السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المزارعون الإيرانيون يواجهون موجة جفاف كارثية

المزارعون الإيرانيون يواجهون موجة جفاف كارثية
12 سبتمبر 2008 00:17
يقف محمد قولي عشيري أمام أحواضه التي كانت تنتج عشرين طناً من سمك الترويت في السنة في محافظة فارس الريفية الايرانية وقد جفت مياهها تماماً في ظل موجة الجفاف الكارثية التي تضرب جنوب البلاد· ويشكو عشيري (46 عاماً) ''ليس لدينا لتر ماء واحد، ولا حتى للشرب''· ومحافظة فارس الزراعية البالغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة والتي يشكل القمح محصولها الرئيسي، من المناطق الايرانية الـ 14 التي ضربها الجفاف بصورة مباشرة· وكان مستوى الأمطار هذه السنة فيها أقل بـ 68% من مستواها العام الماضي· وحيال هذا الوضع الكارثي، دعا آية الله محيي الدين حائري شيرازي امام صلاة الجمعة في شيراز المصلين الى صلاة استسقاء· ويقدر المكتب المحلي لوزارة الزراعة كلفة الجفاف بملياري دولار حتى يوليو· وقال منصور راشدي خبير الوزارة في المحافظة ''المشكلة انه لن يكون هناك ماء في الخريف لبدء الموسم الزراعي المقبل''· وتابع ''لن تكون المياه الجوفية متوافرة في المستقبل القريب· سنشهد مستوى المياه الاكثر انخفاضاً في تاريخنا لاننا استخدمنا كامل احتياطاتنا''· وأعلنت الحكومة عن خطة متوسطة الأمد لمكافحة التربة القاحلة، فضلاً عن منح مساعدات فورية لمواجهة الجفاف· ومسألة الجفاف جوهرية بالنسبة لسكان مدينة اقليد البالغ عددهم مئة الف نسمة والذين يستمدون من المحاصيل الزراعية وتربية المواشي 85% من مداخليهم· واضطر فرج بازجوشا هذه السنة الى إهمال أرضه البالغ مساحتها سبعة هكتارات والتي كان يزرعها بالقمح· وأوضح المزارع البالغ من العمر 47 عاماً ''كل هكتار ينتج ثمانية الى تسعة أطنان من القمح في السنة· هذه السنة ليس لدينا أي شيء''· وبعدما حققت إيران الاكتفاء الذاتي بالقمح، ستضطر الى استيراد خمسة ملايين طن منه العام المقبل· وللمرة الأولى منذ 27 عاماً اضطرت الجمهورية الإسلامية الى شراء ما يزيد عن مليون طن من القمح هذا الصيف من الولايات المتحدة، على ما أعلنت وزارة الزراعة الأميركية· غير أن طهران نفت ذلك· وتنعكس هذه الكارثة الطبيعية على الوضع المالي للمزارعين الذين يحصلون على البذور والعلف والمعدات بموجب اعتمادات· وبدون محاصيل، تتبخر آمالهم في الحصول على قروض جديدة· وقال بازجوشا: ''كنت اتزود بكل ما احتاجه من المتاجر، لكنه لم يعد بوسعي الحصول على اي شيء بدون مداخيل''· ويعمل البدو في تربية المواشي في هذه المحافظة حيث يقتادون 1,2 مليون رأس ماشية الى المراعي كل سنة في الشتاء والصيف، غير أن الجفاف قضى هذه السنة على المراعي· ويقول اواز بيكار احد البدو الذين يسكنون سهل اقليد القريب انه لن يتمكن من تسمين خرافه واضاف مبدياً قلقه على أولاده الستة ''سنموت من الجوع''· واوضح شهروخ شاكري وهو خبير آخر يعمل لحساب الوزارة أن أصحاب قطعان البقر والماعز يضطرون الى قتل مواشيهم، مما يساهم في هبوط الأسعار· كذلك تعاني الأشجار المثمرة من هذا الجفاف الذي يعتبر الأشد قسوة خلال العقد الجاري· وتنتج اقليد فضلاً عن الفاصوليا والحبوب، التفاح واللوز والعنب والجوز وغيرها من المكسرات المجففة وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية 16 الف هكتار· وقال علي آغا ميرطالبي المسؤول في مكتب اقليد الزراعي ''كانت كمية الأمطار والثلوج التي هطلت قليلة· حوالي الفي هكتار لا تصلها كمية كافية من الماء والبساتين تتلف''· ونظمت السلطات عمليات توزيع مياه بواسطة شاحنات صهاريج غير أنها لا تكفي لسد حاجات منطقة جف عشرة من انهارها الـ11 وينعكس هذا الجفاف على المدن ايضاً حيث تقنن الكهرباء بسبب نقص المياه في سدود توليد التيار.
المصدر: اقليد-إيران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©