الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المطربون يركبون موجة الغناء الديني للهروب من كساد السوق

المطربون يركبون موجة الغناء الديني للهروب من كساد السوق
24 يونيو 2010 20:49
في ظل التردي والتراجع الغنائي وعدم تحقيق الألبومات النجاح المرجو، أصبح الغناء الديني أهم بيزنس للمطربين والمنتجين ولم تعد الأغاني الدينية مرتبطة فقط بشهر رمضان الكريم بل أصبحت طوال العام، واتجه العديد من المطربين في الفترة الأخيرة إلى تقديم هذا اللون الغنائي وتصوير كليبات دينية مدفوعين بالنجاح اللافت للمطرب البريطاني المسلم سامي يوسف الذي غير المفاهيم ودشن عصر الأغنية الدينية الحديثة، بالإضافة إلى سعي البعض إلى الاستفادة من المد الديني والرغبة في كسب قطاع عريض من المستمعين. شهدت الساحة في الفترة الأخيرة أكثر من أغنية من هذا اللون الديني لعدد كبير من المطربين أمثال محمد الحلو وإيمان البحر درويش وهشام عباس وخالد علي وسعد الصغير والمطرب السنغالي يوسف ندور والشيخ مشاري، وامتد الأمر لإصدار ألبومات دينية كاملة مثل ألبوم وائل جسار “في حضرة المحبوب” وطارق فؤاد “يا سيدي” وعلي الحجار ومي فاروق اللذين قدما ألبومين مشتركين بعنوان “أبواب النور” وخلال الأيام القادمة سيطرح إيهاب توفيق ألبومه الجديد الذي يتضمن 12 دعاء دينيا، ويعتبر ثاني ألبوم له بعد ألبومه الأول “إلا رسول الله” كما يعد تامر حسني ألبوما جديدا بعد النجاح الكبير الذي حققه ألبومه الديني الأول “الجنة في بيوتنا”. وتقول المطربة لطيفة، التي قدمت قبل فترة أدعية دينية للإذاعة المصرية: حبي للتجربة كان دافعي الأول وراء أداء هذا اللون الروحاني من الغناء والذي استمتعت به على كافة المستويات فعذوبة الكلمات ونبض حروفها اقشعر له بدني وانسيابية الألحان وبساطتها خلقت لدي شعورا مغايرا ومذاقا مختلفا. وجعلتني أحلق في فضاء الكون الواسع أتأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى. وعن ظاهرة انتشار الأغاني الدينية وعدم ارتباطها بشهر رمضان تقول إنها ظاهرة طيبة ومستحبة سواء في ظل أجواء رمضان أو خلال الشهور العادية بعيدا عن رمضان، وأشد على أيدي زملائي الذي جددوا دم النشيد الديني عبر موسيقى تخاطب العصر وهي تجارب أفضل بكثير مما نسمعه من فوضى وعشوائية وعري ضرب الذائقة العربية في مقتل. يقول إيهاب توفيق الذي يستعد لطرح ألبوم ديني جديد بعد ألبومه الأول “إلا رسول الله”: هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها أغاني دينية فعندما حدثت الإساءة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام قدمت أغنية “إلا رسول الله” كلمات أحمد عبدالله وألحان أشرف سالم وصورتها فيديو كليب، وبعد النجاح الكبير الذي حققته طرحتها في ألبوم ديني حمل نفس الاسم، ومن قبل قدمت أسماء الله الحسنى ولقيت نجاحا كبيرا وحماسي لتقديم تلك النوعية من الأغاني يرجع لإيماني العميق بقدرة الأغنية على تصحيح مفاهيم خاطئة وإرشاد الجمهور للطريق الصحيح، فالأغنية لعبت أدواراً كثيرة في مسيرة الأمة وألهب سيد درويش بأغنياته جموع الشعب المصري ضد جيوش الاستعمار وزرعت أم كلثوم الحماسة في أفئدة الفدائيين في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956 وكانت حنجرة عبدالحليم حافظ البوابة التي عبر منها المصريون حالة الإحباط والشعور بالانكسار بعد نكسة 1967 فولدت لديهم الأمل حتى تحقق الانتصار. ركوب الموجة أما المطرب طارق فؤاد، الذي قدم من حوالي شهر، ألبوما دينيا جديدا بعنوان “يا سيدي” والذي يعتبر ثاني ألبوم له بعد ألبومه الديني الأول “سكتنا واحدة” فينفي أن يكون سبب اتجاهه إلى الغناء الديني هو السعي وراء ركوب الموجة ولكن ذلك يرجع لرغبته في تقديم الأغنية الدينية التي تتحدث عن الرسول الكريم بشكل جديد يتناسب مع إيقاع العصر الحالي بعيداً عن شكل الغناء الديني التقليدي الذي اعتدنه. ويضيف: لا أحب ركوب الموجات الغنائية ولكني أحب التعبير عن مشاكل وهموم المواطن العربي، فعندما حدثت انتفاضة الأقصى كنت أول من قدم أغنية تعبر عما يحدث بعنوان “يا أم التراب المريمي” ولاقت نجاحا كبيرا، وبعدها تم تقديم 400 أغنية عن فلسطين والقدس لكن لم تترك منها سوى أغنيات قليلة بصمة، أما ألبومي الديني الذي طرح مؤخرا فقد جهزت له عامين كاملين بعد النجاح الكبير الذي حققه ألبومي الأول “سكتنا واحدة” وأول أغنية تم تسجيلها كانت أغنية “أنا في رحابك” وبعد هذه الأغنية قدمت “مولاي” و”نفسي ومنى عيني” و”يا نبي” والقصيدة الرائعة “في زمن الردة” وأكملت الألبوم الذي أعتبره ألبوما عاطفيا وهذا هو الجميل. الليلة المحمدية ويقول المطرب مجد القاسم الذي يستعد حاليا لطرح ألبوم ديني كامل خلال الفترة القادمة مع طارق فؤاد: تجربتي في الغناء الديني ليست الأولى التي أقدم فيها أغنيات دينية، فقد قدمت من قبل مع الملحن نصير شمة بعض الأدعية الخاصة لإذاعة الشرق الأوسط المصرية والآن استكمل تسجيل أغنيات ألبومي الديني الذي بدأته قبل سنوات، وعندما حدثت الإساءة للرسول الكريم من خلال الرسوم المسيئة، وانتظر الوقت المناسب لطرحه، ويجب أن تكون الأغاني الدينية جنبا إلى جنب مع الغناء العاطفي والوطني والاجتماعي ويجب ألا ننتظر حتى تحدث كارثة لكي نقدم الأغنية الدينية. المطرب محمد ثروت والذي له تجارب كثيرة ومميزة في هذا الاتجاه يؤكد أن انتشار الأغاني الدينية ظاهرة صحية، وحتى في ظل ضعف مستوى هذه الأغنيات فإنها على الأقل أفضل من أغنيات “الكليب” العارية، والتي تمتلئ بها الفضائيات العربية الغنائية. ويضيف: أنا سعيد بانتشار هذا اللون الديني، خاصة أنني كنت من أوائل المطربين الذين فتحوا الباب على مصراعيه أمامه من خلال تقديمي لأكثر من ألبوم، فضلا عن اشتراكي في معظم احتفالات التليفزيون المصري بالليلة المحمدية التي تقام بمناسبة مولد الهادي عليه الصلاة والسلام. عوالم روحانية وترى المطربة المغربية أسماء المنور أن موهبة المطرب لا تقتصر على الأغاني الرومانسية والعاطفية ويجب أن يعبر عن كل الأحلام والطموحات والهزائم التي تمر بجمهوره في كل مكان، فالفن رسالة والمطرب أداة لتوصيل تلك الرسالة بمضمونها الهادف والنبيل والبعيد عن الابتذال. وتؤكد أنها سعيدة بإقدام زملائها المطربين على تقديم الأغاني الدينية وتطالب بقية المطربين بأن يشاركوا في المزيد، كما تناشد القنوات الفضائية أن تفسح المجال أمام تلك الأغاني لكي ترى النور في أوقات متميزة بحيث يقبل عليها المشاهد وتعلق في ذاكرته، فالتكرار يسمح للأذن أن تحلق في العوالم الروحانية وتتذوق مضمون الكلمات والألحان والعين تتأمل الصورة التي تبرز قدرة الخالق العظيم. هوجة وسبوبة ويتخذ الشاعر الغنائي عوض بدوي موقفا آخر من زحام الأغاني الدينية الحالية، مؤكدا أنها “هوجة أو سبوبة” يسعى من خلالها بعض المطربين للقفز إلى بؤرة النجومية والشهرة ونيل اهتمام الجمهور بمتابعة أعمالهم، لا سيما بعد هجوم بعض الأقلام الغربية على الإسلام وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ويقول: ظاهرة الأغاني الدينية هي امتداد لظاهرة الأغاني الوطنية الرديئة التي ظهرت قبل سنوات وسعي العديد من المطربين لتقديم أغنيات بلا إحساس أو اهتمام فخرجت مشوهة ومبتورة وسرعان ما لفظها الجمهور وتلاشت تماما، وأغلب الأغاني الدينية المتداولة حاليا ستلاقي نفس المصير. ويشير إلى أنه لم يتوقف أمام كثير من تلك الأغاني كونها عادية كتب معظمها شعراء سطحيون باستثناء تجربة وائل جسار.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©