الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المعرفة.. على الطرقات

المعرفة.. على الطرقات
18 ابريل 2015 23:04
عبير زيتون (رأس الخيمة) لم يعد الكتاب الورقي، حبيس المكتبات، ومقاعد الدراسة، والمؤنس لنا في بيوتنا فقط، نتناوله في أوقات خاصة، تخضع لمزاجية الظروف، وأوقاتها العملية، فمع ابتكار فكرة الصناديق الخشبية الأنيقة، كمكتبات صغيرة مجانية، ونشرها في مكان عام على كورنيش القواسم في إمارة رأس الخيمة، تصبح المعرفة أمراً متاحاً لك حتى على الطريق. تخاطبك هذه المكتبات الخشبية الأنيقة، كعابر سبيل تتنزه، باللغتين العربية والانجليزية. وهي تتسع لستين كتاباً ورقياً، ما عليك إلا أن تضع كتابا... وتأخذ كتابا... مجانا وفي كل الأوقات. هذه الفكرة المبتكرة والنادرة أيضاً في المنطقة العربية والخليجية، توصل إليها ونفذها الشاب فيصل بن ديه (مهندس اتصالات من إمارة رأس الخيمة)، بتمويل شخصي من رجل الأعمال نواف غباش وأحد المهتمين بالمبادرات المجتمعية الرصينة والجادة على صعيد تنمية ثقافة المجتمع وتوعيته، وتتيح الكتاب مجاناً لكل راغب فيه، وتسمح باقتناء الكتب وتبادلها. وحول الفكرة قال المهندس فيصل بن ديه لـ «الاتحاد»: أنا من عشاق الكتاب الورقي، ومن محبي القراءة والمطالعة، وأرى أن شبابنا اليوم، مع الطفرة التكنولوجية، فقدوا رغبة التواصل مع الكتاب الورقي رغم لذته وروعته، وهذه الفكرة منتشرة في الأماكن العامة في أوروبا وأمريكا ولها روادها ومحبيها، خاصة مع غلاء أسعار الكتاب أحيانا، أو لضيق الوقت للمطالعة، فوجدتها فكرة ناجعة يمكن تطبيقها لدينا في الإمارات، ومن هنا كان حماسي وانشغالي الذهني على فكرة بسيطة وأنيقة تشجع ثقافة الكتاب الورقي وتحفز على النشاط المدني المجتمعي الهادف لتعزيز الثقافة والابتكار». وأضاف: «وجدت الفكرة مساندة من نواف غباش رجل الأعمال الذي موّلها مادياً ودعمها وشجعها، وبموافقة مدير مجموعة الضيافة للسياحة في رأس الخيمة، وطبقت الفكرة على كورنيش القواسمي، كمكان عام مبدئي، على سبيل الاختبار، فالكورنيش مكان عام يرتاده الجميع يوميا». وعن المعوقات التي اعترضت عملية التنفيذ، أوضح المهندس فيصل بن ديه أن فكرة تشييد وتوزيع صندوق للكتب المجانية، «أخذت مني سنتين من التفكير، وكنت خائفاً من تطبيقها خوفاً من رفضها من قبل الجمهور، أو عدم التقبل لها من قبل المعنيين، ولكن بعد التشجيع والإقبال والدعم الذي توفر لي من صديقي رجل الأعمال نواف غباش، وبتعاون من اتحاد كتاب وأدباء رأس الخيمة الذي تبرع بالدفعة الأولى من الكتب، ثابرت على الفكرة وطبقتها خلال شهرين بعد أن صممت موديل الصندوق الخشبي الذي راعيت فيه أن يكون أنيقاً، ويشد انتباه الناس إليه، ويراعي في الوقت ذاته عوامل الطبيعة كي يبقى الصندوق صامدا». وأكد المهندس فيصل أن فكرة نشر أكشاك خشبية للكتب المجانية، ومنذ تطبيقها قبل شهر واحد فقط على كورنيش القواسمي في رأس الخيمة، لاقت قبولًا جماهيرياً، وتعاوناً مجتمعياً من داخل الإمارات وخارجها، جعله متحفزاً للتوسع في المشروع الذي بدأ بصندوقين فقط على أمل التوسع به أكثر في بقية الأماكن العامة داخل إمارة رأس الخيمة وخارجها. من جانبه قال نواف غباش: كمواطن إماراتي أعطتني بلادي الكثير، ومن الطبيعي أن أبادر بدوري بنشاط أهلي خيري يفيد المجتمع وينمي ثقافته ويغرز مفهوم الثقافة لدى العامة». وأضاف: «هذه بادرة مبدئية نسعى إلى توسيعها نحو تأسيس مؤسسة خيرية تعنى بثقافة الكتاب والتوعية المجتمعية، ونتمنى أن تتعاون فيها الجهات الرسمية مع رجال الأعمال حتى يكون الكتاب متوفراً في كافة الأماكن العامة في الإمارات، وبما يحقق نموها الفكري وازدهارها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©