الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحرب «الطائفية» تهـدد اليمـن

الحرب «الطائفية» تهـدد اليمـن
24 يونيو 2017 05:13
حسن أنور (أبوظبي) بدت تلوح في الأفق مؤامرة جديدة تهدف إلى نشر الاقتتال الطائفي في اليمن، على أمل إدخال البلاد في آتون جديد من الحروب تخدم وبشكل واضح الأهداف الإيرانية في المنطقة من نشر الفوضى وحالة عدم الاستقرار. وأبطال المؤامرة الجديدة بالطبع هما جماعتا «الحوثي» و«الإخوان» اللتان تحاولان انتهاز كل فرصة مناسبة من أجل إشعال فتيل الاقتتال والحرب بين أبناء الشعب اليمني الواحد. وتفجرت الأمور بشكل واضح خلال اليومين الماضيين عندما أصدر قاضي الحوثيين فتوى بإباحة دم ممثل يمني إخواني، قال الحوثيون إنه أساء متعمَّداً لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال القاضي الحوثي عبدالكريم بن عبدالله الشرعي في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «أفتي بإهدار دم الممثل محمد الأضرعي، وذلك لإساءته المتعمَّدة والمتكررة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتناول كلاً من الإمام علي، كرَّم الله وجهه، وفاطمة بنت محمد، والإمامين الحسن والحسين عليهما سلام الله، وعلى مدى شهر رمضان المبارك تنشر حلقاته الإساءة والفجور في الخصومة». وأثارت تلك الفتوى الحوثية حالة من الجدل في أوساط اليمنيين، حيث انقسم المغردون إلى فريقين، فريق يدين الفتوى الحوثية، وآخر ينتقد ما يصفه بالتحريض الطائفي للفنان الإخواني محمد الأضرعي. وعلى الفور بدأت الآلة الإعلامية لكل من الجماعتين العمل على تحشيد الموالين لكل منهما لرأيه بهدف إحداث انقسام بين الجانبين وإشعال الأمور بصورة تخدم أهداف الأجندة الخارجية والتي ترسمها إيران بإتقان. المعروف أن جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، المتمثلة بحزب التجمع للإصلاح، كانت تثير دائماً الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة دورها في الحرب اليمنية، فتارة يعلن تأييده للقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وتارة أخرى «يفتح صفحة جديدة» مع الحوثيين. فخلال عامين من الحرب الدائرة باليمن بين الشرعية وانقلاب الحوثي، لعبت جماعة الإخوان على الذاكرة القصيرة للناس؛ حيث تلونت أكثر من مرة سعياً فقط لمصالحها الخاصة، دون الالتفات لمطالب الشعب اليمني أو آلاف الضحايا الذين يعانون القتل والتجويع والتعذيب والخطف على يد مليشيات الحوثي وصالح. ورغم ادعاء الإخوان أنهم يقاتلون إلى جانب المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية، فإن الجيش اليمني يكتشف مراراً جثثاً لمقاتلين بحوزتهم هويات حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان قتلوا أثناء القتال في صفوف الحوثيين. كما بدا التحالف بين الحوثيين والإخوان والمخلوع صالح جلياً منذ بدء الأزمة التي تعاني منها اليمن وحتى الآن، واتضح ذلك بعد انقلاب الحوثيين مع حليفهم المخلوع صالح على الشرعية في اليمن عام 2014، حيث كانت المواقع العسكرية التي يسيطر عليها قياديون من الإخوان تسقط بيد الانقلابيين دون قتال، وخاصة تلك المواقع في محافظة عمران شمالي البلاد. أما المؤامرة التي يسعى الإخوان والحوثيون لتفجيرها الآن والمتمثلة في إطلاق الاقتتال الطائفي، فإن توقيتها مهم للطرفين، خاصة بعد الانتصارات الأخيرة التي تحققها قوات الشرعية على حساب الانقلابيين على مختلف الجبهات، ولعل آخرها ما حققه الجيش الوطني من استعادة السيطرة على كل المواقع في جبهة المخدرة غرب محافظة مأرب. وكان الجيش قد شن هجوماً واسعاً على مواقع مليشيا الحوثي في المنطقة وتمكن من التقدم واستعادة كل المواقع في المنطقة، حيث أكدت التقارير أن المعارك أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، فضلاً عن حدوث انهيارات خطيرة في صفوفهم. كما اقترب الجيش من السيطرة على جبل «مرثد» المطل من جهة الشمال على مركز مديرية «صرواح» الخاضعة للحوثيين. ويهدف الجيش اليمني من السيطرة على المخدرة وجبل مرثد لتضييق الخناق على الحوثيين في مركز «صرواح» وقطع خطوط الإمداد عنها، وبالتالي استعادتها، كآخر معاقل الحوثيين الرئيسية في المحافظة. الندم عبّرت قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع صالح، عن ندمهم للتحالف مع الحوثيين، في أعقاب تزايد حالات الاغتيالات والخطف للموالين للحزب من قبل مليشيات الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء. ولقد شهدت الأشهر الأخيرة عمليات اغتيال لعدد من أبرز السياسيين والإعلاميين اليمنيين المعارضين للحوثيين، وآخرهم عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام وأحد أقرباء القيادي المقرب من صالح، ياسر العواضي، الذي اغتيل برصاص عناصر حوثية في حي حزيز المدخل الجنوبي للعاصمة اليمنية صنعاء. وعلى الفور وجه القيادي ياسر العواضي انتقادات حادة لصالح، معتبراً أن ما يحصل لـ «المؤتمريين» جاء نتيجة للتحالف مع المليشيات المتمردة. واتهم العواضي، القيادي الحوثي عبدالولي عامر بقتل الشاب عبدالجليل العواضي، ومحاولة نهب سيارته الخاصة. وهذه ليست المرة الأولى التي تعبر فيها قيادات مؤتمرية عن سخطها حيال التحالف مع الحوثيين، بل وشنت قيادات من بينها الرئيس المخلوع صالح هجوماً على الحوثيين، واتهمتهم بتصفية القيادات المؤتمرية وإقصاء البقية من المناصب الحكومية في صنعاء وبقية المدن الخاضعة لسيطرتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©