السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسراف فساد يجب تجنبه

الإسراف فساد يجب تجنبه
11 سبتمبر 2008 00:39
يجمع جمهور الفقهاء على أن الإسراف والتبذير من الفساد الواجب تجنبه، باعتبارهما من أعظم المخاطر الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد الإنسان والدول والأمم · ويقول الدكتور حسين شحاتة أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهرـ : إن المقصود بالإسراف والتبذير من السفه، من المنظور الإسلامي هو ما يجاوز حد الاعتدال والوسط في الإنفاق والسلوك· ويضيف أن الإهدار للموارد الاقتصادية يعتبرا هلاكاً للأموال والأنفس، وزيادة فى النفقات بلا عائد، وتبديداً للطاقات، ولذلك فإنهما يسببان الإرهاق لميزانية الأسرة والدولة، ويعوقان التنمية ويؤديان الى الضنك، ولاسيما للطبقة الفقيرة التي تشقى بفعل السفهاء من الأغنياء · يؤكد أن الإسراف مُحرم بنص قول الله عز وجل: ''والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما''الفرقان الآية 67 كما يعتبر التبذير من الكبائر التي نهى الله تعالى عنها، وأصل ذلك قول الله تبارك وتعالى: ''إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ''الإسراء :الآية ·27 وبالرغم من تيقن معظم المسلمين من حرمة الإسراف والتبذير، فإن هناك المليارات من الأموال تُبَدّد، ونجد من يخالفون تلك القواعد الإسلامية في مجال الإنفاق والاستهلاك، وخاصة في شهر رمضان، حيث يزداد الإسراف والتبذير ويتجه الإنفاق نحو الترف والمظهرية، ويوجه المال أحياناً إلى الإنفاق في معصية الله في الملاهي وتقليد الشرق والغرب، وفى إحياء البدع والضلالات· و يقود ذلك إلى سلسلة من الآثار السيئة مما يسبب المشاكل الاجتماعية بين المرء وزوجه وأولاده وبين الراعي والرعية بينما تعاني بعض الدول الإسلامية الفقر المدقع ونقص الضروريات والحاجات الأصلية للحياة العادية، كما أن بعضها يئن من ظلم الاحتلال بين مشرد ومسجون ولاجىء ومطرود وأضاف: يأمرنا الإسلام بالإنفاق في طاعة الله وفي مجال الطيبات دون إسراف أو تبذير أو ترف، وأن يكون الإنفاق معتدلاً وسطاً، ويقــول الرســول - صلى الله عليه وسلم: ''كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا، ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة'' رواه ابن ماجه· ويجب أن يكون الإنفاق في طاعة الله بحيث يستشعر المسلم التقي الورع الصائم أن المال الذي بيده مال الله سبحانه وتعالى، وأن حيازة العبد له تنتهي بموته وعلى المسلم أن ينفق المال طبقاً لأوامر شريعة مالكه الحقيقي، أي في طاعة الله سبحانه وتعالى، وأساس ذلك قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ''إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فامضه وإن كان غياً فانته عنه ''متفق عليه كما يجب على المسلم أن يؤمن أن له وقفة أمام الله سبحانه وتعالى يحاسبه عن هذا المال من أين اكتسبه وفيما أنفقه · وأمرنا الله سبحانه وتعالى أن يكون الإنفاق في مجال الطيبات، فقد قال الله عز وجل: ''ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث'' الأعراف الآية 157 فعلى المسلم أن ينفق ماله في شراء السلع والخدمات الطيبة، والتي تعود عليه وعلى المجتمع الإسلامي بالنفع، وأن يمتنع عن الإنفاق في مجال الخبائث حتى لا يضيع صيامه وصلاته وقيامه وقرآنه هباءً· ومن قواعد الإنفاق في الإسلام ''الوسطية ''دون إسراف أو تقتير، لأن في الإسراف مفسدة للمال والنفس والمجتمع، وكذلك الوضع فى التقتير ففيه حبس وتجميد للمال وكلاهما خلل في النظام الاقتصادي، ويقول الله تعالى: ''ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا ''الإسراء الآية 29 · يؤكد الدكتور شحاتة أن الشريعة الإسلامية تحرم النفقات الترفيهية بصفة قطعية لأنها تؤدى إلى الفساد والهلاك، وهذا التحريم يخص الفرد في ماله والدولة في الأموال العامة، والله تعالى يقول: ''وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ''الإسراء :الآية ،16 ويصف القرآن هؤلاء المترفين بصفة الكافرين والكاذبين فيقول جل شأنه: ''الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ''المؤمنون الآية 33 والسنة النبوية حافلة بالأحاديث التي تحذر الناس من حياة الترف وإنفاق المال في الملذات والتفاخر والخيلاء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©