تغلق أليكسيس كيه مانيجو عينيها لتخلد إلى النوم فترى صورة أمها وتتذكر تلك المرأة التي كانت تصطحبها إلى حديقة الحيوان وأحواض الأسماك وعالم البحار وعجائب الدنيا وكيف كان كل ذلك مصدر سعادة لها.
لكن تلك الذكريات صارت معقدة الآن بسبب تحول درامي حدث الأسبوع الماضي إذ اكتشفت مانيجو ابنة الثمانية عشر عاما أنها اختطفت لدى ولادتها من أحد مستشفيات فلوريدا وأن اسمها الحقيقي هو كاميا موبليوان وأن تلك المرأة التي ما زالت تذكرها اتهمت بخطفها.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، التقت مانيجو أو كاميا كما هو اسمها الأصلي بوالديها الحقيقيين كريج آيكين وشانارا موبلي مطلع هذا الأسبوع. لكن، في أول مقابلة مع صحيفة منذ أن تصدرت أخبارها عناوين الصحف يوم الجمعة، قالت كاميا عن خاطفتها جلوريا وليامز "لم يكن أبدا أمامي ما يجعلني أشكك في تلك الطيبة والحنون والإنسانة التي أحبتني كثيرا".
لكن ولاية شرطة ساوث كارولاينا حيث عاشت مانيجو تقول إنه على الرغم من  أن الفتاة لم تشك أبدا في أمومة خاطفتها، فإن شخصا آخر شكك في تلك الأمومة المزعومة.
وقال رئيس شرطة جاكسونفيل مايك وليامز، خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة "اقتربت امرأة تبدو عاملة في قطاع الرعاية الصحية من أم صغيرة السن كانت في السادسة عشر من عمرها وقتها وطفلتها الوليدة وغادرت بعد ذلك ما كان في ذلك الوقت مركزا طبيا جامعيا حاملة رضيعة واختفت".
فبعد أن قضت المرأة ساعات مع أسرة الرضيعة، غادرت حاملة الطفلة الوليدة قائلة إنها مصابة بحمى وينبغي أن تخضع لبعض الفحوصات لكنهما لم يعودا أبدا.
وأضاف وليامز "مضى 18 عاما منذ اختطاف الطفلة تلقينا خلالها وتتبعنا أكثر من 2500 تحقيق مطول ومفصل شاركت فيه عدة جهات". وتوصلت الأسرة إلى تسوية قانونية مع المستشفى بعد ذلك بعامين.
وفي العامين الماضيين، ظهرت خيوط جديدة قادت إلى اكتشاف الحقيقة حيث عثر المحققون في بلدة "وولتربورو"، التي يعيش بها خمسة آلاف شخص فقط على بعد ساعة من شارلستون، على شابة ولدت في العاشر من يوليو تموز 1998 تماما مثل كاميا لكنها تحمل اسما آخر. وقال رئيس الشرطة إن وثائقها كانت مزيفة وإن "المقابلات التي أجربت مع الناس" دعمت فكرة أن الفتاة هي تلك التي اختطفت قبل 18 عاما.
وقال محام إن مانيجو استخدمت حقها القانوني ورفضت إجراء اختبار الحامض النووي لعدم إصدار أمر بذلك من السلطات لكن المحققين استصدروا لها أمرا بذلك ليتم الكشف أخيرا عن الحقيقة.
ولأن مانيجو تعرف أن السيدة التي عرفتها أما لها على مدار 18 عاما ستواجه محاكمة الآن بسبب عملية الخطف فإنها لا تبدي رغبة في الحديث كثيرا عن الأمر.
لكنها تقول عن تلك المرأة "كانت ترعى كل أمور حياتي... كنت دوما أثق فيها".