الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجامعة العربية تتوسط بين القاهرة والجزائر

23 نوفمبر 2009 02:12
كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن اتصالات مع مصر والجزائر والسودان للإحاطة بما سماها الفتنة الناجمة عن المباراة التي أقيمت الأربعاء الماضي في الخرطوم بين منتخبي مصر والجزائر. وشدد موسى على أن القانون يجب أن يطبق على الجميع في البلدان الثلاثة. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك، ذكر موسى أن اللقاء تطرق إلىِ موضوع مباراة مصر والجزائر، وقال “لقد تشاركنا في الضيق مما هو جار حيث أعرب رئيس البرلمان الأوروبي عن دهشته البالغة من التطورات التي حصلت عقب المباراة”. كما قال موسى “كان شيئا مهما أن يشير البرلمان الأوروبي إلى هذا الموضوع، لأنه شيء غريب أن يؤدي إلى المساس بالعلاقة القوية بين مصر والجزائر”. كما أعلن أنه أجرى اتصالات خلال اليومين الأخيرين مع مسؤولين كبار في مصر والجزائر والسودان، وقال “إن الجامعة يجب أن لا تترك هذا الموضوع الخطير دون أن تنهيه فورا حتى لا يختلط الحابل بالنابل وتصبح الأمور بعيدة عن الحدود المعقولة في هذا الإطار”. بدوره قال رئيس البرلمان الأوروبي إن على الجميع الاستمتاع بمشاهدة مباريات وبطولات كرة القدم، وذكر أن التوترات التي تحدث نتيجة هذه المسابقات لا تفيد أي طرف. وأكد الأمين العام للجامعة العربية على عمق العلاقات بين البلدين ، وقال إنها علاقات هامة بين مصر والجزائر وأعمق من كل هذه الأمور، فهي علاقات تتعلق بتصفية الاستعمار ، والمواقف القومية والوطنية والمساعدات المتبادلة، والعزم والتعاون الكبير في العصر الحالي لتحقيق تقدم في المجتمعات العربية ، وأردف قائلا “كل هذا يجب أن لا يضحى به أو أن يتأثر سلبا بهذه الفتنة التي أراها مؤقتة، وخرجت عن كل حد”. الى ذلك استقبل وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط امس عبدالعزيز سيف النصر سفير مصر في الجزائر الذي عاد الى القاهرة مساء امس الاول بعد استدعائه للتشاور. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن السفير عرض على وزير الخارجية تقريرا تفصيليا حول اوضاع المصريين في الجزائر بما في ذلك ملابسات الاعتداءات التي تعرضت لها بعض المؤسسات والشركات المصرية هناك وما تعرض له عدد من المصريين هناك من عمليات تخويف وترويع في اطار تداعيات مباراتي كرة القدم بين مصر والجزائر. واشار المتحدث الى أن السفير تلقى عدة توجيهات في هذا الصدد من وزير الخارجية، مشيرا الى أن أبوالغيط وجه مجددا بتسخير كافة امكانات السفارة للتواصل بشكل مستمر مع اعضاء الجالية المصرية في كافة انحاء الجزائر بهدف معالجة اية مشكلات يتعرضون لها في ضوء ما نتج عن المباراة من تداعيات. من جانبه أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني الحاكم في مصر ان الحكومة المصرية لن تتهاون مع الاحداث المؤسفة التي تعرض لها الجمهور المصري في الخرطوم عقب المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر يوم الاربعاء الماضي. وقال “حقنا لن يذهب سدى وسنستمر في الضغط للحصول على التعويضات عن الخسائر التي حدثت للمنشآت المصرية في الجزائر، وكذلك مطالبة الطرف الجزائري بحماية المصريين المتواجدين هناك”. وقال جمال مبارك “إن مصر دولة كبيرة ولها ثقلها بمواطنيها وشعبها وقياداتها ومؤسساتها”، مشيرا إلى ان شعور المواطنين المصريين خلال اليومين الماضيين كان شعورا قويا ووطنيا وحالة من الغليان ولكن علينا أن نهدأ، واننا على ثقة بأن القيادة السياسية قادرة على اتخاذ المواقف اللازمة في ظل خطوات دقيقة. وأضاف “لو تكرر هذا الأمر لذهبت أنا وشقيقي علاء مرة أخرى لمساندة المنتخب القومي المصري ولقد اتخذنا قرارنا بالذهاب للسودان عقب مباراة القاهرة مباشرة ولم يطرأ في ذهن أي شخص ما حدث بعد المباراة الفاصلة ضد الجمهور المصري” مؤكداً أن هذا الأمر كان منظما. وفي عمان دعا حزب جبهة العمل الإسلامي أبرز أحزاب المعارضة في الأردن أمس إلى “وأد الفتنة” بين مصر والجزائر بعد توتر الأجواء بين البلدين بسبب مواجهة منتخبيهما ضمن تصفيات نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 . وقال محمد البزور مسؤول الملف العربي والإسلامي في الحزب في بيان “نهيب بالرسميين العرب والعاملين في وسائل الإعلام وكل المهتمين أن يبادروا إلى وأد الفتنة بين شعبين قدموا الكثير من التضحيات لأوطانهم وأمتهم”. وأوضح أنه “لمن المؤلم والمحزن والمؤسف والمعيب أن يتم هذا التحشيد الإعلامي والتعبئة غير الصحيحة لدى الجماهير”. وتساءل “لماذا كل هذا التحريض ونحن بأمس الحاجة لكل كلمة وسلوك رشيد وأن لا نصرف أنظار الجمهور عن قضايا رئيسية تمس حياتنا بشكل يومي وتمس مجتمعاتنا”. وأكد أن الرياضة “وجدت لزيادة الاحتكاك الإيجابي والتعارف بين الشباب والشعوب”، وبناء عليه فإن “من المفترض أن تعلي الرياضة قيم التسامح لا أن تذكي الصراعات”. وحمل البزور بعض السياسيين والإعلاميين في الدولتين مسؤولية ما حصل، متهماً جهات لم يسمها “بإذكاء القطرية” في محاولة لإيجاد صراعات “وهمية” تهدف إلى “صرف النظر عن حالة التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعجز عن مواجهة الأعداء الحقيقين”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©