الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشقر(4)

الأشقر(4)
11 سبتمبر 2008 00:43
ثم فكرت في المهر الأشقر، فوجدته أحوج بالمدح من غيره وإلى الذكر أفقر، فهو الكريم الأصيل، والأشقر الذي نشر على أعطافه حلة الأصيل، أرديته صفراء لا تنزل ساحتها الأحزان، قد التبس لونه بلون الذهب الذي زانه بما زان، فتشاكل فيهما الأمران، وحار عندهما اللبيب من الافران، فلم يكن بين هذا وبين هذا من فرق، إلا أن هذا سبك بالقدرة الإلهية وذاك بالتمويه والطرق، كأنه من الذهب سوار، وكأنه الريح عند جريه فلا تقدر على حبسه الأسوار، متنه زهلول كأنه التبر المحلول، بل كأنه يسبح في لج من الورس، وكأنما شاخوره يتكلم فيأمره بالسبق وذلك التكلم هو الجرس، ما رآه الشفق إلا أشفق على نفسه أن يفتضح، ولا شاهده كتيب الزعفران إلا سلم له وقال: الفرق بيني وبينك متضح، كأنما هو زهر البهار قطف طريا، وكأنه جاء بلون الأترج فما جاء شيئاً فريا، يسر الناظرين بلونه الأصفر الفاقع، ويسيل كنهر من ذهب عليه من اللؤلؤ المنظوم فواقع، وإذا جرى في الميدان فطائر وأما الذي يجاريه فواقع، يتقد كلأنه جذوة، ويسبق فلا يحذو النسيم حذوه، ويتيه بغير تعليم، ويفهم الاختيال في المشية بلا تفهيم، فهو بصفرته عند اختياله أخيل، وهو مع لين معطفه من الغصن أميل، ثابت في حومة الحرب غير فرق، محجل بالبياض فكأنه جسم من الذهب خلخل بخلاخل الورق، له غرة بيضاء كأنها لجين في ذهب، أو كأنها نجم طالع في الأصيل الذي دام فما ذهب، لاشك ان الصباح لما غدا يصطفيه، مسح بكفه بين عينيه فأثر فيه، سلس القياد، لا نظير له في الجياد، طرف يحار عنده الطرف، دينار لا تطمع له الحوادث في صرف، غزال إذا قمص، وأسد إذا اقتنص، كأنه اللهب، ما بين ناصيته وبين عسيبه بحر من الذهب، شريف الأصل تميره الخيل لجلالته أي مير، مذهب الأديم يذهب عنده (المذهب) وهي فرس أبرهة بن عمير، شبيه غزال نفور، إذا وطأ الصخر ترك حشاه بالنار تفور، فلايزال ولم يزل، ينشد بلسان الحال قول جمال الدين بن نباته في الغزل: دعوا شبيه الغزال يرمي في مهجتي بالنفار جمراً
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©