الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سر الاجتماع المشترك لرسم «خريطة الطريق» إلى الدرع

سر الاجتماع المشترك لرسم «خريطة الطريق» إلى الدرع
18 ابريل 2015 22:35
صلاح سليمان (العين) البداية المتعثرة للعين في دوري الخليج العربي خلال الموسم الماضي، والبقاء في مراكز متأخرة بين كل جولة وأخرى، كانت سبباً رئيساً فرض عليه الاستغناء عن اثنين من مدربيه هما الأوروجوياني خورخي فوساتي الذي لم يبق في منصبه أكثر من بضعة أسابيع، ومن بعده الإسباني كيكي فلوريس، وبعدها تم التعاقد مع المدرب الحالي الكرواتي زلاتكو داليتش الذي أعاد ترتيب الأوراق، وأنهى الموسم محتلاً المركز السادس، بالرغم من قصر الفترة التي تولى فيها قيادة السفينة العيناوية. الظروف التي واجهها «الزعيم» في موسم 2013 - 2014 من أهم الأسباب التي دفعت إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، برئاسة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان للتخطيط لإعداد الفريق للموسم الجديد بطريقة مثالية تعيد العين إلى مكانته أحد أقوى المنافسين على كل البطولات. ووضعت الإدارة العيناوية استراتيجية واضحة المعالم، حددت خلالها الأهداف والطموحات التي تسعى لبلوغها وتحويلها إلى واقع ملموس، وسبق ذلك كخطوة أولى تجديد عقد المدرب زلاتكو لمدة موسمين مضى منهما حالياً موسماً، بعد أن نجح في تطوير مستوى أداء الفريق، وقاده إلى الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وفي نهاية الموسم الماضي، عقد اجتماع بين زلاتكو ولجنة الاحتراف بالنادي لوضع النقاط على الحروف ومناقشة متطلبات الموسم الجديد. وتجسدت البداية في حسم أمر الرباعي الأجنبي المحترف الذي يعتمد عليه العين هذا الموسم، وتم الاتفاق على الإبقاء على الغاني أسامواه جيان للمستوى الفني المتميز الذي قدمه مع الفريق، واستعادة الفرنسي كيمبو إيكوكو من الجيش القطري، بعد انتهاء إعارته، والتعاقد مع لاعب الارتكاز الكوري الجنوبي ميونج لي جوو والمهاجم «المدفعجي» السلوفاكي ميروسلاف ستوتش. وانتظم لاعبو العين في المعسكر الخارجي الذي أقامه الفريق في كل من النمسا وإسبانيا، وخاض خلاله عدداً من المباريات التجريبية، من بينها مباراة مع الوحدة الذي أقام معسكر إعداد في المنطقة نفسها. وتضمنت خطة العين هذا الموسم المنافسة في كل الاستحقاقات المحلية والقارية، وعلى رأسها بطولة الأندية الآسيوية الأبطال 2015، وهي البطولة التي وضعها مجلس الإدارة والجهاز الفني على رأس أولويات الفريق، ليستعيد ذكريات نسخة 2003 التي نالها لقبها. ومضى الجهاز الفني في تنفيذ الاستراتيجية ليبدأ مشواره في الموسم بالمشاركة في بطولة الأندية الآسيوية واستضافة الشباب السعودي في أولى الجولات على ستاد هزاع بن زايد، والتي انتهت بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، وفرضت المباراة، غياب العين عن مواجهة الشباب في المباراة الأولى بدوري الخليج العربي، والتي تأجلت إلى الدور الثاني، كما تأجلت أيضاً مباراة كأس سوبر الخليج العربي، بسبب مشاركة العين القارية، والتي أقيمت مؤخراً وفاز بها الأهلي. وفي الجولة السابقة من دوري الخليج العربي حقق العين ما عليه بالفوز على اتحاد كلباء برباعية نظيفة، وانتظر ما تسفر عنه مباراة الجزيرة وبني ياس التي توقف عليها مصير الدرع وفقاً لنتيجتها، حيث كان التعادل فقط يكفي العين لرفع درع البطولة رسمياً، وقدم «السماوي» الدرع للعين مبكراً بالتغلب على «فخر أبوظبي» 4-2 لتحتفل «الأمة العيناوية» بالبطولة قبل ثلاث جولات من المحطة الأخرى، كل الدلائل كانت تشير إلى أن العين هو البطل الحقيقي، وأن الدرع بنفسجي لا محالة إلا أنه كان ينتظر فقط لحظة التتويج الرسمية. ظروف الإصابات واجه العين ظروفاً صعبة تمثلت في تعرض عددٍ من عناصره الأساسية للإصابات التي حرمتهم من المشاركة في العديد من المباريات المهمة ولفترة ليست بالقصيرة، حيث غاب الغاني أسامواه جيان تسع مباريات ليبلغ زمن مشاركاته 981 دقيقة في 14 مباراة، كما ابتعد أيضاً عن المشاركة اللاعب عمر عبدالرحمن في 14 مباراة، ولم يدفع به المدرب زلاتكو إلا في 9 مباريات فقط لعب فيها 702 دقيقة. ولم يقتصر الأمر على جيان و«عموري» فقط، بل غاب أيضاً السلوفاكي ميروسلاف ستوتش والفرنسي كيمبو إيكوكو ومحمد فايز وهلال سعيد وإسماعيل أحمد ومحمد عبدالرحمن ومحمد فوزي في بعض اللقاءات، وغيرهم من نجوم الفريق. ووسط هذه الغيابات لم يجد المدرب زلاتكو مفراً من الاستفادة من خدمات بعض اللاعبين البدلاء وعدد آخر من الشباب والقيام بعملية «التدوير» لسد الفراغ، وكان البدلاء عند حسن الظن بهم وساهموا بقدر كبير في النتائج الإيجابية التي حصدها الزعيم وتتويج الفريق. ضغط المباريات بخلاف عامل الإصابات تعرض العين أيضاً لضغط المباريات لمشاركته في أكثر من بطولة في الفترة الزمنية نفسها حيث كان الفريق يخوض مباراة كل أربعة أو خمسة أيام على المستويين المحلي والخارجي، سواء في بطولة دوري الخليج العربي أو البطولة الآسيوية، ما سبب إرهاقاً للاعبين وأثر على أدائهم ومستواهم الفني في بعض اللقاءات، وكان الإرهاق المتواصل أحد الأسباب التي لعبت دوراً في الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين. بالإضافة إلى ذلك كان الثلاثي الأجنبي الغاني أسامواه جيان والسلوفاكي ميروسلاف ستوتش والكوري الجنوبي ميونج لي جو الأكثر تعرضاً للإرهاق، حيث كانوا يشاركون أيضاً مع منتخبات بلدانهم في الاستحقاقات الرسمية والودية والتي تقام في أيام «الفيفا»، بجانب مشاركتهم مع العين محلياً وآسيوياً، وبسبب غياب معظم العناصر ضحى العين ببطولة كأس الخليج العربي التي لم يحقق فيها النجاح المنشود والتي خاضها بلاعبي الرديف. وبالرغم من كل هذه الظروف القاسية لم يخيب فريق العين ظن جماهيره التي ساندته بقوة ووقفت خلفه في كل المباريات ليتمكن في نهاية المطاف من تجاوز، وتخطي كل الصعاب والتقدم في منافسة بطولة دوري الخليج العربي خطوة وراء الأخرى حتى الفوز بالدرع للمرة الثانية عشرة في تاريخه، والثالثة في عهد الاحتراف، محققاً رقماً قياسياً ليصبح الفريق الأكثر حصداً للبطولة. كما أن العين مازال يواصل الصراع في بطولة الأندية القارية حيث يحتل مركز الوصيف في المجموعة الثانية برصيد ست نقاط وبفارق نقطة واحدة عن المتصدر الإيراني نفط طهران. ويسعى «البنفسج» لخطف إحدى بطاقتي التأهل إلى مرحلة ثمن النهائي ومن بعدها يتطلع لمواصلة المشوار للذهاب أبعد من ما حققه في النسخة السابقة التي وصل فيها إلى مربع الكبار وخرج على يد الهلال السعودي. يذكر أن «الزعيم» العيناوي هو الفريق المحلي الوحيد الذي تذوق طعم بطولة الأندية الآسيوية، عندما فاز بأول نسخة، بعد تعديل مسماها في 2003 تحت قيادة وإشراف المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو، وما زالت أمام الفريق العيناوي فرصة للدفاع عن لقبه في بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، والتي حقق لقبها في الموسم السابق والتي تنطلق منافساتها قريباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©