الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أسماء الزرعوني تكتب للطفل “مزنة ومرزوق وقصص أخرى”

أسماء الزرعوني تكتب للطفل “مزنة ومرزوق وقصص أخرى”
22 نوفمبر 2009 23:53
فاز كتاب “مزنة ومرزوق وقصص أخرى” للكاتبة أسماء الزرعوني الصادر مؤخرا عن منشورات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بجائزة أفضل كتاب محلي في الدورة الأخيرة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي اختتمت فعالياتها مساء أمس الأول، وهو كتاب في أدب الطفل. وقد نتساءل “ما الذي يجعل كتاباً من هذا النوع الأدبي يفوز بالجائزة مع أنّ الكثير من الكتب قد صدرت خلال الشهور الماضية في حقول مختلفة كالشعر والقصة والترجمة الأدبية وسواها؟ وبدءا، فإن الكتابة للطفل إجمالا هي من أكثر أنواع الكتابة الإبداعية ندرة على المستوى العربي ككل، ربما لأنها الأكثر تعقيداً فهي تحتاج إلى أقصى درجات البساطة التي لا تفتقر إلى العمق، إذ تحتاج إلى ذكاء من نوع خاص لأنها كتابة سمتها أنها وظيفية فضلا عن أنها إبداعية، وتتطلب خبرةً بعالم الطفل وتفهّما، لمشاكله في سن معينة، مرتبطاً بتطوره الجسدي والذهني معاً ما يعني مدى تطوّر قدراته التخييلية أيضا. وربما أن ما جعل “مزنة ومرزوق وقصص أخرى” يفوز بهذه الجائزة ليس محليته أو إقليميته بل مقدرة المؤلِفة على صناعة كتاب في أدب الطفل على نحو محترف على صعيدي الشكل والمضمون وذلك على نحو لافت للانتباه. ترَك الكتاب للطفل، الذي يتفاعل معه بإيجابية، مساحة للمشاركة في إعادة قول، أو “حكي”، الحكاية من وجهة نظره. ثمة فراغات منتشرة في الكتاب ملحوظة للعين وتحتاج إلى تعبئة، في محاولة لاستفزاز شيء ما في الطفل، إنها متروكة في مطارح تتيح للطفل أن يحرّك مخيلته بناء على خبراته في الواقع الاجتماعي من حوله بما يدفعه إلى التفاعل مع هذا الواقع وليس إلى الانزواء عنه. كما ضم الكتاب الرسومات البسيطة وغير الملونة التي تدفع الطفل، رغم محدودية عوالمه، إلى خلق عالم مواز ينتمي إلى بيئته بتفاصيلها، أي ينتمي إلى ما تقع عليه عين الطفل ويعيه دون أن يحتاج في ذلك إلى مدرِّسة تلقنه أو أب يهتم بتربية أبنائه وتعليمهم، أو حتى جدّة طيبة تروي له حكايات الأجداد وبطولاتهم وسوى ذلك من القصص الشعبية التي قد لا تتناسب مع قدراته التخييلية، أحيانا. ويدفع الكتاب الطفل إلى أن يكون تفاعلياً مع مجتمعه عبر المناخات التي تشيعها القصص، وما يشمل عليه من دعوة مبطنة لممارسة الفرح والبهجة بطيبة قلب تناسب توجّه إنساني لطفل وقد يخطو خطواته الأولى، وتنأى به عن التأثر بأية أحاسيس قد تثير لديه كآبة أو حزناً، الأمر الذي هو من الاشتراطات الأساسية في أدب الطفل. وتضيف حكايات الكتاب للطفل وتقدم له لأول مرة معلومة، هي هنا في “مزنة ومرزوق وقصص أخرى” اجتماعية وليست علمية عبر جملة قصيرة وخاطفة ومباشرة في معناها ولغة لا تحتمل التأويل أو الجمل المعترضة أو الطويلة في بنيتها التركيبية والنحوية، وذلك أيضا، عبر خط سردي أفقي للحكاية يخلو من الانعطافات والتعقيدات التي تحتاج إلى قدرات تخييلية من خارج منطق الخيال واشتغاله لدى طفل في مرحلة عمرية بعينها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©