الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الذكرى السابعة لـ 11 سبتمبر ··· أميركا من يحميها؟

الذكرى السابعة لـ 11 سبتمبر ··· أميركا من يحميها؟
11 سبتمبر 2008 01:06
لكي يكون الرئيس الأميركي القادم ناجحا فعليه أن يفعل شيئا واحدا على وجه التحديد، وهو أن يمنع القاعدة أو إحدى المنظمات المقلدة لها، من الحصول على أداة نووية وتفجيرها في الولايات المتحدة الأميركية، أما باقي الأشياء الأخرى فهي على الرغم من أهميتها تلي هذا الهدف من حيث درجة الأهمية؛ لماذا؟ لأن تفجير سلاح نووي في ''مانهاتن السفلى''، أو في وسط مدينة ''واشنطن'' يمكن أن يترتب عليه مصرع الألوف، أو مئات الألوف من البشر، أو حدوث كساد كبير، وانتكاسة للعولمة، وسيادة مناخ دائم من الخوف في الغرب، و دمار شامل، والتنصل التام من ثقافة أميركا في مجال الحريات المدنية· ولعله قد يكون من الضروري في هذا السياق أن نعرف أن التعقيدات الفنية وحدها هي التي تحول دون القاعــدة ودون تنفيذ تفجير نووي اليوم، وأن الجزء الصعب في الموضوع يتمثل في الحصول على المواد القابلة للانشطــار، أما الجزء السهل فهو يتمثل في تهريب تلك المواد إلى الولايات المتحدة؛ فنحن وبعد انقضاء سبع سنوات على الحادي عشر من سبتمبر، نعيش اليوم في عصر الإرهابيين ذوي القدرات الخارقة، والعقليات الدينية المتعصبة، الذين تحركهم الدوافع الثورية والعقائدية وليست الهموم الوطنية، والذين يتقنون استخدام التقنية ضد مخترعيها الغربيين· وعلى الرغم من أن القاعدة لا تستطيع تدمير العالم بأكمله، إلا أنه بمقدورها -على الأقل- تدمير ما يمكن لها تدميره عندما تستطيع ذلك؛ لذلك فإنني شعرت ببعض القلق عندما كنت استمع إلى ''باراك أوباما'' وهو يقول في برنامج ''لايت لاين'' على محطة ''إيه· بي·سي'' في يونيو الماضي -في معرض امتداحه لاستجابة الأجهزة الفيدرالية للهجوم الأول الذي وقع على مركز التجارة العالمي عام 1993-: ''لقد كنا قادرين على القبض على المسؤولين عن التفجير، ومحاكمتهم، والزج بهم في سجون الولايات المتحدة حيث يقبعون الآن عاجزين تماما عن الفعل''· إن ما قاله ''أوباما'' صحيح تماما؛ ولكن سبب قلقي يرجع إلى أنه على الرغم من الكفاءة الملحوظة التي تميزت بها استجابة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأميركية لذلك الهجوم، والتي أدت في حينه إلى القبض على العقل المدبر للجريمة ''رمزي يوسف'' في مخبئه في باكستان، وإيداعه سجن فيدرالي تطبق فيه إجراءات حراسة قصوى في ''كولورادو'' حيث يقبع منذ ذلك الحين، فإن ما حدث بعد ثماني سنوات كاملة من المحاولة الإرهابية الأولى لتفجير مركز التجارة العالمي، هو أن عم رمزي يوسف وهو ''خالد شيخ محمد'' حالفه التوفيق في التخطيط لهجوم كان أكثر نجاحا بما لا يقــــاس من الهجــــوم السابق؛ لذلك يجــــب علينــا أن نفترض -مجرد افتراض- أننا قد لا نكون جاهزين لمواجهة المؤامرات التي تتجمع نذرها في الأفق اليوم، والتي يجب أن نؤمن تماما أنها ستتضمن استخدام أسلحة غير تقليدية· في أحاديثي مع السيناتور ''أوباما'' بدا الرجل وكأنه يفهم طبيعة التهديد الذي تواجهه البلاد؛ ففي بداية العام الماضي، حتى عندما كان لا يزال يحاول تأمين دعم الجناح اليساري في حزبه، تحدث'' أوباما'' معي عن احتمال تَمَكُن مجموعة إرهابية من الحصول على أسلحة نووية باعتباره التهديد رقم (1) الذي سيواجه أميركا؛ إن الهدف الأساسي لأي خطة أميركية لمواجهة هذا التهديد يجب ألا تتركز على محاكمة المتهمين، وإنما على استباقهم في العمل· هل استخدمت مصطلح ''الاستباق في العمل''؟ أليس ذلك هو نفس المصطلح الذي دأبت إدارة ''بوش'' على استخدامه دون أن تستفيد منه شيئا؟ نعم···إنه نفس المبدأ ولكن استخدامه -كما يمكن لنا استخلاصه من تصريحات ''أوباما''- قد يختلف قليلا عن تلك الطريقة التي كان يستخدمها ''بوش''، ليس قصدي من ذلك الإيحاء بأن ''أوباما'' يشبه تلك الصورة الكاريكاتورية التي يرسمها له خصومه، والذي تظهره في صورة الرجل اللين· فما قاله لي يثبت أنه ليس كذلك، وكل ما هنالك أنه يود تطبيق هذا المبدأ بطريقة تختلف عن طريقة ''بوش''؛ فهو ''أوباما'' ينظر إلى هذه المسألة نظرة إيجابية ومن زاويتين: الأولى، أنه يقترح -ولعله ندم على اقتراحه هذا الآن- أن تعتمد أميركا في إطار استراتيجية العمل الاستباقي على العمل المنفرد في ضرب أهداف في باكستان، دون رجوع للحكومة الباكستانية، أو من وراء ظهرها؛ ومن زاوية أخرى، يستخدم خطابا يبدو قويا وصلبا حيال هذه المسألة، كما تبدى بوضوح في خطابه الذي ألقاه في المؤتمر الانتخابي للحزب الديمقراطي عندما قال'': ''إن ماكين يحب أن يقول دوما إنه سيلاحق ''أسامة بن لادن'' حتى بوابات الجحيم، في حين أن ما سيحدث أنه لن يلاحقه حتى لباب الكهف الذي يختبئ فيه''؛ هذه لغة يبدو واضحا منها أن ''أوباما'' يحاول أن يبدو رجلا قوي العضلات· بيد أن ما أود قوله تعليقا على ذلك هو أنني اختلف مع ما قاله ''أوباما'' بشأن ''ماكين''؛ ففي اعتقادي أنه ليس هناك رجل في واشنطن أكثر اهتماما بموضوع الإرهاب النووي من ''ماكين''، ولكن المشكلة هي أنه يأتي إلى الساحة محملا بمشكلاته الخاصة المتعلقة باستراتيجيته في مكافحة الإرهاب، والتي ليس أقلها مبالغاته الكلامية وقراره الغريب (قياسا لاهتمامه غير العادي والمبرر بالموضوع) باختيار ''سارة بالين'' كي تشاركه في تذكرته الانتخابية كنائبة للرئيس؛ هناك أيضا مشكلات يعاني منها ''ماكين'' وهي مشكلات تستأهل منا الاهتمام في الحقيقة منها على سبيل المثال إفراطه في اللامبالاة بشأن السياسة الاستباقية، وعدم قدرة واضحة أو عدم رغبة في الحقيقة، على التمييز والتفرقة بين المجموعات الإسلامية المختلفة· من خلال ذلك كله، نستطيع أن نقول إننا سنجد أمامنا في نهاية المطاف مرشحين رئاسيين: أحدهما يبدو وكأنه يبحث جاهدا عن استراتيجية شاملة لمواجهة الخطر الإرهابي، والثاني يبدو وكأنه غير متأكد بشأن من هم هؤلاء الذين نحاربهم على وجه التحديد· ونحن نأمل، على الرغم كافة الدلائل المعاكسة، أن يتمكن هذان الرجلان خلال الشهرين القادمين وقبل حلول الانتخابات في الرابع من نوفمبر، من الدخول في حوار خلاق وشامل من أجل التوصل إلى الطريقة المثلى لحماية أميركا من ذلك الهجوم المتوقع الذي يعتقد خبراء منع الانتشار النووي أنه يكاد يكون حتميا· جفري جولدبرج مراسل مجلة ذي أتلانتيك ومؤلف كتاب السجناء قصة الصداقة والرعب ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©