السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السجاد صناعــة وفــن

السجاد صناعــة وفــن
11 سبتمبر 2008 00:40
السجاد ابرز إسهامات مجتمعات البدو الرحل في ميراث الفنون التطبيقية، ولولا العثور على امثلة مبكرة منه في آسيا الوسطى لعد السجاد ابتكارا اسلاميا اصيلا، ولكن ذلك لا ينفي دور الصناع المسلمين في تطوير صناعة السجاد على الصعيد التقني وعلى المستوى الفني وقد تبارى المبدعون المسلمون في هذا المجال الذي يمزج بين الصناعة والفن· وتناول عدد من الباحثين اسهامات المسلمين في هذه الصناعة ومنهم الدكتور ابو الحمد الفرغي في دراسته الفنون الإسلامية في العصر الصفوي في إيران والدكتور محمد مصطفى في كتابه سجاجيد الصلاة · توصلت القبائل التركية الجوابة في اواسط آسيا إلى هذا الابتكار، مستخدمة الانوال الافقية والرأسية لوضع وبر الصوف حول خيوط نسج قوية طولية وعرضية ''سداة ولحمة'' بحيث تقبض في تماسكها بهذه الوبرات ورغم التوصل لصناعة السجاد قبل الإسلام فإنها لم تزدهر الا في ظل حضارته، وكان الازدهار ملحوظا في الأقاليم الواقعة في الشمال مثل تركيا وإيران حيث تكثر المراعي الخضراء ويجود الصوف بأنواعه في تلك المناطق الجبلية الباردة فيكون ناعما لامعا صقيلا بينما يكون الصوف قصيرا خشنا في البلاد الحارة كما أحرزت صناعة السجاد نجاحات ملحوظة في الهند والقوقاز وأرمينيا في الشرق ومرورا بمصر والشام وانتهاء بالمغرب والأندلس في أقصى الغرب الإسلامي وتتميز السجاجيد الاسلامية بأن وبرها مستقل عن الرقعة، ( ذلك النسيج العادي المؤلف من خيوط طولية وعرضية) اما الخميلة فخصلة مستقلة من الصوف الممشوط تعقد من اواسطها على خيوط السداة على النقيض من السجاد الأوروبي، اذ تكون الخميلة فيه من الرقعة واستخدم المسلمون في صناعة سجاجيدهم نوعين من العقد، احدها العقدة الفارسية الثانية العقدة التركية· ومن المفارقات ان العقدة التركية كانت أكثر استخداما واعم انتشارا في المدن الإيرانية علما بأن إيران حققت شهرة واسعة بين منتجي السجاد الإسلامي بفضل جودة اصواف مراعيها الشمالية واستخدام خيوط من الحرير بل ومن والذهب والفضة في صناعة السجاجيد · وتميزت السجاجيد الإيرانية بجمال الوانها وتناسقها وحسن توزيعها ودقة الزخرفة، فضلا عن العناية بجودة الخامات ، غير ان هذه الشهرة لم تستحقها إيران سوى قرنين من الزمان حيث ازدهرت صناعة السجاد من القرن العاشر الهجري ''16م'' تحت حكم الصفويين ثم اضمحلت هذه الصناعة مع بداية القرن الثاني عشر الهجري ''18م'' عقب التوسع في استخدام الصبغات والألوان الكيماوية المستوردة من اوروبا مما أفقد السجاد الإيراني طابعه المميز الذي كان يعتمد على الاصباغ الطبيعية· ومن اهم هذه الأنواع السجاجيد ذات الجامات او الصرر ومحور زخرفتها شكل جامة او ميدالية ذات فصوص تتوسط حقل السجادة بينما تظهر أجزاء منها في الاركان الأربعة للحقل ويحيط بذلك كله إطار من زخارف متنوعة اغلبها لزهور وأوراق نباتية أما السجاد التركي فقد تعددت انواعه وزخارفه وتميز على الدوام بجودة مكوناته من الاصواف الناعمة والأصباغ الطبيعية وابدع الاتراك في استنباط الأصباغ ، ولكن تفردهم كان في استخدام اللون الأحمر الذي كان يستنبط من ديدان تكثر في هضبة الاناضول وتعرف بديدان القرمز وعلى مر العصور تميزت السجاجيد التركية بوجود ساحة او ارضية وسطى فيها الرسم الرئيسي ويحيط بها اطار قوامه أشرطة تختلف في العدد والعرض بحسب نوع السجادة· فالسجادة تشتمل على رسم هندسي بسيط متكرر او على أشكال صغيرة متعددة الاضلاع مكررة في صفوف او مناطق منظمة أما الاطار فمتوسط العرض وزخرفته من اشكال هندسية او من حروف كوفية غير مقروءة وظل هذا الطابع البدوي برسومه التجريدية غالبا على السجاد التركي حتى بعد استخدام رسوم الحيوانات والطير التي بدت بدورها بعيدة عن الطبيعة وثمة انواع من سجاجيد الحرير انتجت بالهند خلال حكم أباطرة المغول وهي تزدان برسوم رائعة لزهور ذات ألوان بديعة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©