تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم نظم اتحاد الكرة أمس بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» وشركة جلفار وبلانت للأدوية الملتقى العلمي الطبي الرياضي الأول تحت عنوان (الجديد في الطب الرياضي) حيث ناقش الملتقى كل ما هو جديد في هذا المجال من أجل الاستفادة منه في المستقبل.
وحضر الافتتاح عبيد سالم الشامسي نائب رئيس الاتحاد والشيخ صقر بن حميد القاسمي رئيس مجلس إدارة شركة بلانت للأدوية ومحمد هزام الظاهري الأمين العام بالوكالة للاتحاد وناصر بن ثعلوب الدرعي مدير مكتب رئيس الاتحاد والدكتور مصطفى الهاشمي رئيس لجنة الطب الرياضي بالاتحاد والدكتور ياسين الزرقيني عضو اللجنة الطبية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إضافة إلى مدراء إدارات الاتحاد وحشد من المهتمين في مجال الطب الرياضي ووسائل الإعلام.
الإدارة المشتركة
وجاءت أولى محاضرات الملتقى تحت عنوان «الإدارة المشتركة بين الأطقم الطبية في المنتخبات الوطنية والأندية» تناول خلالها الدكتور ياسين الزرقيني طريقة توصية (الفيفا) بخصوص التعامل بين أطباء المنتخبات والأندية في حالة حدوث إصابة للاعب المنتخب، وذكر بأن تدخل الاتحاد الدولي يأتي لتقنين العلاقة بين أطباء المنتخبات والأندية.
وأشار إلى أن تدخل (الفيفا) جاء بعد بروز خلافات بين الأندية والمنتخبات وشركات التأمين خاصة في قارة أميركا الجنوبية الأمر الذي استدعى تدخل الاتحاد الدولي من أجل تقنين العلاقة بين مختلف الأطراف، حيث شكل الاتحاد الدولي لجنة في سبتمبر من عام 2012 مكونة من أطباء المنتخبات والأندية في كل قارة بمعدل طبيب من النادي والمنتخب، ومثل القارة الآسيوية طبيب المنتخب الياباني وطبيب نادي الشباب الإماراتي الدكتور مراد الغرايري.
تعامل الأطباء
وتابع: «قدمت اللجنة خلاصة لتنظيم عملية التعامل بين أطباء المنتخبات والأندية بحيث يقوم مدرب المنتخب قبل إعلان القائمة بمنحها لطبيب الفريق بهدف التواصل مع طبيب النادي قبل استدعاء اللاعب من أجل الوقوف على حالته الصحية، وإذ ما حدثت إصابة للاعب أثناء تجمع المنتخب تم وضع خطة للتواصل بين طبيب النادي وطبيب المنتخب لأخذ القرار المناسب حول استمرار علاج اللاعب مع المنتخب أو عودته لمواصلة العلاج في ناديه وذلك حسب الاتفاق الطبي بينهما».
الإصابة الأكثر شيوعاً
وتحدث الدكتور ياسين الزرقيني والدكتور مصطفى الهاشمي عن إصابات العضلات في لعبة كرة القدم، حيث تمت الإشارة إلى أن الإصابة العضلية تُعد الأكثر شيوعاً لدى لاعب كرة القدم، وتستدعي تشخيصا دقيقا وسريعا لوضع البرنامج الأمثل ولتمكين اللاعب المُصاب من الرجوع للملعب في أقرب وقت دون حدوث مضاعفات أو آثار جانبية.
وقدمت الدكتورة ريما الحوسني عضو لجنة الطب الرياضي باتحاد الكرة محاضرة عن «الاحصائيات» أطلعت خلالها الحضور على معدل الإصابات العضلية التي حدثت في موسم 2012 – 2013 بدوري المحترفين بعد أن قدمت ثمانية أندية بيانات بخصوص الإصابات العضلية التي حصلت للاعبين، وأشارت إلى أن موسم 2012 – 2013 شهد 141 إصابة في العضلات، وكانت أكثر الإصابات في العضلة الضامة.
فيما ذكرت الدكتورة ريما الحوسني أن السبب الرئيسي للإصابات العضلية التي حصلت للاعبين كانت بسبب عملية الجري السريع، وبعد إجراء التشخيص تبين أن أكثر النتائج دلت على وجود ارتشاح في أنسجة العضلة.
وبالإشارة إلى نسبة خطورة الإصابات العضلية فإن 24% من الإصابات كانت بسيطة واحتاجت أقل من أسبوع للشفاء، فيما كانت نسبة الإصابة المتوسطة 48% وامتدت مرحلة العلاج من أسبوع لأربعة أسابيع، فيما تمثلت نسبة الإصابات الشديدة بـ 24% واحتاجت لأكثر من شهر للعلاج.
تصنيف الإصابات
وشرح الدكتور جين مارسيل فيريت المحاضر المعتمد بـ (الفيفا) والمسؤول الطبي بنادي الهلال السعودي موضوع تصنيف الإصابات حسب الفحص الاكلينيكي سواء هي تمدد عضلي أو تمزق عضلي أو قطع عضلي، مع توضيح درجة الخطورة، وذلك لتحديد طرق وأساليب العلاج المتمثلة في أحدث الوسائل التي توصل إليها طب الأشعة من الموجات الصوتية أو الرنين المغناطيسي.
وقدم الدكتور مراد الغرايري عضو شبكة (الفيفا) الطبية وعضو لجنة الطب الرياضي باتحاد كرة القدم محاضرة عن (العودة إلى الملعب) وذكر أن العودة تتم وفقاً لمعايير طبية محددة تم التوصل إلى صياغتها بناء على العديد من الوسائل والدراسات العلمية الحديثة والتي تهتم بسرعة تجاوب العضلة المصابة مع الوسائل العلاجية وسرعة استرجاع اللياقة البدنية بعد فترة التوقف عن النشاط نتيجة لمتطلب فترة العلاج والتي تتراوح ما بين القليل إلى الكثير حسب خطورة الإصابة.
وأوضح أن هذه المعايير تتمحور حول التحام الإصابة في حال التمزق كمثال وقوة العضلة واسترجاع اللياقة لكي توضح العوامل كيفية العودة إلى الملعب من دون مضاعفات، لكي لا يكون التفكير في طريقة العودة إلى الملعب بسرعة سبباً في معاودة الإصابة نتيجة عدم اكتمال الشفاء. وتحدث الدكتور ياسين الزرقيني والأرجنتيني اليجو بيريز مدرب اللياقة باتحاد الكرة المعتمد من قبل (الفيفا) عن الوقاية وبرنامج 11+، والذي جاء بمساهمة من الاتحاد الدولي بعد أن أوضحت الدراسات أن الإصابات العضلية هي الأكثر انتشاراً لدى لاعبي كرة القدم في العالم، مما دفع الاتحاد الدولي لمقاومة هذه الظاهرة من خلال تطوير برامج وقائية.
تطبيقات عملية
شهدت الفترة المسائية تطبيقات عملية للمحاضرات النظرية حرصاً من القائمين على الملتقى بتقديم الفائدة الكاملة للمشاركين قبل أن تختتم فعاليات الملتقى بكلمة شكر ألقاها الدكتور عبدالله بارون نائب رئيس اللجنة الطبية باتحاد الكرة.
وكان عبيد سالم الشامسي قد افتتح فعاليات الملتقى مرحباً بالحضور، وقال: «يأتي تنظيم الملتقى انطلاقاً من حرص الاتحاد الساعي للوقوف على كافة المستجدات الطبية الرياضية في عالم كرة القدم، والذي بدوره سوف يلعب دوراً في رفع المستويين العلمي والعملي للكوادر الطبية الفنية للأندية والمنتخبات الوطنية مما سينعكس بالإيجاب على أداء اللاعبين والوقاية والحد من الإصابات التي قد تؤثر على أدائهم في حياتهم المهنية».
تطوير اللعبة
وتقدم الشامسي بالشكر إلى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان على دعمه المتواصل للاتحاد واهتمامه الكبير بتطوير كرة القدم في الدولة، وأضاف: «وجود نخبة من كبار المحاضرين من الأطباء والفنيين من (الفيفا) ومن داخل الدولة أيضاً يثري هذا الملتقى بمعرفتهم الطويلة وخبراتهم في مجال الطب الرياضي، كما نتمنى أن تعم الفائدة على جميع المشاركين ويستفيدوا من تلك الخبرات وتطبيقها في حياتهم العلمية والعملية». وتوجه الشامسي بالشكر والتقدير للجنة المنظمة للملتقى ولرئيس وأعضاء لجنة الطب الرياضي بالاتحاد على جهودهم المضنية لتنظيم هذا الحدث الكبير، كما شكر شركة جلفار وبلانت للأدوية والشركات الراعية لهذا الحدث، وتمنى أن يعم الملتقى بالفائدة على الجميع.
حس وطني
بدوره رحب الدكتور ياسين الزرقيني بتعاون اتحاد الكرة مع (الفيفا) في إقامة مثل هذا الملتقى، وتمنى أن تعم الفائدة على جميع الحاضرين، وتقدم بالشكر لاتحاد الكرة على إقامة الملتقى، وشكر الدكتور مصطفى الهاشمي على الجهود المبذولة لإنجاح الملتقى».
وأكد الشيخ صقر بن حميد القاسمي أن شركتيَ جلفار وبلانت للأدوية تشاركان في الملتقى بحس وطني من خلال رعاية الملتقى هذا العام وفي الأعوام المقبلة، وتقدم بالشكر للاتحاد واللجنة الطبية على هذه الفرصة، وتابع: «سنشارك في المناسبات المقبلة بصور أكبر وأكثر».
وأبدى الدكتور مصطفى الهاشمي سعادته بتواجد المحاضرين والمختصين من الاتحاد الدولي في الملتقى، وقال: «يسلط هذا الملتقى الضوء على أحدث المستجدات في عالم الطب الرياضي، وتم تقسيم المحتوى العلمي لمحورين، الأول خاص بالمحاضرات في الفترة الصباحية والتي ستناقش متطلبات الاتحاد الدولي بخصوص التعاون بين أطباء المنتخبات والأندية طبقاً لتوصيات اللجنة الطبية بـ (الفيفا)، كما تمت مناقشة أسباب الإصابات العضلية التي يتعرض لها اللاعبون مع شرح أحدث طرق التشخيص والعلاج وسبل الوقاية من الإصابة».
الفحص الإجباري
وأشار إلى أن الملتقى يركز على متطلبات ومستلزمات الفحص الطبي الإجباري للاعبين قبل ممارسة الرياضة طبقاً لأحدث المعايير التي حدثت مؤخراً من قبل اللجنة الطبية بـ (الفيفا) ومواكبة ما يستخدم في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، على أن يتم الربط بين هذه المواضيع من خلال ورش العمل.
وتقدم الهاشمي بالشكر والتقدير للحضور والمشاركين، كما شكر اتحاد الكرة والشركات الراعية لهذا الحدث وكذلك المحاضرين، متمنياً أن تستفيد أطقمنا الطبية من النتائج التي سيخرج بها الملتقى، مما سينعكس إيجابا على صحة لاعبي ومنتسبي كرة القدم في الإمارات.
وقام عبيد سالم الشامسي ومحمد هزام الظاهري بتكريم اللجنة المنظمة والمحاضرين والرعاة، كما قدم الدكتور ياسين الزرقيني درعاً تذكارية لاتحاد الكرة.
عدد اليوم
