخارجي أيضا، ويوضح: "العديد من المقيمين، وبالذات الأوروبيين، انبهروا بأسلوب التصميم الداخلي المحلي الذي يوفر الخصوصية لأفراد الأسرة وزوارهم، فمنهم من سعى إلى تنفيذ هذا الأسلوب في مسكنه هنا، كما وتجده يحاكي هذه التصاميم أيضا عند عوته إلى موطنه، وبالعكس فالعديد من العرب باتوا يتأثرون في التصميم الغربي المعاصر، فمثلا عند تصميم المكاتب عادة ما يحرص العربي أن ينطق كل جزء في مكتبه عن الفخامة والرقي والتحف واللوح الثمينة، بعكس مكاتب الأجانب الذين يفضلون التصميم البسيط والفنون العصرية الغريبة، ولكن مؤخرا تجد الكثير من مكاتب العرب تميل إلى العصرية، في حين توجهت مكاتب الأجانب إلى الفخامة الكلاسيكية"
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©