السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وحيدان في الانتظار مجموعة قصصية أولى لمهند صلاحات

وحيدان في الانتظار مجموعة قصصية أولى لمهند صلاحات
11 سبتمبر 2008 01:09
صدرت حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن المجموعة القصصية الأولى للكاتب والقاص مهند صلاحات ''وحيدان في الانتظار'' وتشمل 37 قصة و235 صفحة من القطع المتوسط ذات خلفية مشتركة تكاد تكون واحدة هي الفقد باستخدام ضمير الغائب· والمجموعة التي استهلها صلاحات بإهداء إلى أمه ''إلى أمي التي تحملني منذ ألف عام'' تنقل القارئ إلى عوالم مختلفة بين القصص العاطفية المفرطة في حنينها وشوقها وتفاصيلها التي تبدو في النهايات تحديداً مثيرة للدهشة وبين النقد الساخر الذي يسيطر في جزء كبير منه على قصصه وخاصة ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية· وفي إحدى القصص جاء ''ذات يوم كان عندي بيت حوله حديقة·· شعرت أنها تشبه ذاكرتي علقتها على باب البيت فضاعت الصورة حين قصفت بالطائرة وعدت بلا ذاكرة· ومن يتفحص المجموعة يكتشف أنه لاذ بأول إصدار قصصي له بقدرته على التعرية ووقف أمام مفرداته ليسخر من كل شيء حتى من النخبة التي تفتش عن سنتيمتر يكون بحجم طموحاتها وهي تود أخذ الإذن من الآخر كما يقف على التفاصيل التي تبدو في العادة مجتزئة من سياقات نصوصنا أو ما يمكن أن نسميها المسكوت عنها فسلط الضوء عليها وبذات الوقت كسر الهالات وأطفأها عن الأمور التي تبدو في نظرنا أحياناً كبيرة· وجاء في قصة ''صعود'' الموحية بلغة شعرية ''صعد أكثر أكثر أكثر حتى أصابه الإرهاق والتعب توقف ونظر للأعلى بعد أن أنهى صعود كل الدرجات وبكى وعاود الهبوط من جديد سألته أمه: أين كنت ؟ قال بحزن: ذهبت إلى الله لأشكو إليه الذين قتلوا قطتي وهدموا بيتنا''· ويلاحظ القارئ ميل القاص إلى استخدام الكثير من تقنيات الحداثة باستخدامه للمنولوج الداخلي والتداعيات الزمنية وتعددية الأصوات وينتقل من النص الطويل أو شكل القصة القصيرة إلى القصة القصيرة جداً· وورد في قصة ''المجنون قرب البيت'' ''يرجع طفلها للخلف ليتفحص هذا المسجى على ظهره على الأرض كجذع شجرة يقلبه بنظراته فتنادي السيدة طفلها قائلة: ابتعد عن هذا المسكين إنه مجنون قد يؤذيك·· وتدخل للبيت''· وفي حديث خاص ''للاتحاد'' قال صلاحات هنالك الكثير مما أراد قول نفسه لا ما أردت قوله فالمشهد اليومي قادر على أن يصنع ألف قصة وفي هذه المجموعة اضطررت كثيراً للحذف والتشذيب والقصقصة لضرورات الرقابة ولكن ما تبقى قلت فيه بنقد مثقفنا اليوم وظاهرة العواطف المستعارة في مجتمعاتنا وقيمه البالية وأحزاب اللاجدوى العربية والواقع السياسي والاجتماعي والثقافي· ويرى أن القصة القصيرة كالمسرح لا يصبح الإنسان فيها قاصاً محترفاً لا يشتغل على نفسه فالقصة حالة من التجريب في الكتابة وهذا ما فعلته في مجموعتي حيث اشتغلت عليها في أكثر من شكل وبأكثر من طريقة وحتى اللغة تتباين وتتغير من قصة لأخرى فهنالك القصة القصيرة والقصيرة جداً والطويلة نسبياً وهنالك الكلاسيكية والحداثية وما بعد الحداثية· وقال: كان اشتغالي على القصة وقراري في النشر بعد اطلاع على ما يتم إصداره مؤخراً في الأردن تحديداً من قصص رأيت أن هنالك انتهاكاً لحق القصة على حساب أجناس أخرى فقررت النشر من باب اطلاع الآخر ومحاولة إعادة هذا الجنس لمساره السليم بعد الخلط بينه وبين الخاطرة والنص النثري وغيره· وفي حفل توقيع المجموعة في ''جفرا'' بعمان يوم السبت الماضي قال الناقد أحمد أبو صبيح في قراءته النقدية ينطلق الكاتب صلاحات في مجمل قصصه من فكرة بسيطة أو لحظة عابرة في الشخصية القصصية ثم تبدأ هذه اللحظة بالانثيال التدريجي خلال تطور الحدث ومن خلال ذلك يبرز الجوهر الإنساني· وكانت نادية صيدلاني كتبت على غلاف المجموعة ''ألا تجمعنا طريق ضيعنا اتجاهاته·· نمضي يدل أحدنا الآخر ويطول الطريق حتى أراك·· ألا تصادفنا المصادفات مرة وتهدينا أمنية''
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©