الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن أبي عامر.. فاتح مدريد

23 يونيو 2017 20:06
القاهرة (الاتحاد) محمد بن عبدالله بن أبي عامر، وُلد في عام 327 ه في الجزيرة الخضراء، قائد إسلامي، محب للعلم والعلماء، تميز بهمته العالية وذكائه، مهيبا وقورا، لُقب ب«الحاجب المنصور»، بدأ حياته بخدمة الخليفة المستنصر بالله عندما أثنى عليه ورشحه الحاجب جعفر المصحفي لنباهته وحُسن تصرفه، فولاه المستنصر وكالة ابنه هشام، وتدرج المنصور في المناصب مما زاده خبرة ومهارة فائقة ودقة في الإدارة وتولى منصب قاضي القضاة في بلاد الشمال الأفريقي حتى وفاة الخليفة وتنصيب ولي العهد هشام خلفا لأبيه. استطاع المنصور استمالة أم الخليفة بحُسن خدمته لهما، فزاد نفوذه في القصر، وبرزت قوته بعد أن نقضت الممالك المسيحية العهود والمواثيق بعد وفاة المستنصر وهاجمت بعنف أراضي المسلمين في الشمال الأفريقي وكادت تصل إلى قرطبة، ولم يستطع الخليفة هشام صدهم لصغر سنه وقلة خبرته وتردد جعفر المصحفي في الخروج لجبنه حتى استولى المماليك على مدينة سالم وعانت الدولة جراء خلافات رجالها وصغر سن خليفتها فنهض المنصور وجهز الجيش للجهاد، وسار به إلى الشمال، واستطاع الاستيلاء على حصن الحامة وربضة وعاد محملا بالسبايا والغنائم، فأظهر قوته العسكرية أمام الشعب ورفع عنهم الذل والعار. قاد المنصور عدة معارك انتصر فيها وفتح مدن مجريط «مدريد حاليا» وحصن مولة وغنم وسبى وأبلى بلاء حسنا، مما زاد أسهمه عند الخليفة الذي عينه حاكما لقرطبة بعد عزل المصحفي. ازدادت رهبة الناس من المنصور بعد قتل ابنه عبدالله وأرسل رأسه إلى الخليفة، بعد أن أفشل عملية الانقلاب التي كان خطط لها ابنه بالتعاون مع عبدالرحمن بن المطرف صاحب سرقسطة، فعلم المنصور وأعد حيلة لعبدالرحمن وقتله، واستطاع ابنه الفرار إلى «غارسيا» حاكم قشتالة، فطلب منه المنصور استعادة ابنه فرفض، فغزا المنصور قشتالة، واجتاح في طريقه ألبة، واستولى على وخشمة، مما اضطر غارسيا للمفاوضة وتسليم ابنه، كما غزا المنصور أراضي ملك ليون، وعاد إلى قرطبة ومعه آلاف الأسرى والغنائم. علم المنصور بتمرد الحسن بن كنون سلطان الأدارسة على الأمويين بالمغرب، فجهز جيشا لقتاله، وقامت بينهما معارك انتهت باستسلام ابن كنون، فأمر المنصور بقتله، وحاصر مدينة برشلونة برا وبحرا ودخلها عنوة بعد فرار حاكمها، وواجه تحالف جيوش ملك ليون وملك نافارا وهزمهم في معركة «روطة» واحتل حصن شنت منكش. اطمأن المنصور لاستقرار الحكم فاهتم ببناء الجيش واعتمد على البربر، وتوفير المعدات وأنشأ دوراً للصناعات الحربية، ونجح في إدارة الشؤون الاقتصادية وشهد عهده رواجا كبيراً. توفي الحاجب المنصور في عام 392 ه في مدينة سالم وهو عائد من إحدى غزواته التي أصيب فيها، وأوصى بدفنه حيث مات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©