الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهم أن نعي.. ونعمل!

22 نوفمبر 2009 23:44
يحتفل العالم بأسره ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» هذه الأيام بمرور عقدين من الزمن على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي باركتها وصدقت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1997، واعتمدت بنودها نموذجاً يحتذى به عالمياً في مجال تكريس حقوق الطفل وجعله أكثر أمناً واستقراراً. ومما لا شك فيه أن الدولة بمختلف أجهزتها ومؤسساتها الحكومية والأهلية المعنية بادرت ودعمت ولبَّت النداء والأهداف والاستراتيجيات الإنسانية قبل أن يكون مجرد التزام لاتفاقية وقعت ضمن أكثر من خمسين دولة، بدءاً من تغيير الاتجاهات والممارسات السلبية تجاه الطفل، ومروراً بتحديد المعايير الدنيا للعلاج والرعاية والنماء والحماية، بل واعتبرت مصلحة الطفل من الأولويات الضرورية في سبيل تطوير المجتمع، ووفق معايير دولية محددة أهمها عدم التمييز، والحق في الحياة والبقاء والنماء وحرية التعبير والحماية والمشاركة في ظل متابعة مباشرة من قبل «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ورئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. وبطبيعة الحال لن نستطيع حصر المكاسب والإنجازات التي تحققت على هذا الصعيد، على اعتبار أن الاستثمار الأمثل في التنمية الاجتماعية الشاملة في بناء الإنسان نفسه، ومرحلة الطفولة هي الأساس والركيزة وحجر الزاوية في هذا السياق، بل تعد المحطة الأهم في مسيرة بناء الشخصية. ومن ثم تصبح عملية التوعية المجتمعية واجباً وطنياً مهماً يفترض أن تتوجه نحو المجتمع بفئاته وطبقاته المختلفة، وأن تخاطب العامة من الآباء والأمهات، وتلفت انتباههم وفق آليات إعلامية وجهود جمعيات أهلية وحكومية إلى كيفية استيعاب مضامين ومعايير ومحددات وأهداف الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل انطلاقاً من جوهر عقيدتنا الدينية السمحاء، وطبيعة وعمق القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة للشريعة الإسلامية ورؤيتها نحو الطفل، والطفولة، وأساليب التنشئة الاجتماعية، وأساليب الرعاية والكفالة والتكافل التي نلمسها راسخة في ثقافتنا العربية الأصيلة، وتراثنا الحضاري والتاريخي التليد، قبل أن تقره أو تشير إليه أية اتفاقيات أو قوانين دولية. إننا لن نبذل جهداً كبيراً إن استطعنا فقط أن نذكر الناس بالمفردات والحكايات والقصص والمآثر والفضائل والسير التي تحفل بها أدبياتنا العربية والإسلامية منذ زمن بعيد، وأن ننفض فقط الغبار عن ما قد غفلنا عنه أو تناسيناه من قيم وشرائع ومبادئ تصلح لكل زمان ومكان. فإذا كان عمر الاتفاقية الدولية عشرين عاماً، فأظن أن الحضارة العربية والإسلامية متخمة بعشرات الآلاف من الشرائع والقوانين والمعايير منذ آلاف السنين.. المهم أن نبحث ونعي.. ونتذكر.. ونعمل! خورشيد حرفوش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©