الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقصير في تلاوة القرآن.. خسران مبين

التقصير في تلاوة القرآن.. خسران مبين
24 يونيو 2017 15:43
أحمد شعبان (القاهرة) القرآن الكريم كلام الله تعالى وحبله المتين وصراطه المستقيم من تمسك به اهتدى، ومن أعرض عنه ضل وهوى، والله تعالى أثنى عليه في مواضع كثيرة في كتابه العزيز، ليبين فضله ويوضح للناس مكانته ومنزلته، قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)، «سورة الزخرف: الآيات 3 - 4». يقول الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: للأسف الشديد نجد من الناس من يهجرون القرآن، وتمر السنوات بدون أن يقرؤوا حرفاً واحداً، وهؤلاء خسروا الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)، «سورة الفرقان: الآية 30»، والهجر يشمل هجر التلاوة والتدبر والعمل والاحتكام إليه، ومن العجيب حال الكثيرين من الناس لتقصيرهم في تلاوة كتاب ربهم وتدبره والعمل به مع علمهم بفضله وأجره، قال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)، «سورة التوبة: الآيات 124 - 125»، هذا حال المؤمنين وحال المنافقين عند سماع القرآن وتلاوته، فيه تحذير للمسلم أن يكون الصنف الخاسر الذي لا يزيده سماع القرآن إلا خسارا. وحذرت السنة النبوية من هجران القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لقارئ القرآن حسنات كثيرة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول «ألم» حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»، وقال صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»، ويوم القيامة تتجلى هذه الفضائل لقارئ القرآن فيشفع لقارئه ويعلو به في مراتب الجنة على قدر قراءته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه». ووردت آيات كثيرة تتحدث عن فضل القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، «سورة فصلت: الآيات 41 - 42»، فالقرآن الكريم يدمغ الباطل ويبطل الشبهات، قال تعالى: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)، «سورة الفرقان: الآية 33»، وقال تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)، «سورة الأنبياء: الآية 18»، وقد أنزله الله تعالى في شهر رمضان المعظم هدى للناس وبينات، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...)، «سورة البقرة: الآية 185»، وقال: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، «سورة القدر: الآية 1». وهناك أمور يجب على المسلم أن يدركها ويعلمها عند قراءة القرآن منها القراءة بتدبر وتمعن قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، «سورة ص: الآية: 29»، ويجب على الإنسان أن يخشع عند تلاوة القرآن الكريم، كما جاء في رواية عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرأ علي» فقال: يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل، فقال صلى الله عليه وسلم: «نعم»، فقرأ سورة النساء حتى وصل الآية: «فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً»، قال: «حسبك الآن» فالتفت إليه فإذا عيناه صلى الله عليه وسلم تذرفان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©