الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نتائجنا من حالنا..

20 ابريل 2011 22:41
وفاء بما كنت قد تعهدت به الأسبوع الماضي، أعود اليوم لأتمم ما كنت بصدد الحديث عنه، وهو ما يتعلق بمنظورنا نحن العرب للنتيجة الرياضية، والذي تحضر فيه النزعة الهاوية حتى لا نكاد نلمس للفكر الاحترافي أي ضوء، رغم ما ندعيه من أن مشهدنا الرياضي والكروي تحديداً يقوم على أساسات احترافية ويتم تدبيره بشكل احترافي. تصيبنا بعض الانتصارات التي قد يكون بعضها ضربة حظ وبعضها الآخر بفعل فورة جيل عابر بهوس غريب، بجنون الفرح الذي لا يقيم للتحليل العلمي والمنطقي أي وزن، فنظن أن النجاح هو نجاح منظومة وفلسفة ورؤية ولا نلقي بالاً لما اهترأ وتقادم في هذه المنظومة، ويسحبنا الفرح المجنون تدريجياً إلى مدارات غير مداراتنا، إلى أن تأتي الهزيمة فلا نربطها ربطاً موضوعياً بحقيقتنا الرياضية. ولأنني اعتماداً على منطق مقارن أجيز مشاهدة وجهنا العربي في مرآة الآخرين، لأتبين ما يباعد بيننا وبين الاحتراف كفكر، فقد وجدت في تصفحي لعدد المدربين الذين تعاقبوا على منتخبات عربية وأخرى أوروبية في السنوات العشر الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر، ما يبطل العجب وما يقول إن ما عليه ثقافة النتيجة عندنا من ضحالة هو نتاج لتدبيرنا السمج لكرة القدم تخصيصاً. منتخب ألمانيا لكرة القدم وهو بين كبار العالم حاصل على ثلاث بطولات للعالم مر عليه من سنة 1998 إلى اليوم أربعة مدربين، ويصيبنا جميعا بالذهول أن المنتخب الألماني لم يمر عليه منذ سنة 1928 إلى اليوم سوى عشرة مدربين. منتخب إيطاليا المتوج أربع مرات بطلا للعالم آخرها سنة 2006 مر عليه منذ سنة 2000 إلى اليوم خمسة مدربين مع التنصيص على أن مارسيلو ليبي درب الإيطاليين في مناسبتين بين 2004 و2006 ومن 2008 إلى 2010. منتخب فرنسا الذي نال كأس العالم عام 1998 ولعب نهائي المونديال سنة 2006 لم يمر عليه على مدى 12 سنة سوى أربعة مدربين. هذا هو حال بعض منتخبات القارة العجوز والذي يقوم على تدبير احترافي للأشياء، ولنعترف بأن نقيضه تماماً هو ما يحضر عندما نقطع البحر الأبيض المتوسط جنوباً، فمنتخب المغرب الذي كان له حضور في أربع نهائيات لكأس العالم، مر عليه من سنة 2000 إلى اليوم 11 مدرباً بالتمام والكمال. وتتقلص الدهشة من هذا الفيض العجيب، عندما نتحرك صوب الجزائر والتي تعاقب على تدريب ثعالبها من سنة 2000 إلى اليوم 13 مدرباً وناخباً وطنياً. الأخضر السعودي هو الآخر مر عليه 11 مدرباً من سنة 2000 التي عرفت مجيء ميلان ماشالا إلى اليوم وقد يكون متفرداً بين منتخبات عربية كثيرة بأنه يقرر أحياناً الانفصال عن مدربيه داخل بطولة عالمية أو قارية، ما يعني أن وقع النتائج السلبية يكون قوياً فتكون التضحية الفورية بالاستقرار الفني. ولا تتغير الصورة، بل إن النسخ تكاد تكون متطابقة مع أصل معيب وجالب للعار ونحن نقلب حاضر المنتخبات العربية، بخاصة تلك التي تمثل نوعاً من المرجعية، ما يؤكد أن ما بني اليوم تحديداً على هواية مهترئة لا يمكن إلا أن يعطي هذه الفظاعة، وأن ما يقوم على رؤى ضيقة وسياسات تحجب الأفق المتوسط قبل البعيد لا يمكن إلا أن ينتج هذه الكوارث، فمن قال إننا نملك أصلا ثقافة نتيجة؟ كفانا كذباً وتعذيباً للذات. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©