الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرجل المشؤوم

11 سبتمبر 2008 00:43
عن الأصمعي عن أبيه قال: أتي عبدالملك بن مروان برجل كان مع بعض مَن خرج عليه، فقال: اضربوا عنقه، فقال: يا أمير المؤمنين ما كان هذا جزائي منك· قال: وما جزاؤك؟ قال: والله ما خرجت مع فلان إلا بالنظر لك وذلك أني رجل مشؤوم ما كنت مع رجل قط إلا غلب وهزم، وقد بان لك صحة ما ادعيت وكنت لك خيراً من مائة ألف معك، فضحك وخلى سبيله· تزوير قال أبو الحسن بن عباس القاضي: رأيت صديقاً على بعض زوارق الجسر ببغداد جالساً في يوم شديد الريح، وهو يكتب رقعة، فقلت: ويحك في هذا الموضع وهذا الوقت· قال: أريد أن أزور على رجل مرتعش ويدي لا تساعدني، فتعمدت الجلوس هاهنا لتحرك الزورق بالموج في هذه الريح فيجيء خطي مرتعشاً فيشبه خطه· طلبات متوالية عن أبي دلامة أنه دخل على المهدي، فأنشده قصيدة فقال له: سلني حاجتك· فقال: يا أمير المؤمنين تهب لي كلباً، فغضب وقال: أقول لك سلني حاجتك، فتقول: تهب لي كلباً، فقال: يا أمير المؤمنين الحاجة لي أم لك؟ قال: لا بل لك· قال: فإني أسألك أن تهب لي كلب صيد، فأمر له بكلب، فقال: يا أمير المؤمنين هبني خرجت الى الصيد أعدو على رجلي، فأمر له بدابة، فقال: يا أمير المؤمنين فمن يقوم عليها، فأمر له بغلام، فقال: يا أمير المؤمنين فهبني قصدت صيداً وأتيت به الى المنزل، فمن يطبخه، فأمر له بجارية، فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء أين يبيتون فأمر له بدار، فقال: يا أمير المؤمنين، قد صيّرت في عنقي كفا أي جمعاً من عيال، فمن أين ما يتقوت به هؤلاء؟ قال: فإن أمير المؤمنين قد أقطعك ألف جريب عامراً وألف جريب غامراً، فقال: أما العامر فقد عرفته، فما الغامر؟ قال: الخراب الذي لا شيء فيه· قال: فأنا أقطع أمير المؤمنين مائة ألف جريب بالدو، ولكنني أسأل أمير المؤمنين من ألفي جريب جريباً عامراً· قال: من أين؟ قال: من بيت المال، فقال المهدي: حولوا المال وأعطوه جريباً، فقال: يا أمير المؤمنين إذا حولوا منه المال صار غامرا، فضحك منه وأرضاه· رجولة كان عامر بن حطاب من الخوارج وقد دوّخ جنود الحجاج حتى نقم عليه وتمنى الظفر به وتحققت أمنيته وجيء به إلى الحجاج مكبلاً بالأغلال، ومعه فريق من أنصار الحجاج الذين قبضوا عليه، فقال له الحجاج: الحمد لله الذي أظفرني بك يا عدو الله! فقال له: لست عدو الله، بل أنا عدو عدو الله· قال الحجاج: أخبرني يا عامر أي أصحابي كان أشد عليكم؟ انظر إليهم وأخبرني· قال: لم أر وجوههم من قبل إنما كثيراً ما رأيت ظهورهم حين فرارهم منا، فمرهم أن يستديروا حتى أتعرف عليهم من ظهورهم· فتغيّظ الحجاج وقال للحرس إضرب عنق الفاسق ابن الفاسق، قال عامر: بئس والله ما أدبّك به أبوك يا حجاج! أفبعد الموت غاية أستعتبك بها؟ وما يؤمنك أن أردها عليك أضعافاً وأنا سائر إلى الموت؟ فاستحيا الحجاج وقال: أرى الله أنك أهل للصنيعة، قال نعم· فأمر بإخلاء سبيله وأمر له بسيف وفرس!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©