الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نابوكو ··· حصاد النزاع الروسي- الأوكراني

نابوكو ··· حصاد النزاع الروسي- الأوكراني
29 يناير 2009 02:39
يذهب الخبراء إلى أن النزاع الذي اندلع مؤخراً بين روسيا وأوكرانيا وأجج أزمة طاقة حادة في أوروبا قد يُسهم في إعادة الحياة مجدداً إلى مشروع خط أنابيب يرمي إلى فطم الاتحاد الأوروبي عن اعتماده المفرط على الإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي، لكن هؤلاء الخبراء يحذرون في الوقت نفسه من العراقيل العديدة والعقبات الكثيرة التي ستواجه المشروع الطموح والمقدرة كلفته بحوالي 12 مليار دولار، مؤشراً إلى رغبة أوروبية أكيدة في صياغة سياسة موحدة في مجال الطاقة تجنبها الاضطرابات التي تشهدها الأسواق العالمية من جهة، وتحكم جهات بعينها في إمدادات الطاقة· ولإطلاق المشروع تستضيف المجر خلال هذا الأسبوع مؤتمراً يستمر يومين في العاصمة بوخاريست لجمع البلدان المنخرطة في بناء خط الأنابيب حول طاولة واحدة ومناقشة القضايا المرتبطة بالمشروع· وتوضح هذا الأمر ''أماندا أكاكوكا''، المحللة في مركز السياسة الأوروبية ببروكسل قائلة ''لقد تجدد الحديث كثيراً عن مشروع ''نابوكو''، وأعتقد أن ذلك مرده إلى البطء الذي تشهده أوروبا في معالجة القضايا المرتبطة بالطاقة في ظل المشاكل الأخيرة واحتمال قطع الإمدادات''· وتضيف الباحثة أن ''أوروبا أدركت ضرورة التعامل مع الموضوع بجدية أكبر، فرغم الإشارات المشجعة في هذا الاتجاه، فإنه لا بد من رؤية إجراءات ملموسة على أرض الواقع''· فمعروف أن أوروبا تحصل على ربع إمداداتها من الغاز الطبيعي من روسيا ويمر 80% منها عبر الأراضي الأوكرانية، بل هناك دول مثل بلغاريا تعتمد بشكل كلي على شركة ''جازبروم'' الروسية للحصول على الغاز الطبيعي، حيث تُرك مواطنوها يرتجفون برداً بعدما توقفت الإمدادات القادمة من الأراضي الأوكرانية مطلع الشهر الجاري· وقد دفعت هذه الاضطرابات في إمدادات الطاقة دولاً أخرى مثل سلوفاكيا إلى التهديد بإعادة إحياء برامجها النووية التي كانت نشطة خلال فترة الاتحاد السوفييتي· ومن المتوقع في حال استكماله أن ينقل خط ''نابوكو''- الذي يمتد على مسافة 2050 ميلا- الغاز الطبيعي من منطقة قزوين والشرق الأوسط الغنيتين بموارد الطاقة إلى الأسواق الأوروبية مروراً عبر تركيا وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا، وذلك بعد ثلاث سنوات من انتهاء العمل في المشروع المقرر انطلاقه عام ·2010 ويقول المسؤولون المشرفون على المشروع إن النزاع الأخير بين روسيا وأوكرانيا حول نقل الغاز الطبيعي أعطى دفعة قوية لخط أنابيب ''نابوكو''، وهو ما يؤكده ''رينهارد ميتسيك''، المدير التنفيذي للمشروع قائلاً ''لقد أظهرت الأزمة ضرورة تنويع مصادر الطاقة والطرق التي تسلكها، وذلك لضمان الاستقرار في الإمدادات ووصول الغاز الطبيعي بكميات وفيرة إلى السوق الأوروبية''· وفي الإطار نفسه صرح رئيس المفوضية الأوروبية ''خوسيه مانويل باروسو'' قائلاً ''إن الرسالة التي سأحملها معي إلى اجتماع المجلس الأوروبي في شهر مارس القادم هي أننا علينا التحلي بالجدية التامة في تنويع استثماراتنا في مجال الطاقة حفاظاً على مستقبل الأمن الأوروبي''· لكن مع ذلك يحذر المراقبون من أن المشروع تقف دونه العديد من العقبات أهمها الجهة التي ستملأ خط الأنابيب وتزوده بالغاز الطبيعي المفترض نقله إلى أوروبا، فإلى حد الآن لم تلتزم سوى أذربيجان بتزويد أنبوب النقل بالغاز الطبيعي، ومع ذلك لا تستطيع توفير سوى كمية محدودة من الوقود فيما يظل باقي المزودين المحتملين مثل تركمانستان وإيران عرضة للإشكالات السياسية واللوجيستية· وفي حين تعتبر تركيا مهمة لمرور خط الأنابيب، إلا أن علاقاتها المتوترة أحياناً مع الاتحاد الأوروبي على خلفية سعيها إلى العضوية قد تلقي بظلالها على المشروع، وربما يبقيه رهينة التجاذبات بين الطرفين· ومن العراقيل الأخرى التي تواجه ''نابوكو'' التدخل الروسي الذي يطرح اقتراحاً آخر على الأوروبيين يدعو إلى تنويع الطرق وليس مصدر الطاقة من خلال مد خط أنابيب ينقل الغاز الروسي عبر البحر الأسود مروراً ببلغاريا· ويقول ''بولانت علي رضا'' من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية بواشنطن: ''ما لدينا لحد الساعة هو مجموعة من النظريات والتوافقات، إلا أن المشروع مازال يواجه العديد من العقبات''· ويتخوف بعض المحللين من أن الانخراط في إقامة خط أنابيب ''نابوكو'' يرسخ الاعتقاد لدى الأوروبيين بأنه المخرج الوحيد أمامهم لمواجهة مشكلة الطاقة، والحال أن ذلك يعيق نقل النقاش إلى مستوى أعلى، لا سيما فيما يتعلق بمصادر الطاقة نفسها وطرق تأمينها، وهو ما يؤكده ''أندرو موناجان''، مستشار الأبحاث في حلف شمال الأطلسي قائلا ''إن الاكتفاء بمد خط للأنابيب يمر بمنطقة ما ليس حلاً استراتيجياً بقدر ما هو قضية إقليمية''· إيجال شلايفير-إسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©